St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-020-Father-Tadros-Yaacoub-Malaty  >   005-Al-3eza-3ala-Al-Gabal
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الموعظة على الجبل للقديس أغسطينوس - القمص تادرس يعقوب ملطي

77- ماذا يقصد بالخد الأيمن والآخر

 

St-Takla.org Image: Dante Gabriel Rossetti, "The Sermon on the Mount" (1862), Stained glass window, south nave, All Saints, Selsley, Gloucestershire, UK. صورة في موقع الأنبا تكلا: زجاج معشق عمل الفنان دانتى جابريل روزيتتي: العظة على الجبل، سنة 1862، صحن كنيسة كل القديسين الجنوبي، سيلسلي، جلوسيستيرشاير، بريطانيا

St-Takla.org Image: Dante Gabriel Rossetti, "The Sermon on the Mount" (1862), Stained glass window, south nave, All Saints, Selsley, Gloucestershire, UK.

صورة في موقع الأنبا تكلا: زجاج معشق عمل الفنان دانتى جابريل روزيتتي: العظة على الجبل، سنة 1862، صحن كنيسة كل القديسين الجنوبي، سيلسلي، جلوسيستيرشاير، بريطانيا

  إن وجه الإنسان يعبر عن شخصه. ويقول الرسول "إن كان أحدهم يستعبدكم. إن كان أحد يأكلكم. إن كان أحد يرتفع. إن كان أحد يضربكم على وجوهكم" مفسرًا الضرب على الوجه بأنه إهانة واحتقار، إذ يكمل قائلًا "على سبيل الهوان" (2كو20:11، 21).

  والرسول يذكر ذلك مبينًا أنه إن كان عليهم أن يحتملوا من يضربهم على وجوههم، فكم بالأكثر ينبغي أن يحتملوا من أحبهم حتى رغب في أن ينفق لأجلهم (2كو15:12).

وقد احتمل الرسول بولس اللطم على الخد الأيمن ثم الأيسر. فقد احتمل ما احتمله التلاميذ من تعيير بسبب اسم المسيح الذي دعي عليهم (أي احتمل اللطم على الخد الأيمن). بعد ذلك قدم الخد الأيسر مضحيًا بأمجاده العالمية (جنسيته الرومانية) (أع37:16). فعندما أعلن عن جنسيته الرومانية لم يكن يقصد بذلك الافتخار أو الانتقام ممن أساءوا إليه. بل بالعكس كان بولس يعلن عن رومانيته لتهيئ له فرصة للحديث عن المسيح معلنًا بذلك محبته لخلاص نفوس هؤلاء الذين أكرموه لأجل رومانيته وأهانوه لأجل مسيحيته.

  وبالمثل أيضًا عندما ضرب بأمر رئيس الكهنة فقد رد عليه بمحبة، رغم ما يبدو من إجابته أنه كان غاضبًا، إذ قال "سيضربك الله أيها الحائط المبيض". فرده هذا يبدو شتيمة، أما حقيقة أمره فهو نبوة. فالحائط المبيض هو الرياء أو التظاهر في مظهر الكهنوت، كما لو كانت هناك قذارة مخبأة في غلاف أبيض. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فالرسول احتفظ بالتواضع بصورة عجيبة. فعندما قيل له "أتشتم رئيس كهنة الله؟" أجاب: "لم أكن أعرف أيها الإخوة أنهُ رئيس كهنةٍ لأنهُ مكتوب رئيس شعبك لا تَقُل فيه سوءً" (أع5:23)، فإجابته هذه تظهر مدى الهدوء الذي كان يتحدث به، فيما حسب أنه يتكلم بغضب فقد أجاب بسرعة ولطف، الأمر الذي لا يحدث من شخصٍ غاضبٍ أو معتذرٍ (بسبب الشتيمة).. فكأنه قال: إنني أعرف رئيس كهنة آخر المسيح الذي أحتمل أنا من أجله أتعابًا كهذه، هذا الذي لا يجوز شتمه، وأنتم قد شتمتموه، لأنه لا يوجد في نفسي شيء سوى اسمه الذي تكرهونه.

  لهذا يلزم للشخص ألا يفتخر بكراماته الزمنية، بل يعد قلبه لاحتمال كل الأشياء حتى يستطيع أن يرتل بفرح مع النبي قائلًا "قلبي مستعد يا الله. قلبي مستعد" (مز 8:56).

  كثيرون تعلموا كيف يقدمون الخد الآخر (أي أن يهانوا في أمجادهم الزمنية) ولكنهم لم يتعلموا كيف يحبون ضاربيهم.

  والمسيح رب المجد، واضع الوصية ومنفذها الأول، عندما لطم على خده بواسطة خادم رئيس الكهنة رد قائلًا "إن كنت قد تكلَّمت رديًّا فاشهد على الرديء وإن حسنًا فلماذا تضربني" (يو23:18)، فهو لم يقدم الآخر ولكن مع ذلك فقد كان قلبه مستعدًا لخلاص الجميع لا بضرب خده الآخر فقط من ذلك العبد، بل وبصلب جسده كله.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-020-Father-Tadros-Yaacoub-Malaty/005-Al-3eza-3ala-Al-Gabal/Sermon-on-the-Mount-077-Cheek.html

تقصير الرابط:
tak.la/r8259pz