لم يكن أحباء الله متشائمين أو مهزومين أو متذمرين حتى في أحلك لحظات الألم والتجارب، لم يفقدوا ثقتهم في وعود الله بالخلاص، هكذا يليق أن تستنير نفوسنا بالمواعيد الإلهية، فتتهلل أعماقنا بالمعونة والمساندة الإلهية، متأكدين أن خطة الله الخلاصية ستتم حتمًا، بغض النظر عن الظروف الحادثة أو ما سيحل في المستقبل، لننتظر الرب لأنه سيخلصنا في الوقت المعين.
لقد وضع الله خطة لأولاده وفي أزمنه محددة لديه تتحقق مقاصده، هي لسلامهم ولخلاصهم لا لضررهم بل لإنقاذهم من الضياع والهلاك الأبدي فما أكرم أفكار مراحم الله وما أكثر جملتها! إن أحصيناها ستكون أكثر من الرمل ومن قطرات الأمطار، لكن يلزمنا أن ندرك أن خطته غير خطتنا ومقاييسه غير التي لنا (أش55:8) فحينما تقف عاجزة كل حكمة بشرية وكل توقع إنساني يعمل الله إله المستحيلات وصانع العجائب.
فلننظر آلام المخلص والتي مع كونها قاسية وعنيفة إلا أنها نافعة وضرورية وحتمية لخلاص البشرية هكذا ضيقاتنا وتجاربنا تبدو قاسية لكنها لاختبارنا ولإصلاحنا وأحيانًا كعقوبة عن خطايانا، فكثيرًا يؤدب الرب أولاده من أجل خطاياهم البسيطة (اللاإرادية) والهفوات، لكي يسمو بهم إلى حال أعظم من النقاوة، مظهرًا إياهم من الأفكار الدنسة... وذلك كالقول "كثيرة هي بلايا الصديقين" (مز34: 19).
ويصلي داود النبي مرنم إسرائيل الحلو قائلًا "جربني يا رب وامتحني، صف كليتي وقلبي" (مز26: 2)، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. فانظر لا تحتقر تأديب الرب لأنه يحبك ويجلد كل ابن يقبله، فأي ابن لا يؤدبه أبوه؟ ومن لا يقبل التأديب الإلهي لا يُحسب من البنين بل من النغول" (عب12: 5).
حينما يتحدث الله عن أولاده يقول: "لا أفنيك بل أؤدبك" أما بالنسبة للأمم فيقول "أفنيهم" كإن الله في تأديبه لنا يطلب خلاصنا ونمونا، لكنه يحطم الأمم التابعة لمملكة إبليس... هكذا يضرب مسيحنا بسهام حبه جسدنا ونفسنا ليميت فينا الإنسان العتيق ويخلق فينا بروحه القدوس الإنسان الجديد الحامل صورة خالقه.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/n63pf7h