امتثل المقدس يوسف بالقديسين وعاش حياتهم سالكًا أعمالهم مشتركًا في سيرتهم متمثلًا بهم.. في تلمذة غالية ونفيسة وعاشر ربوات محفل الملائكة الذين رأى أنهم هم الذين ينزعون عنا الثياب القذرة. لأنهم يحيطون بمن يخافون الله لكي يحموهم ويمنعوا عنهم الشعور بالهم.
التصق المقدس يوسف بالقديسين كصورة لحياة المسيح وكعلامات له على الطريق.. سَعَى لإكرامهم تمجيدًا وتكريمًا للمسيح العجيب فيهم وَقَدَّم سيرهم ووثقها، وكتب عن حياتهم وسيرهم ومعجزاتهم وكتاباتهم واعترافاتهم وآلامهم ونسكهم وشهادتهم وأعمالهم وتعليمهم وتذكاراتهم وتمجيدهم.
ويرجع له الفضل في تعريفنا بمئات السير التي أصدرها ونشرها وقت أن كانت مجهولة ومصادرها شحيحة. بعد أن أيقن أنهم عون الكنيسة وحراسها وثباتها للإيمان، وأنهم يعلموننا الفلسفة الحقيقية ويوبخون الشياطين وفي عشرتهم راحة وعزاءًا.
قدمهم كمصابيح بهية وكأصدقاء له قريبين منه... فكان يتباسَط ويجلس مع أولاده وتلاميذه متحدثًا عن القديسين والآباء الأولين. وقد حباه الله بقدرة فذة في السرد القصصي للسير وللأعمال، وفي الربط بين القديسين كشجرة عائلية (أهل بيت الله).
ولازلت اذكر جلساته في مضيفة كنيسة العذراء محرم بك وفي مقصورتها وفي النادي وكذلك في مبنى المدرسة المرقسية القديم وقد صارت حياته امتدادًا للقديسين الذين أحبهم وتشفع بهم ونشر سيرتهم الحلوة، وقد تعلم منهم حكمة الالفا فيتا التي أوصلته إلى الأميجا أي النهاية السعيدة التي لآباء الكنيسة.
ولعل الذين عرفوه وتلامسوا معه اشتموا فيه أنفاس القديسين وعطر فضائلهم، وأنني أشهد بما رأيته فيه بصفة خاصة وقد تأثرت به للغاية، حيث وجدته حكيمًا لا بفلسفة باطلة بل بعمق الحكمة الحقيقية التي ليست من هذا الدهر، ضليعًا في الأدب والفلسفة، متشبهًا بالقديسين أرسانيوس الذي كان أول من حقق سيرته بطريقة علمية مدققة.. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وسلك بذات القياس "اهرب من الناس وأنت تخلص، اجلس وحدك واصمت".
وبالجملة كانت عزلة يوسف حبيب إيجابية مثمرة وسيرته منيرة بالتقوى العملية. ولا زلت اذكر جلوسه عند باب المضيفة لكنيسة العذراء محرم بك ومن حوله الشباب والخدام يكلمهم عن القديسين كأنهم أصدقاء أقرباء له... كذلك لا أنسى علاقته بالمرتل حبيب الميراهم وهما معًا على خورس شمامسة الكنيسة... وتدريسه للغة القبطية في صالات الخدمة وفي نادي المدرسة المرقسية... وفي حجرة الشمامسة بمحرم بك.
وما أحلى عشرته للقديسين وما أروع حفظه للابصلمودية وترديده للذكصولوجيات وأرباع الناقوس والتماجيد بل والمدائح التي وضعها هو بقلمه وعشق خبرتها ولا ننسى أبدًا الأبحاث التي حققها حول قديسي الكنيسة وعظاتهم وميامرهم وأجسادهم وتنقلاتهم.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/tw85zz8