فليضيءْ نوركم هكذا قدام الناس لكي يَرَوا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات.
لو قال: "فليضيء نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة" فقط، لبدى كأنه جعل مديح الناس هدفًا، هذا الذي يطلبه الهراطقة وملتمسو الكرامات والمتهافتون على المجد الزائل. وقد قيل عن هذه الجماعات "فلو كنت بعد أُرضي الناس لم أكن عبدًا للمسيح" (غل 10:1)، ويقول النبي عن الذين أرضوا البشر "أخزيتهم لأن الله قد رفضهم"، و"لأن الله قد بدد عظام الذين يرضون البشر" (مز 5:53)، ويقول الرسول "لأنكم مُعجبِين" (غل 26:5)، كما يقول "ولكن ليمتحن كلُّ واحدٍ عملهُ وحينئذٍ يكون لهُ الفخر من جهة نفسهِ فقط لا من جهة غيرهِ" (غل 4:6).
لذلك لم يقل "لكي يروا أعمالكم الحسنة" فقط، بل أضاف "ويمجدوا أباكم الذي في السماوات" لأن الإنسان يرضي الآخرين بأعماله الحسنة، لا لأجل إرضائهم في ذاته، بل لتمجيد الله فيرضي البشر ليتمجد الله في عمله، لأنه يليق بالذين يعجبون بالأعمال الحسنة أن يمجدوا الله لا الإنسان. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وذلك كما أظهر ربنا عند شفاء المفلوج، يقول معلمنا متى "تعجبوا ومجَّدوا الله الذي أعطى الناس سلطانًا مثل هذا" (مت8:9).
ويقول المتشبه به بولس الرسول "غير أنهم كانوا يسمعون أن الذي كان يضطهدنا قبلًا يبشّر الآن بالإيمان الذي كان قبلًا يتلفهُ. فكانوا يمجدون الله فيَّ" (غلا23:1، 24).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/23y453x