كم اشتهت نفسي أن أكتب عن شخصية القديس أثناسيوس الرسولي، ففي كل مرة أود الكتابة عنه تتجلى أمامي عناية الله الفائقة التي تهتم بكنيسته العزيزة عليه جدًا، كما تهتم بكل إنسان، فتدبر كل الأمور لأجل بنيانه الدائم ومجده الأبدي.
لقد عرف عدو الخير منذ بدء خلقة الإنسان أن يصوب سهمه القاتل نحو الأبوين الأولين، فيفسد طبيعة كل بشرٍ، لكن الله من جانبه كان قد خطط الخلاص ليدخل بالبشرية إلى أمجادٍ فائقة، لا إلى جنة عدن، بل إلى حضن الله نفسه، وينال شركة المجد الأبدي.
وحينما أثار عدو الخير فرعون ليذل شعب الله، كان الله قد أعد موسى ليحرر شعبه بيدٍ إلهيةٍ قويةٍ وذراعٍ رفيعة، فينطلق بهم نحو أرض الموعد.
وحينما ظن هامان أنه سيصلب مردخاي التقي، أعد الله إستير الملكة اليتيمة، ليُصلب هامان على ذات الصليب بينما يمجد الله مردخاي وكل شعبه.
لقد بذل نسطور وأتباعه كل الجهد ليجعل من السيد المسيح شخصين ذي طبيعتين، فأعد الله القديس كيرلس الكبير ليدافع عن وحدة شخص السيد المسيح وأقنومية الاتحاد بين اللاهوت والناسوت.
أراد بيلاجيوس أن يحطم الإيمان مدعيًا أن الإنسان بإرادته قادر على الخلاص، مستهينا بنعمة الله المجانية، وكان الله قد أعد القديس أغسطينوس ليسحب قلوب المؤمنين نحو هذه النعمة الفائقة.
وفي آخر الأيام سيكرس عدو الخير كل طاقاته ليحطم الإيمان خلال "ضد المسيح"، وسيرسل الله النبيين إيليا وأخنوخ ليشهدا للحق، ويسندا المؤمنين.
هكذا عندما اشتهى الحديث عن القديس أثناسيوس الرسولي أراه عطية عناية الله للكنيسة في وقت كاد أريوس أن يخدع العالم المسيحي. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). منكرًا لاهوت السيد المسيح، ومساواته مع الآب في ذات الجوهر الإلهي الواحد.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/ht5n6hx