* أفقر يوسف حبيب نفسه من أجل الله فزاد غناه الروحي... مع كل محبي الإنجيل بالحقيقة. تنازل عن أن يلمع وعن رغبة إثبات الذات بالرغم من مواهبه، لكنه تنازل عن الكيان الظاهر، وملأ مكياله الحسن لذا ستكال له المواعيد "ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال" (1كو2: 9) "كيلًا جيدًا ملبدًا مهزوزًا فائضًا" (لو6: 38) خيرات مائة ضعف في العدد وفي العظمة.
* تجرد المقدس يوسف من روح الامتلاك وهرب من الكرامة حتى النهاية متشبهًا بمن تعرَّى وأخلَى نفسه "الفقير الأبدي" لذا فاضت عليه نعم الله الجزيلة.. بعد أن سار غربته معوزًا.، لا يملك أي شيء ههنا،... مستعملًا العالم وكأنه لا يستعمله... متعففًا في كل شيء وقتي واشتهاء.
خفيفًا في مسيرته نحو الهدف المقصود... كل من تعامل معه أحس بأنه شخص من طراز غريب. مشغول دائمًا بالخطوة القادمة للحياة الدائمة والمستقر الأخير في سيرة حسنة.
* كان عفيفًا زاهدًا فيما في يدي الناس. وقد عبر كالنسيم الخفيف المتنسك، وتعلم لغة وعادات البلد التي سيرحل إليها متطلعًا لها فقيرًا في التعلقات والترابيات، ناظرًا إلى المدينة التي لها الأساسات والتي سيستوطن فيها.
* امتلك الله بقدر ما سلم نفسه له ليمتلكه، وقدم نموذجًا لخدمة الشماس "العلماني" المتبتل الفقير لله في عمل وحركة تتجدد يومًا بعد يوم. إلى أن أنفق وأنفق حتى الفلس الأخير.
وكان يرتدي جاكيت اقرب منه إلى بالطو، ويضع نسخا من كتبه في جيوبه ليقوم بتوزيعها.. وكأنه يأخذ مما له ومن جعبته ليعطينا. لم يفكر لا في لبس ولا في أكل بل كانت فلوسه كلها لربنا ولمدارس الأحد. وبالرغم من أنه كان ساكن في منطقة فيكتوريا إلا أنه كان أول الحاضرين للكنيسة...
وفي تجرده تجرد من كل شيء وتحرر من الأشياء البشرية، وكانت نفسه حرة تحيا سيرة التدبير فوجد الأشياء التي تفوق الكلام والرتب، وتنعم في عالم الحق بيسوع المسيح ربنا... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ولعله تمثل بشفيعه أرسانيوس معلم أولاد الملوك الذي قال (الذي مات عن العالم لم يعد له فرصة في أن يوزع الأموال على الناس، لقد مات أرسانيوس) لقد خبر المقدس يوسف خبرة الإماتة والفقر الاختياري مائتًا في كل شيء.
فلم يتكالب على شيء ولم يسع لشيء... وتمتع بفضيلة النزاهة: أي أنه لا يكون له أي شيء في ذاته ولا يطلب ما لنفسه ولا يطمع حتى فيما له، ولم يتمحور حول ذاته، ولم يكف عن تقديم أعمال النسك كل يوم يقينًا منه أنها أقوى كرازة وشهادة صامتة للمسيح وهو "وان مات يتكلم بعد" (عب11: 4).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/s9n3hx7