في بداية السبعينيات في مدينة لوس أنجلوس جاءت سيدة تروي لي ما فعله طفلها الصغير معها. لقد ارتكب خطأ فأرادت أن تعاقبه. صمتت ولم تهتم به، حاول أن يتحدث معها أما هي فتجاهلته تمامًا.
إذ كانت تقف لتشوي لحمًا بسمن كريسكو، شدَّها الطفل من ثوبها وهو يقول: "ماما، الأستاذ كريسكو بيسلم عليكِ". ضحكت الأم واضطرت أن تعيد العلاقات من جديد مع طفلها الصغير.
ليست هناك عقوبة أصعب من أن يتجاهلنا إنسان ما، خاصة إن كان قريبًا أو صديقًا حميمًا. والعجيب أننا نتجاهل دومًا اشتياق صديقنا الأعظم في الدخول معنا في علاقات حب وحوار مستمر.
حاول مؤمن أن يعبر عن مشاعر السيد المسيح الذي يتجاهله أحيانًا حتى المؤمنون به. فسجل لنا خطابًا بقلم السيد المسيح، جاء فيه:
"ابني الحبيب، أريد أن اعبر لك عما أحمله إليك من حبٍ واهتمامٍ مستمرٍ.
بالأمس رأيتك مع أصدقائك تسير في الطريق وكنتم تضحكون. أردت أن أكون في صحبتكم، أسير معكم وأتحدث معكم، لكنكم تجاهلتموني تمامًا.
سرت بجواركم وحييتكم، لكنكم لم تجيبون عليَّ بالتحية.
أمرت الشمس أن تغرب ويحل المساء، نفخت بجوارك نسمة رقيقة، وتوقعت أن تنطق بكلمة، لكنك لم تبالِ، بل ألقيت بنفسك على السرير لتنام. ومع هذا فإني لازلت أحبك.
أمرت القمر أن يرسل ضوءه الجميل على وجهك، لكنك لم تفكر فيّ. ومع هذا أرسلت ملاكًا ليحرسك.
اليوم بعثت بأشعة الشمس البهية في الصباح لكي تستيقظ، فتشكرني على اليوم الجديد الذي وهبتك إياه.
قمت وبسرعة هيأت نفسك لكي تخرج ولم تنطق شفتاك بكلمة واحدة لي.
جعلت السحاب يملأ السماء، والمطر يهطل عليك لتذكر دموعي من أجل جحودك، وأنت لا تبالي بشيء.
بعثت إليك بأصدقاءٍ، وانطلقوا معك إلى حديقة جميلة لترى ما خلقته لراحتك.
هب الريح ليهمس في أذنيك يخبر بحبي، وأنت مشغول تمامًا عني.
أمرت الرعد أن يتحرك لكي يحذرك، والبرق لكي تطلب بهاء مجدي ونوري، وأنت مصمم على الجفاء.
بعثت إليك بالطيور تسبحني، والطبيعة تترنم لي، وأنت صامت لا تود أن تنطق بكلمة شكر.
صديقي العزيز، حبي أكثر اتساعًا من المحيطات، وأكثر عمقًا من نفسك.
أبي من السماء أرسلني إليك لكي أحملك إلى أحضانه.
ادعني فإني أنتظر كلمة واحدة أو حركة في قلبك.. إني أحبك.
صديقك الفريد
← ترجمة القصة بالإنجليزية هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت: A Friend’s Reproach.
افتح يا رب فمي لأنطق بكلمات الشكر.
وأفتح قلبي ليعلن عن حبي لك.
روحك القدوس يلهب أعماقي.
فأصرخ دومًا:
إنك في داخلي، عميقًا أعمق من عمقي،
وعاليًا أعلى من علوي!
أنت الصديق الفريد.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/m7nj4mf