التطلع إلى آلام الرب المحب ينسى الإنسان آلامه تنطلق به من ذاتيته ليحيا مع الرب منشغلًا بحب الفادي المصلوب!
مجرمان قاسيا القلب صلبا مع الرب كلاهما يتأوهان من شدة آلام الصليب وسخرية المجتمع بهم كلاهما لهما نفس الطبيعة وتحت نفس الظروف وبجوار الرب المصلوب أحدهما تطلع إلى آلامه ومرارة نفسه فغرق في اليأس والقنوط وحس بضيق لا يحتمل حتى جدف على الرب قائلًا "إن كنت أنت المسيح فخلص نفسك وإيانا" (لو39:23).
والثاني بعدما عير الرب عاد وتطلع إلى يسوع المتألم أصغي إلى كلماته المملوءة حبًا سمعه يقول "يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لو34:23). تطلع اللص إلى الرب المصلوب فرآه إلهًا محبًا مترفقًا متألمًا من أجله يحب حتى أعدائه لذلك صرخ قائلًا (اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك).
الأول انشغل بذاته ولم يتعد حدود آلامه فمات وخسر!!
الثاني تطلع إلى آلام سيده من أجله فآمن ناسيًا ما يعانيه من آلام!!
فم يسمع ديماس اللص تسابيح الملائكة ليلة ميلاده ولا سمع تعاليمه ولا رأى معجزاته وإقامته للموتى ولا شارك فرحتها يوم ارتجت المدينة كلها بدخوله وهتف الأطفال والرضع له ولا حتى أدرك حدوث الزلزلة وانحجاب الشمس وتشقق الصخور لكنه رآه مصلوبًا رآه إله محبًا متألمًا من أجل البشر فنسي كل آلامه مريدًا ألا يفارق هذا الحب إلى الأبد إنه لم ينشغل حتى بملكوت السموات لو لم لكن الملكوت هو الوجود في حضن هذا المحب الذي تألم عنا.
إنه يريد أن يلتقي به أينما وجد ومهما كانت آلامه وضيقاته! لقد تطلعت أنظار المؤمنين فطلبوا بإلحاح أن يموتوا مع يسوع كما مات هو عنهم فلا عجب إن رأينا القديس أغناطيوس الثيؤفوروس يطلب بإلحاح من أهل روميه ألا يبطلوا استشهاده قائلًا في رسالته إليهم (إنني أبحث عن ذاك الذي مات لأجلنا وأشتاق إلى الذي قام لأجلنا) هذا هو الربح الذي أدخره لنفسي.
إذن فلنرفع إلى يسوع المشارك لنا آلامنا لنري قلبه يلتهب حبًا هذا قدره عندئذ نذوب أمام حبه طالبين أن نتألم نحن أيضًا معه.
ربي... هب لي هذا الألم حتى الموت وأنا بنعمتك أقبله بشرور في أعماق نفسي.
ربي... هل يحق لي أن أناجيك قائلًا إنني أود أن أتمتع بك مع ديماس اللص وهو على الصليب يذوب قلبه ويحترق إذ يدرك حبك أكثر من الصعود على جبل التجلي مع بطرس ويعقوب ويوحنا ليعاينا مجدك لولا أن كليهما مرتبطان ببعضهما البعض ارتباطًا لا ينفصل.!
ربي... كيف أتركك يا خطيب نفسي وحدك متألمًا بين لصين ولا أرتفع على الصليب أيضًا لأموت معك وبك وفيك.
ربي... أجذبني أيها المصلوب إلى مخدع عرس صليبك حتى أفرح واسر بالشتائم والإهانات وأقبل الألم بسرور أن يصلب العالم لي وأنا للعالم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى).
عريسي المتألم... اجذب عروسك إلى صليبك وافتح عينيها لتتأملا مخدعك فتنسى آلامها وتود أن تبقى إلى الأبد متأملة في حبك الإلهي!!
+ وجهوا أنظاركم إلى العريس المعلق على الصليب لأجلكم مصليًا من أجل أعدائه (يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون) (لو34:23).
ها قد شاهدت ما ينطق به العريس، انظر كيف يلبس صديق العريس لباس العريس تأمل كيف وبخ اسطفانوس المبارك اليهود...
"يا قساة الرقاب وغير المختونين بالقلوب... أي
الأنبياء لم يضطهده آباؤكم؟!" (أع51:7، 52)...
+
لكنه عندما ألقي إلى الموت بأيدي مضطهديه الثائرين وانهالت الحجارة عليه
قال (أيها
الرب يسوع أقبل روحي)...
دعني أموت جسديًا لكن لا تدعهم يموتون روحيًا
(يا رب لا تقم لهم هذه
الخطية).
+ عندما تعانون من قسوة عدوكم تذكروا قول الرب على الصليب وإن كان الرب مثالًا عاليًا بالنسبة لكم فانظروا إلى زميلكم الخادم اسطفانوس فقد كان يصلي من أجل أعدائه بركب منحنية أثناء رجمه.
أريدكم أن تتمثلوا به تقدموا إلى الأمام لماذا تسحبون قلوبكم في الأرض إلى الأبد اسمعوا ارفعوا قلوبكم.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/yj4dkpt