أنت يا رب قائدي، أنت مخلصي، أنت منقذي، أنت ملجأي أنت حصني، أنت كل شيء لي من الداخل والخارج، تحل في إنساني الباطن وتحيط بي كثوب فلا أخور، أنت تملأني، أنت الكل في الكل، أنت جذري وطعامي وشرابي وحياتي، وإله بري، قادر أن تحول الجب إلى السماء عينها، وأن ترسل ملائكتك ليسدوا أفواه الأسود. انظر يا ربي وتطلع بعينيك اللتان هما رحمتك ونعمتك اللتان هما حبك ورعايتك على عبدك المسكين والمتطلع إلى معرفتك. لا تحجب وجهك بعيدًا عني ولا تتركني يا إله خلاصي، وأشرق ببهاء وجهك في داخلي وبمراحِمَك العظيمة ضمني ولا تسمح أن أموت موت الخطية. انظر يا رب، استجب يا رب، أنر يا رب، خلص يا رب، لئلا يقول عدو الخير أنه قد قوي عليَّ. توكلت نفسي عليك فلن أخزى. أسبح اسمك أيها المُحسن إليَّ وأرتل لاسمك أيها العلي.
أشكرك لأنني دائمًا في فكرك وترسل لي ضيقات وقتية لألمس حبك واهتمامك. أشكرك لأنك لا تسمح لي بذوق التجارب إلا بقدر ما تمنحني سندتك ونعمتك، وعلمني يا رب لأتأكد بأنك لا تعطي مواهبك إلا بالتجارب وقد حددت رتبة المواهب برتبة التجارب نفسها، حسب حكمتك التي لا تُستقصى والتي أعجز عن إدراكها والوصول إليها لأنها غير موصوفة.
أتوسل إليك يا الله إلهي أن تخلصني من شدائدي وضيقاتي كما خلصت يوسف الصديق في أرض مصر وكما حفظت دانيال في جب الأسود وكما نجيت الفتية الثلاثة من آتون النار، خلصني في تجاربي يا مَنْ أنقذت أرميا من الأوساخ ومنحته الرحمة، ويا مَنْ أخرجت بطرس من الأسر والأبواب مغلقة، أسندني يا رب في غربتي يا من عُلت شهدائك وقديسيك وقويتهم لكي يتجاوزوا عابرين وادي الدموع ويصلوا إلى ديارك الأبدية.
إني يا رب لمتأكد أنك عندما تجربني إنما لتنقيني وأن التجربة لا تأتي إلا بعد أن تقبل نفسي في الخفاء قوة تفوق طاقتها وتحصل على نعمة روحك القدوس المعزي والتي بها وحدها احتمل عصا التجارب، ومعها اطلب أن يزداد سترك وحفظك، لأرى عجائبك وأنك عظمتني أكثر من كثيرين وأعطيتني أن أعرف قواتك العجيبة، وان حبال التجارب هذه علامة على أني عزيز عندك، وعلى أنك لم تشأ أن تدعني بدون ضيقات حتى تحفظ نفسي سليمة بقربك. فليس بقوتي الشخصية لكن بقوتك أنت وحدك أتغلب على التجربة بمعونتك وليس بقدرتي أقفز الأسوار وانحل من الفخ.
لا تدعني يا رب أن أفضل الراحة واللهو واستصعب قبول الضيقات الوقتية التي تصيبني حتى أشارك كأس مسيحك، فحكمتك يا رب تفوق حد التصور والخيال، وعلمك يا الله لا بداية له ولا نهاية، وأحكامك يا إلهي صادقة وأمينة في كل ما حكمت وفي كل ما وعدت...اجعلني أمسك بها إمساكي بالحياة.
أما عن طرقك يا رب فما أبعدها عن الاستقصاء، وهي تستعصي على الفحص، وليس هناك من يعرف فكرك أو من يصير لك مُشيرًا، فهب لي أن أقبل نصيبي كما قسمت لي يا الله كي لا أتزعزع، محفوظًا بروحك مستورًا بدمك الزكي عارفًا أن هذا الوقت هو زمان افتقادي.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/492yw6q