إن الضيقات عندما تأتينا لابد أن تبعث فينا الرغبة في مراجعة نفوسنا والتعرف على سبب حدوثها، وعندئذ نشاهد يد الله الصانعة العجائب في حياتنا، أما الذين يصرون على الخطية فيبسط الله يده ليؤدبهم من أجل عنادهم وجحودهم مستخدمًا الآلام لتأديبهم حتى يقدموا توبة صادقة ويرجعوا إليه بالحقيقة.
"ليت نفسك تتعلم أن طريق الحياة هو الطاعة لإرادة الله" (تث3: 16) فمن أراد الحياة يليق به أن يسمع لصوت الله ويمارس التوبة العملية، لأن عيني الرب على أمناء الأرض لكي يجلسهم معه. لقد ختمهم بخاتم صليبه لكنهم طمسوه بقساوتهم، نالوا المعمودية لكنهم لم يبالوا بنذرها ووصاياها، لذا هو يؤدبهم لكي يصنعوا مشيئته لأن ليس كل من يقول يا رب يا رب يخلص.
ينبغي أن لا نخدع أنفسنا فعندما تؤدبنا مراحم الله تلازمها الرحمة السخية، فيأتي تأديب الرب العجيب الذي فيه يمد يده إلينا ويبسط حبه ورحمته من نحونا، كي نستمع لصوت تأديبه. إنه صوت حلو وعذب، حتى في لحظات التأديب المرة، صوته الحلو يحول حياتنا إلى صخرة إيمان منتسبة إليه فكما أن خطايانا تفصلنا عن الله، هكذا يجتذبنا عطشنا للبر مقتربين إليه.
فلنقترب إليه لأنه هو نفسه لن يبعد عنا وإنما نحن الذين نبتعد عنه، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. إن قوة الله حاضرة دائمًا، متصلة بنا، تعمل للفحص والنفع والتقويم والتأديب، انه يحفظنا كحنطة مقدسة له ويسعى لتحويل التبن الذي فينا إلى قمح حتى لا يكون مصيره الحرق.
إن الضيق والتجارب الذي يحل بنا هو كمطرقة تحطم قلبنا الحجري لتجعله قلبًا لحميًا، فلنلتصق بالسماء ونصير سماء لا أرضًا، بعد أن حمل الرب نفسه آلامنا كي يمنحنا فرحه وخلاصه وكي يحملنا نحن في تجاربنا فنجد فيه راحتنا فإن كنا نحني أعناقنا باتضاع لنقبل نير المسيح نجد النير نفسه يحملنا ولسنا نحن الذين نحمله.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/5sxyqb6