تلتهب قلوب الكثيرين غيرة نحو خلاص إخوتهم أثناء دراستهم لكنهم متى تخرجوا أو فشلوا (بحسب لغة العالم) في إحدى السنوات تركوا الخدمة بل وانحرفوا بعيدًا غير مبالين حتى بخلاص أنفسهم. ولعل السبب أنهم لم يقبلوا الخدمة من الله كأبناء يطلبون الله مسرةً لهم، بل قبلوها كعبيد يطلبون الأجرة الزمنية كل يوم وإلا تركوا الحقل! وهم في ذاك أما أن يشبهوا الابن الأصغر الذي وجد أن بقاءه في بيت أبيه عبودية أقسى من عبودية عبيده له فأراد التحرر من أبيه وسلطانه أو يشبهون الابن الأكبر الذي ثار على حكة أبيه طالبًا الأجرة متألما لمشاركة له في الميراث.
فمثل الابن الضال أو بمعنى أخر الآب المحب (لو15) يكشف لنا عن اشتياقنا إلى أجرة العبودية أكثر من ميراث البنوة؛ فالابن الأصغر قال لأبيه: أعطني القسم الذي يصيبني وبعد أيام ليست بكثيرة جمع الابن الأصغر كل شيء وسافر إلى كورة بعيدة وهناك بذَّر ما له بعيشٍ مسرفٍ فلما انفق كل شيء حدث جوع عظيم في تلك الكورة فابتدأ يحتاج أليس هذا هو الخروف الضال الذي نبحث عنه؟! لقد طالب أبيه بالقسم الذي يصيبه لقد نال منه بالمعمودية الحب الحقيقي لأن هذا هو الميراث الذي يهبنا الله إياه ولكن بعد أيام ليست بكثيرة جمع هذا الحب ومسافر إلى كورة بعيدة ترك الكنيسة بيت أبيه وخرج إلى العالم ينفق هذا الحب تارة يصبه على آمال وأخرى على الأشرار وثالثة على الأصدقاء وحسب في ذلك تحررًا لكنه انفق هذا الحب حتى جف قلبه فيطلب محبته لزوجته أو والديه أو إخوته أو... فلا تجسد!!
أما الابن الأكبر فظن في رجوع أخيه الأصغر ومشاركته له في الميراث ما يقلل نصيبه وهو لا يعلم أن الحب ميراث أبيه أبدي غير محدود كما طالب الآب بالأجرة لم تعطني قط لأفرح مع أصدقائي ولكن لما جاء ابنك هذا الذي أكل معيشتك مع الزواني ذبحت له العجل المسمن.
ليعطنا الرب نعمة أن نفرح ونسر برجوع إخوتنا ومشاركتهم لنا في المجد ولا نطلب لأجل هذه الخدمة أجرة تكمن في مادة أو نجاح في الدراسة أو كراهة... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى) إلخ.
+ إننا نخشى من أن يصير قلبنا مزدوجًا حتى في طلب الضروريات فنحن نخشى أن ينحرف هدفنا إلى طلب ما هو لصالحنا الخاص حتى عندما نصنع رحمة بالآخرين مبررين ذلك بأننا نطلب الضروريات لا الكماليات.
+ ينبغي علينا ألا نبشر بالإنجيل بقصد الحصول على الطعام لكننا تأكل لنستطيع التبشير بالإنجيل فأن كنا نبشر بالإنجيل لكي نحصل على الطعام يكون التبشير بالإنجيل في نظرنا أقل أهمية من الطعام وبذلك تنصب سعادتنا في الطعام ويصير التبشير ضرورة لازمة لتحقيق سعادتنا (في الأكل).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/bxmcc9d