لاحظت سوسنَّة أن ابنها الصغير محب لذاته، لا يستطيع أن يقدم شيئًا مما لديه لأخيه الأكبر، بينما كان الأخ الأكبر يقتسم ما تصل إليه يده مع أخيه.
جلست سوسنَّة تروي لابنها قصة الكعكة المحروقة، وهي قصة رمزية تكشف عن عبودية "الأنانية".
عُرف أحد الأمراء ببخله الشديد وأنانيته، فلم يكن يُعطي أحدًا شيئًا، بل دائمًا يوبخ سائليه، متهمًا إيّاهم بالكسل والتراخي والتسول.
طُلبت نفسه فالتقى مع الملائكة الذين التقوا به بجفوةٍ شديدةٍ، وإذ سألهم عن السبب؟ قالوا له: "كما فعلت يُفعل بك.. إنك لم تشفق قط على يتيم أو أرملة أو محتاج أو متألم. عشت كل أيام غربتك مستعبدًا للذات، ولا تطلب إلا ما هو لشبعك وتنعمك، متجاهلًا كل من هم حولك".
تلقفته الشياطين ودخلوا به إلى الجحيم فوجد أطعمة كثيرة وإذ كان جائعًا جرى نحو الطعام لكن الشياطين لاحقته بسياط نارية، ولم تُعطه فرصة ليأكل شيئًا قط.
صار يتوسل طالبًا منهم الرحمة، وإذ لا تعرف الشياطين الرحمة لم تسمع لشكواه..
أخيرًا قال أحد الشياطين لزملائه: "اسمعوا له".
قال الأمير: "أعطوني فرصة، ارجع إلى الأرض فأُقدم الكثير لأخوتي.
قالوا له: "نعطيك ساعة واحدة ثم نأخذ نفسك!"
عادت نفسه إلى جسده، فركب مركبته وأسرع بكل طاقته يملأ المركبة بكل أنواع الأطعمة، وإذ عاد إلى المدافن بالمركبة وجد فقيرًا جائعًا، طلب منه صدقة.
أجابه الأمير: "ليس لديّ وقت للعطاء، إني أحمل ما لدي إلى الجحيم حتى أجد ما آكله!"
وإذ ألح عليه الفقير أخذ يُفتش حتى وجد كعكة محروقة ضربه بها.
طُلبت نفسه بعد ساعة وذهب إلى الجحيم، فوجد نفسه يُعاني من العذاب.. وإذ كان جائعًا لم يُسمح له بالأكل. بالكاد وجد الكعكة المحروقة!
هذه قصة رمزية تحمل كيف يُستعبد البخيل لأنانيته، حتى إن أُعطيت له الفرصة يصعب أن ينتفع بها.
← ترجمة القصة بالإنجليزية هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت: The Burnt Cake.
* روحك القدوس يجدد طبيعتي،
ينزع عني أنانيتي، ويثمر فيَّ بالحب!
* اعتقني يا إلهي من عبودية الذات،
هب لي قلبًا متسعًا،
يعرف كيف يحب وكيف يُعطي.
* لأحملك في داخلي،
فأحمل الحب لكل البشرية يا محب الجميع!
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/qc6ph9m