ليست هناك حالة وسطَى بين المحبة والبغضة فإما حب نحو الله واشتياق للنمو الروحي في المسيح يسوع وإما بغض للسماويات، وبالتالي حب وتعلق بالأرضيات فإن كان جميعنا نتساوَى في بِذار الحب... في المعمودية لكن الجهاد والعمل هام للنمو في كل شيء وبخاصة الحب... لا أجرة لجهادنا ومرنا إنما يعطي لنا هذا النمو لأن جهادنا هو مجرد إعلان الرغبة في عمل الله في حياتنا إعلان منا لحياة التسليم فبدون جهادنا وقيامنا بأعمال المحبة لن تعمل النعمة فينا.
+ مغبوط هو الإنسان الذي أعد مطالع في قلبه (مز6:83)(1).
إن البار لا يوجد في قلبه إلا مطالع ومصاعد، وأما الخاطئ فلا يوجد في قلبه إلا انحدار وانخفاض.
فالبار يتجه نظره دائمًا إلى الأمور الأسمَى ارتفاعًا في الفضيلة، ولا يرغب سوى أن ينمو في الكمال، غير مُفْتَكِر في شيء آخر، كما قال الحكيم: "أَفْكَارُ الْمُجْتَهِدِ إِنَّمَا هِيَ لِلْخِصْبِ" (سفر الأمثال 21: 5).
+ "طوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يشبعون" (مت6:5).
إن الطوبى للذين لم يحسبوا أنفسهم كاملين بما فيه الكفاية بل لا يزالوا مجتهدين في اكتساب كمالًا للفضيلة.
_____
(1) من أول الآية حتى نهاية الصفحة من أقوال القدِّيس إيرونيموس، كتاب الحب الأخوي، القمص تادرس يعقوب ملطي، الطبعة: الثانية 2004، رقم الإيداع بدار الكتاب 1728 لسنة 1970، ص. 82، 83.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/vzsxhd4