المسيرة المقدسة:
انطلقت العائلة المقدسة من بيت لحم إلى مصر عن طريق صحراء سيناء، تسير في طريق القافلة الجنوبي بمحاذاة ساحل البحر الأبيض المتوسط من غزة إلى رفح، ثم اجتازت إلى رينوكوالور (6) حاليًا العريش ومنها إلى أو ستراكيني التي صارت فيما بعد كرسي الأسقف إبراهيم الذي اشترك في مجمع أفسس عام 431م (7). آخر محطة في صحراء سيناء هي مدينة البلسمو حاليًا الفرما (8)، الواقعة ما بين العريش وبورسعيد، وهي مفتاح الدخول إلى أرض مصر من الجانب الشرقي.
عبرت العائلة بعد ذلك إلى مدينة بسطة أوتل بسطة بجوار مدينة الزقازيق حاليًا، حيث استراحت تحت شجرة قيل أنها بقيت على قيد الحياة حتى سنة 1850 م.
وفى تل بسطة تفجرت عين ماء استقى منها السيد المسيح وكان ماؤها مصدر بركة في الإبراء من الأمراض.
دخلت العائلة المدينة فسقطت الأصنام معًا أثار الكهنة ضدها، واضطرت إلى النزوح خارج المدينة في موضع يدعى الآن "مسطرد".
انتقلت العائلة المقدسة إلى بلبيس، ومن هناك اتجهت إلى "منية جناح" التي تدعى حاليًا "منية سمنود"، ثم عبرت النهر إلى سمنود، ومنها إلى البرلس. عبرت فرع النيل إلى الجهة الغربية حيث سخا، ثم سارت غربا بمحاذاة وادي النطرون جنوب برية شهيت التي صارت فيما بعد فردوسا للرهبان، الملائكة الأرضيين.
اتجهت العائلة المقدسة إلى عين شمس في المكان المعروف حاليًا بالمطرية حيث استراحت تحت ظلال شجرة تعرف الآن باسم "شجرة العذراء"، تعتز بها الكنيسة. تفجرت على مقربة منها عين ماء، ونبتت على جوانبها زهور البلسم أو البلسان التي تضاف إلى الأطياب التي يصنع منها الميرون المقدس.
وتعتبر المطرية مع شجرة العذراء من أهم المناطق التي جاء إليها رحالة العصور الوسطى ولا يزال يزورها السواح إلى يومنا هذا.
كنيسة السيدة العذراء ودير الراهبات بحارة زويلة يحتضنان المركز الثالث الذي يقدسه الأقباط كموضع باركته العائلة المقدسة: أما الموضع الذي جذب الأنظار فهو المغارة التي شيدت عليها كنيسة القديس سرجيوس" أبي سرجة" في القرن الرابع بمنطقة بابيلون بمصر القديمة، وقد احتفظت بمقصورة خاصة تحت الأرض بها مذبح وشرقية نيش، يحتمل أن يكون الطفل يسوع قد اضطجع فيها.
لم يمض أسبوع حتى تحطمت الأوثان فثار الكهنة، وخرجوا وراء العائلة الغريبة التي اضطرت أن تسير إلى منف ثم المعادى في الموضع الذي شيدت عليه كنيسة السيدة العذراء، وربما كان معبدًا يهوديا قبل بناء الكنيسة، والتي بقبابها الحالية تشير أنها من صنع القرن الثالث عشر (9).
عبرت العائلة المقدسة النيل واجتازت إلى صعيد مصر، إلى مير والقوصية بمحافظة أسيوط. وفي جبل قسقام اختفت حوالي سنة شهور، في الموضع الذي أقيم عليه الآن دير العذراء الشهير بالمحرق. من هناك أعلن للقديس يوسف أن يرجعوا حيث سلكوا طريقا آخر انحرف بهم إلى الجنوب قليلًا حتى جبل أسيوط، وهناك بقوا قليلًا في مغارة بجبل أسيوط المشهورة بدير العذراء بجبل درنكة بأسيوط.
يحتمل أن تكون العائلة المقدسة فد مرت في ذات الطريق وقد ظهرت القديسة مريم في يوم 4 أبريل عام 1968، وبقى الظهور يتكرر شهورًا كثيرة لمدة ساعات طويلة علنًا أمام الجماهير. وقد انشغل العالم الكنسي كله بهذا الظهور الفريد الذي ردّ كثيرين إلى الإيمان عمليًا.
توجد قصة طريفة بخصوص هذه التسمية، فقد أنشئت على عزبة كان يزرع فيها فلاح بطيخًا حيث مرت به العائلة المقدسة. طلب القديس يوسف من المُزارع أنه إن سأله احد الجند عنهم أن يخبره بأنهم عبروا به حين كان يُزْرَع البطيخ. وفعلًا بعد يومين مرّ به الجنود القادمون من أورشليم فسألوه إن كانت قد عبرت به عائلة غريبة، فأجاب بما قال له القديس يوسف. وإذ كان النبات قد ظهر وأثمر بطيخًا خلال اليومين بطريقة معجزية ظن الجنود أن العائلة قد مرت من الطريق من شهور فأبطأوا في اقتفاء أثرها؛ وقد صارت هذه المقصورة بركة لكثيرين.
قيل أن العائلة المقدسة، عند عبورها في النيل عند جبل الطير بالقرب من سمالوط، أن صخرة عظيمة كادت تسقط من جبل هناك على السفينة فخافت القديسة مريم، أما الطفل يسوع الذي له السلطان على الطبيعة فمد يده وللحال توقفت الصخرة، وانطبع كف يده عليها. دعي الجبل إلى يومنا هذا "جبل الكف". وقد أمرت الملكة هيلانة ببناء كنيسة في نفس الموضع.
_____
(6) The identification with the Coptic "Rhinocunoura" is accepted on sufferance by Amelineau Geographie, p. 404. In this city the Romans exiled criminals and cut off their noses.
(7) Dr. Aziz Atiya: Hist. of Eastern Christianity, p. 23.
(8) From the Coptic "Pheromi".
(9) Dr. Aziz S. Atiya: page 24.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/q488x8y