كان رؤساء دير السريان يقيمون ببلدة الطرانة بمحافظة البحيرة، حتى انتقل منها القمص يوحنا الفيومي (أوائل القرن 19) إلى قرية أتريس مركز إمبابة بالجيزة نظرًا لوجود أوقاف الدير بها.
ولما انتقل مقر الكرسي البطريركي إلى الكاتدرائية المرقسية بالأزبكية رأى قداسة البابا البطريرك أن يجمع حوله رؤساء الأديرة ليكونوا بجوار البطريركية، فاختار القمص يوحنا الفيومي -رئيس الدير وقتئذ- مقرًا له بالدرب الإبراهيمي بالأزبكية وظل به إلى أن تنيح بسلام.
ولما خلفه القمص عبد القدوس استبدل هذا المكان بمنزل آخر فسيح في حارة درب الجنينة المتفرع من شارع كلوت بك قرب الدار البطريركية، وكان مكونًا من دور واحد بجواره بئر ماء وأطلق عليه اسم العزبة وهو ذات الاسم الذي كان يُطلق على سكن رئيس الدير عندما كان يقيم في أتريس، فصار يُعرف عند الناس بهذه التسمية حتى أخذت به بلدية القاهرة وأطلقت على الحارة الكائن بها مقر الدير اسم (عطفة العزبة).
وفي وقت لاحق قام القمص عبد القدوس بشراء المنازل المحيطة وضمها إلى "العزبة"، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ثم كرَّس حجرة خاصة للصلاة باسم السيدة العذراء ثم أحضر من الدير أيقونة أثرية للسيدة العذراء تُعرف بـ"أيقونة العجائب" ووضعها في مقصورة جميلة وأنار أمامها قنديلًا ليتبارك منها جميع الشعب على اختلاف جنسياتهم ودياناتهم، فتوافد عليها المرضى وذو المشاكل والحاجات والطلبة يسألونها العون والشفاعة، وكان الرب يتمجد -في معظم الحالات- وتُسْتَجاب طلباتهم -حسب مشيئته- فكانوا يوفون له النذور ويصلون التماجيد.
تحتفل كنيستنا القبطية الأرثوذكسية في اليوم الرابع والعشرون من شهر بشنس الموافق 1 يونيو من كل عام بعيد دخول السيد المسيح أرض مصر. ومن المعروف أن العائلة المقدسة، أثناء زيارتها لمصر، باركت المكان الذي أُقيمت به كنيسة العزباوية بعد ذلك. إذ مرت العائلة المقدسة بهذا المكان وكان حقلًا. فلما وصلوا إلى هذا الحقل قال القديس يوسف النجار لصاحب الحقل سلام لك أيها الرجل الطيب فرد عليه الرجل أهلًا وسهلًا بالضيوف الكرام. وكان الرجل في هذا الوقت يزرع بذور البطيخ في حقله فجلسوا ليستريحوا. وطلبت السيدة العذراء منه أن يشربوا ماءً، فأدلى الرجل بدلو وملأه من البئر فشربوا جميعًا (هذا البئر حاليًا بجوار مدخل العزباوية على الشمال).
وفي أثناء استراحتهم قالت السيدة العذراء للرجل اعلم أيها الرجل الطيب إننا هاربون بأمر الله من وجه هيرودس الذي كان يريد قتل هذا الطفل البريء، وشرحت له سبب هروبهم وحدثته عن سر التجسد الإلهي. فتأثر الرجل من كلامها ورَّق قلبه لحديثها العذب.
وقالت له إنك اليوم تزرع هذه البذور في الأرض وبقوة ابني الحبيب يسوع المسيح له المجد سترى أعجوبة تندهش لها فتؤمن بابني هذا. وهذه الأعجوبة أنك ستقوم إن شاء الله غدًا وتنظر حقلك الذي زرعت فيه البذور اليوم وقد صار كله بطيخًا كبيرًا وكثيرًا. فاندهش الرجل من هذا الكلام الذي يفوق إدراك البشر ثم قالت له اعلم أيها الرجل المبارك إنه سيمر عليك باكر إن شاء الله رجال هيرودس يسألونك عنا فقل لهم إن هذه العائلة مرت علىّ لما كنت أزرع بذور هذا البطيخ في الأرض. فقال الرجل سمعًا وطاعة. وبعد أن استراحوا قاموا ليواصلوا سيرهم إلى مصر القديمة (كنيسة القديس أبي سرجة، حاليًا) فقال القديس يوسف النجار للرجل سلام لك أيها الرجل الكريم بركة الطفل يسوع المسيح له المجد الذي ستؤمن به تشملك وتحافظ عليك فرد عليه مودعًا رافقتكم السلامة. وبينما هم سائرون كان الرجل يلاحظهم إلى أن تواروا عن عينيه، فجلس الرجل يفكر في هذه الأعجوبة وكيف تتم (إذ أن البذور لابد أن تكون في الأرض لمدة ثلاثة أشهر حتى يتم نضجها وتصير بطيخًا). وفي صباح اليوم التالي رأى الرجل أكثر مما كان متوقعًا، إذ أن البطيخ ظهر في حقله بمنظر بهي جدًا فاندهش الرجل وسجد لله شكرًا وآمن بالسيد المسيح له المجد الذي تنازل وزاره في حقله مع القديسة مريم أمه. فكرر الشكر لله الذي أنعم عليه بالإيمان المقدس، وبهذه الزيارة المباركة. وأثناء ذلك مرَّ عليه الرجال الذين أرسلهم هيرودس وسألوا الرجل عن العائلة المقدسة فقال لهم إن هذه العائلة مرت علىَّ لما كنت أزرع هذا البطيخ في الأرض (حسب قول السيدة العذراء للرجل) فلما سمع الرجال من صاحب الحقل هذا الكلام، حزنوا جدًا وقالوا إن العائلة كانت في هذا المكان منذ ثلاثة أشهر. وقالوا إن مجهودنا ضاع سُدى. ورجعوا إلى بلادهم فلسطين خائبين.
أيقونة السيدة العذراء الأثرية وهي منقولة عن الصورة الأصلية التي رسمها القديس لوقا الطبيب في القرن الأول. وكانت موجودة بالدير ونُقلت إلى مقر الدير (العزباوية)، ولشهرتها سُميت (أيقونة العجائب).
وتظهر فيها السيدة العذراء حاملة السيد المسيح ويظهر تحت قدميه القديس يوحنا المعمدان، الذي قيل عنه في الإنجيل " ها أنذا أرسل قدام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك " (مر 1: 2)، وخلفه حمل صغير رمز للحمل الحقيقي، كما تظهر السيدة العذراء ماسكة صولجانًا بيدها.
إذا حدثت معك معجزة بشفاعة السيدة العذراء العزباوية، برجاء كتابتها وإرفاق ما يُدَّعمها من مستندات، وتسليمها بمقر الدير أو إرسالها على العنوان التالي: كنيسة العزباوية – عطفة القسيس – شارع الكنيسة المرقسية - كلوت بك - القاهرة.
(1) يروي أحد الآباء عن معجزة حدثت في الأربعينيات من القرن العشرين عن لسان الأب المسئول عن العزباوية في ذلك الوقت، هذه المعجزة حدثت لسيدة يونانية حضرت لأبونا في العزباوية وكانت تبكي بحزن شديد وحرقة قلب وذلك لمدة 12 يومًا متوالية كانت كل يوم تبكي أمام الأيقونة لمدة طويلة (حوالي نصف ساعة).
وبعد ذلك تُعطي أبونا ريالًا – ليضعه في الصندوق – لعمل تمجيد للعذراء العزباوية. وكان أبونا يتعجب من أمر هذه السيدة وإلحاحها وحزنها الشديد فسألها عن سبب ذلك. فأجابته قائلة ابني في الجيش الإنجليزي وأرسلوه إلى لبنان وكان دائمًا يرسل لي لأطمئن على أخباره وفي آخر خطاب له كتب لي أنه مريض جدًا وبعد هذا انقطعت خطاباته، وأنا خايفة يكون مات وعايزة الست العزباوية ترجعه لي سليم.
وفي اليوم الثالث عشر يقول أبونا إني فتحت الباب كالعادة في الصباح الباكر ووجدت هذه السيدة أول الداخلين وعندما رأتني صاحت بفرح أبونا... أبونا... أنا عايزة تمجيد النهاردة بجنيه ! (وقتها كان للجنيه قيمة كبيرة جدًا) فأراد أبونا أن يستفسر فأجابت السيدة أخيرًا وصلني خطاب من ابني.
وبدأت تترجم له الخطاب المكتوب باليونانية:
يقول الابن لوالدته بعد التحيات والسلام... كنت مريضًا جدًا وملازمًا الفراش والست اللي أنت بَعَتِّيها لي بزجاجة الدواء هي سبب شفائي لأنها قالت لي والدتك أرسلتني إليك. وشربت من الزجاجة فشفيت في الحال. وسألتها بعد ذلك عن اسمها لكي أرسل إليك لأعرّفك فقالت لي أنا اسمي العزباوية وبنفس اللهجة كتبها باليونانية هي العزباوية.
وردد قائلًا: الست اللي اسمها العزباوية اللى بَعَتِّيها لي هي اللي شفتني. وكانت هذه أول مرة يسمع باسم العزباوية فلم يكن يعرفها من قبل. وهكذا استجابت الست العزباوية لصلاة ودموع وتماجيد هذه السيدة ووصلت إلى ابنها في لبنان ووهبته الشفاء. بركة شفاعتها تكون معنا آمين.
(2) روى أحد محبي العزباوية أن أحد جيرانه، كانت له طفلة أُصيبت في عينيها بتليف وانفصال في العصب البصري وكان هذا الرجل لا يمتلك المال اللازم لعلاج وحيدته. فأرسل الرجل رسالة إلى رئيس الجمهورية ليستعطفه لإنقاذ ابنته وعلاجها. فأجاب طلبه وبعث بتوصية خاصة إلى مستشفى القصر العيني للاهتمام بابنة هذا الرجل وإن لم يتوفر علاجها بالمستشفى تسافر إلى الخارج لاستكمال علاجها على نفقة الدولة.
وقد قرر كبار الاستشاريين بالقصر العيني أن العلاج ميئوس منه حتى لو سافرت إلى الخارج. ولما سمع الرجل هذا الخبر أُصيب بصدمة، فابتدأ يصلي بحرارة ويطلب من السيد المسيح أن يشفي ابنته. فذهب في نوم عميق فظهر له السيد المسيح وطلب منه أن يذهب إلى العزباوية ويأخذ بعضًا من الزيت ويدهن به عيني ابنته لمدة ثلاثة أيام.
فذهب الرجل إلى العزباوية وأخذ بعضًا من الزيت، ومن خوفه لضياع الزيت، ذهب إلى منزله سيرًا على الأقدام رغم بُعد المنزل. وفي الطريق قابله بعض الرهبان وقالوا له ألف مبروك وتركوه ومشوا. وبعد أن وصل المنزل دهن عيني ابنته بالزيت لمدة ثلاثة أيام كما قال له السيد المسيح له المجد. وفي اليوم الثالث ذهب إلى عمله وعند عودته إلى المنزل سمع صوت زغاريد تصدر من بيته. ولما استفسر عن ذلك أجابته زوجته أن ابنتهما وقفت في الشرفة وصاحت فجأة بابا جه يا ماما. فلم أصدقها فسألتها هل ترينه يا بنتي قالت نعم إنه يرتدي كذا وكذا، ومن فرط الفرح قمت بالزغاريد.بركة شفاعتها تكون معنا آمين.
صيفًا: من الساعة 7 صباحًا حتى الساعة 7 مساءً
شتاءً: من الساعة 7 صباحًا حتى الساعة السادسة مساءً
عنوان مقر الدير بالعزباوية: 1 عطفة القسيس بشارع الكنيسة المرقسية من شارع كلوت بك – القاهرة
يوم الأحد من الساعة الخامسة صباحًا حتى الساعة السابعة صباحًا.
يوم الجمعة من الساعة السادسة والنصف صباحًا حتى الساعة التاسعة صباحًا.
يوم الأربعاء من الساعة العاشرة صباحًا حتى الساعة الثانية عشر ظهرًا.
يوميّ الثلاثاء والخميس من الساعة السابعة صباحًا حتى الساعة التاسعة صباحًا.
* انظر أيضًا: صور كنيسة العذراء مريم العزباوية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/Coptic-History/places/monasteries/africa/egypt/st-mary-sourian/azbaweya.html
تقصير الرابط:
tak.la/aw8c9g7