نشأ المعلم إبراهيم الجوهري في أسرة فقيرة، لكن بجهاده وأمانته مع تقواه وهبه اللَّه الكثير حتى صار رئيس كتبة القطر المصري في عهد المماليك، وهي وظيفة يمكن تشبيهها الآن برئاسة مجلس الوزراء.
دخل يومًا إلى كنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة ليصلي، وكان ملتزمًا في ذلك اليوم أن يذهب إلى ديوانه مبكرًا. أرسل إلى كاهن الكنيسة القمص إبراهيم عصفوري يقول له: "المعلم يقول لك أن تسرع قليلًا وتبكر في الصلاة ليتمكن من اللحاق بالديوان".
إذ سمع الكاهن وهو يعرف تقوى المعلم وسخاءه في العطاء على المساكين وخدماته الكثيرة للجميع من بينهم الأقباط وصداقته الحميمة لأبينا البطريرك، أجابه:
والكنيسة للَّه وليست لأحدٍ،
فإن لم يعجبه فليبنِ كنيسة أخرى".
بلغت الرسالة المعلم إبراهيم الذي لم يثر ولا غضب من الكاهن. لم يشتكه لأبينا البابا ولا اعتزل كنيسته المحبوبة لديه، بل حسب كلمات الكاهن كما من اللَّه. فبنى كنيسة الشهيد العظيم أبي سيفين شمال كنيسة السيدة العذراء.
ولما تم البناء ذهب إليه القمص إبراهيم عصفوري يشكره قائلًا: "حمدًا للَّه الذي جعل استياءك سببًا في بناء كنيسة أخرى، فزاد ميراثك وكثرت إحساناتك!"
بهذه الروح يتعامل المؤمنون معًا في الرب. فإنهم وإن اختلفوا إنما يتنازعون كالحمام الذي ينقر كُل أخاه لكن سرعان ما يجتمع الكل معًا للأكل ويطيرون معًا. لهذا يقول السيد المسيح: "كونوا... بسطاء كالحمام". ويقول القديس أغسطينوس: "ليتنا نتنازع مثل الحمام ولا نحب كالذئاب!" نزاع الحمام يحمل حنانًا بينما صداقة الذئاب تحمل افتراسًا.
← ترجمة القصة بالإنجليزية هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت: Dove’s Contest.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/q7k5g34