كلمات إشعياء النبي عن روح الرب والتطويبات
يبدو أن أعمال الروح القدس التي تكلم عنها إشعياء النبي (إش2:11، 3) "ويحلُّ عليهِ روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب (التقوى). ولذَّتهُ تكون في مخافة الرب" (حسب الترجمة البيروتية)، أما طبعة الكاثوليك فقد ورد فيها ويستقر عليه روح الحكمة والفهم. روح المشورة والقوة. روح العلم وتقوى الرب ويتنعم بمخافة الرب) تقابل هذه المراحل أو العبارات السبعة، إلا أنه يوجد بينهما اختلاف في الترتيب. فكلمات النبي إشعياء تتدرج من الأعظم إلى الأقل، وأما هنا فيصعد من الأقل إلى الأعظم.
فإشعياء يبدأ بالحكمة وينتهي بمخافة الرب، لأن "رأس الحكمة مخافة الرب". لذلك إذ رتبنا ما ورد في إشعياء النبي ترتيبًا تصاعديًا (بدلًا من ترتيبه التنازلي) فسيبدأ بمخافة الرب، ثانيًا التقوى، ثالثًا المعرفة، رابعًا القوة (الاحتمال)، خامسًا المشورة، سادسًا الفهم، سابعًا الحكمة.
أولًا: مخافة الرب تقابل المتواضعين، الذين قيل عنهم: "طوبى للمساكين بالروح" أي غير المنتفخين، هؤلاء الذين يخاطبهم الرسول قائلًا: "لا تستكبر بل خَفْ" (رو20:11)، أي لا ترتفع.
ثانيًا: التقوى تقابل الودعاء، لأن الباحث بتقوى يكرم الكتاب المقدس ولا ينتقد ما لم يفهمه بعد، وهذا هو الوديع الذي قيل عنه (طوبى للودعاء).
ثالثًا: المعرفة تقابل هؤلاء الحزانى، الذين بواسطة الكتاب المقدس عرفوا الشرور التي تسلطت عليهم. والتي كانوا يشتهونها بجهلٍ كما لو كانت أشياء صالحة ومفيدة، فحزنوا نادمين عليها.
رابعًا: القوة تقابل هؤلاء الجياع والعطاش، الذين يجاهدون باجتهادٍ لنوال الفرح من الأشياء الحقيقية، باحثين بشغف لتوجيه حبهم بعيدًا عن الأشياء الزمنية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى). عن هؤلاء قيل: "طوبى للجياع والعطاش إلى البر".
خامسًا: المشورة تقابل الرحماء، لأن العلاج الوحيد للهروب من شرور كثيرة هو أن نغفر للآخرين مادمنا نطلب المغفرة، ونساعد الآخرين قدر استطاعتنا مادمنا نطلب عونًا بسبب ضعفنا. وعن هؤلاء قيل: "طوبى للرحماء".
سادسًا: الفهم يقابل أنقياء القلب. فكأن العين قد تنقت لتنظر ما لم تره عين، وما لم تسمع به أذن، وما لم يخطر على قلب بشر. وعن هؤلاء قيل: "طوبى للأنقياء القلب".
سابعًا: الحكمة تقابل صانعي السلام، ففي صانع السلام يصبح كل شيء منظمًا، فعواطفهم لا تثور على العقل، بل يخضع كل ما في الإنسان لروحه، بينما تخضع روحه لله. وعن هؤلاء قيل: "طوبى لصانعي السلام".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/3xxc96w