وقف جورج أمام صخرة بجانب نهر عميق في الهند، وقد قام على شاطئه هيكل هندوسي شامخ، ورُسم على الصخرة عِجل ضخم يمتطيه إله ومع رفيقه.
تساءل جورج عن قصة هذا الرسم فقيل له:
جاء في أُسطورة هندية أن رجلًا تقيًّا كان يعيش في هذا الموضع، وكان مُحبًا للناس والآلهة. وكانت الآلهة تُحبه وتنزل إليه من السماء لكي تفتقده.
جاءته الآلهة يومًا ما وتحدثت معه، فامتلأ قلبه فرحًا، واشتهى لو جاء كل القرويين إليه ليتمتعوا برؤية الآلهة والحديث معهم. وإذ خطر هذا الفكر عليه طلب من الآلهة أن يسمحوا له أن يذهب إلي أخوته القرويين ويستدعيهم حتى يتمتعوا بهم. أجابوه: "تأكد أننا سنبقى هنا إلى أن تعود".
أسرع الرجل القروي يدعو أقرباءه وأصدقاءه، لكنه سرعان ما خطر في ذهنه الفكر التالي:
"ما أحلى أن تبقى الآلهة على الأرض إلى الأبد.
عِوض أن أُحضِر أخوتي إليهم ليروهم إلى حين، ألقي بنفسي في النهر فأغرق وأموت.
لقد وعدَتْ الآلهة أنها تبقى حتى أعود إليها.
إني لن أعود، فتبقى دائمًا تنتظرني!
أموت أنا وتسعد كل البشرية بالآلهة!"
بالفعل ألقى الرجل بنفسه في النهر ولم يعد. وإذ ترقبته الآلهة ولم يحضر قرروا أن يعودوا إلى السماء. فرسموا على الصخرة الرخامية صورة العِجل الذي يمتطيه إله ومعه زميله.
← ترجمة القصة بالإنجليزية هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت: Let All Enjoy the Gods.
تكشف هذه القصة عن الحنين الداخلي لكل نفس أن ينزل إليها إلهها، لكي يحتضنها هي ومن معها، ويدخل معهم في حوار الحب العملي.
لقد نزل إلينا كلمة اللَّه، وحلّ بيننا كواحدٍ منَّا، ومات لكي يحملنا معه إلى سمائه.
* بالحب نزلت إليّ،
وأقمتَ مسكنك فيّ يا كلمة اللَّه!
مُتَّ لأجلي، فهيأتني لسكناك!
قمت وصعدت،
لكي بروحك ترفعني إلى حضن أبيك.
* بنزولك حوَّلتَ أرضي إلي سماء!
بصعودك حولَّتَ السماء إلى موطنٍ لي!
ماذا أردّ لك من أجل كثرة إحساناتك؟!
_____
* بتصرف عن مجلة البستان: كنيسة مارمرقس بواشنطن، ديسمبر 1986.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/t59tn5z