وعندما نختتم هذا الجزء (من آية 29-37)، نتأمل في المشقات والمتاعب التي يعانيها المؤمن حين يجاهد بكل قوته ليتحرر من سلطان العادة الشريرة.
فليكن مثل هذا الإنسان مستعدًا لأن يقلع عينه أو يقطع يده إن كانتا تمنعانه من دخول الملكوت (آية 29-30) ليته لا ينهزم لسبب آلام القطع بل يحتمل في إخلاص المحبة الزيجيَّة، ومهما بلغت أتعابه وضيقاته الروحية لا يخضع للفساد أي للزنا.
فإذا كان لإنسان زوجة عاقر أو مشوهة الخلقة أو بها عيب في جسدها كأن تكون صماء أو عمياء أو عرجاء، أو مبتلية بالأمراض والآلام والضعف وما إلى ذلك مما يظن أنه مرعب للغاية، فيما عدا الزنا، فليته يحتمل هذه الأمور من أجل محبته التي تعهد بها ومن أجل وحدة الزيجة ولا يتخلى عن زوجته هذه.
فإن كان الإنسان لم يتزوج بعد، فليته لا يتزوج بامرأة مطلقة رغم جمالها وصحتها وغناها وعدم عقرها. لأنه إن كان ترك المرأة للأسباب السابقة غير جائز؛ فكم يكن الزواج بمطلقة؟ (آية 31-32).
هكذا فليتحرر الإنسان من الزنا، أي ليتحرر من سلطان الشهوة والفساد.
ولينطق بالحق، مناديًا به لا بأقسام كثيرة بل باستقامة قلب (آية 33-37).
وليت هذا الإنسان يصعد إلى قلعة الجهاد الروحي، حيث يلقي من فوق - كما من مكان عال - كل العادات الشريرة التي تثور ضده، والتي سبق ذكرها.
ولكن من يستطع أن يحتمل أتعابًا كثيرة مثل هذه لم يكن قد التهب قلبه بمحبة البر، كأنه هلك من الجوع والعطش، وعندما يصل إلى درجة الجوع والعطش سيندفع مجاهدًا لنوال ملكوت السماوات لكي يشبع. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فلولا جوعه وعطشه إلى البر ما كان يحتمل بشجاعة أتعابًا كثيرة مثل هذه للتخلص من العادات الشريرة.
لذلك "طوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يشبعون".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/g2w2q6c