عندما دعا صاحب الكرم مُختاره الأمين أبونا بيشوي كامل وإقامة راعيًا وكاهنًا للقطيع سنة 1959. كانت هذه علامة تحول في حياة المقدس يوسف حيث تقوم نحو الاستقالة من عمله كرئيس قلم في مديرية المرور بالإسكندرية في يوم رسامة أبينا بيشوي.
* جند نفسه للخدمة في كنيسة مارجرجس اسبورتنج الناشئة (تحت التأسيس) منذ اليوم الأول، واجتهد لينال رضى ربنا القدوس... بقدرته وبعيشته الزاهدة بحق في كل شيء.
* فلم تكن ملابسه البسيطة تنم إطلاقًا عن حالته الاجتماعية ووظيفته الرفيعة التي كان يشغلها. طعامه كالنساك: خبز جاف وجبن وخضروات صائرًا عمودًا في هيكل الله.. شماسًا خادمًا للمذبح المقدس مثل الأنبا بيشوي الرجل الكامل.
* ويوسف حبيب في تكريسه كان شماسًا إنجيليًا كاملًا. وعينة نادرة للتكريس في نية خالصة ابتغاء مرضاة الله وحدة بلا أي هدف على الأرض ولا انتظار لأجرة من الناس مهما كانت.. بعد أن رفض قطيعًا كل المكافأت الأرضية سواء كانت مديحًا أو مركزًا أو اسمًا أو شكلًا أو زيًا أو مالًا أو سلطانًا، حتى أخر يوم في غربته بهذا العالم.
لم يطلب أي مقابل أرضي أو مديح وكرامة. وكان في تكريسه مثمرًا.. فقد وقف مكان المعلم (العريف) منذ اليوم الأول في كنيسة مارجرجس اسبورتنج ثم كنيسة الأنبا تكلا هيمانوت بالإبراهيمية وقام بتدريس الألحان واللغة القبطية التي برع فيها لأجيال من خدام الإسكندرية وشبابها.
ووضع على عاتقه -بدون تكليف من أحد- أن يسند المتنيح الطيب الذكر القمص بيشوي كامل في بدايات خدمته.. فاهتم بالغروس الجدد وتعهد الهدمة باسبورتنج بقدوته ومواهبه وعمله وسيرته...
وقد كان بحق رجلًا كنسيًا من طراز نادر، ويحفظ ألحان الكنيسة بإتقان ويرددها بروح الصلاة.. وظل معلمًا للأولاد يسقيهم روح الآباء وينشئهم على حب البيعة المقدسة والمواظبة على الأسرار إلى أن صار للكنيسة خورس جميل التراث وترجمة الآبائيات والتنقيب في سير القديسين ونشر سيرهم العطرة وقد اخرج للنور عشرات السير النادرة التي شجعت أجيالًا كثيرة على الحياة مع الله.
اشتهر بمعرفته كعلماء الكنيسة الأولين: ومعرفة إلهية لاهوتية ومقدسة رؤيوية حقيقية غير كاذبة، فلم تكن معرفته زائفة جسدانية، لكنها معرفة أبي الأنوار وكانت نقاوته هي مفتاح معرفته، لان معرفة الله نوجد فقط حيث الرضا والسلام... والمقدس يوسف اعتبر أن معرفة الله هي حضنه الذي يضع فيه كل المنشغلين به كما لو كانوا جواهره وذهنه الذي يحفظه في حضنه.. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى). لذا صارت معرفته تتجه من الله نحوه ومنه نحو الله... دائمًا منشغلًا بالعبادة والتسبيح (معرفة حوار) فعاش حياة معرفة نور وطهر وفقر ومسكنه وكان المسيح حاضر فيه.
ومن هنا كان اهتمامه الشديد بمناهج الآباء وعلومهم، ومن هنا أتى اهتمامه بالكتابة والنشر والتفت إلى التراث الروحي المجيد وصارت له الريادة في الكنيسة والمعاصرة في هذا المضمار.
أمضَى جّلَّ حياته يعلم ويكتب ويتصل بالأوساط اللاهوتية وبالمكتبات في إحساس مرهف ودقة علمية. وصرف وقته وماله في التعمق في علوم الكنيسة، وقد أهلته لهذا العمل الشاق معرفته المتينة بالغويات خاصة الفرنسية والقبطية والانجليزية. ليس هذا فحسب لكنه كان حيًّا بالمعرفة... غير جاف ولا مدرسي.. بل يستقى معرفته لا من مصنفات الأقدمين فقط بل من الشركة الكنسية التي كان يتعمقها ومن المواظبة على التسبيح والخدم الإلهية التي كان يمارسها بوعي واستنارة. كأحد باعثي الحركة الآبائية في هذا القرن، شارحًا للتراث الأرثوذكسي الأصيل وقد ثقف به جيلا من الطلبة الإكليريكيين من رعيل مدرس الأحد.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/my4xf7r