إذن فقد خلق الله الإنسان وأراد له أن يبقى في عدم فساد ولكن البشر باحتقارهم ورفضهم التأمل في الله ابتكروا ودبروا الشر لأنفسهم... فنالوا حكم الموت الذي أنذروا به ومن ذلك الحين لم يستمروا كما خلقوا بل فسدوا طبقًا لتدابيرهم وساد عليهم حكم الموت كملك (رو14:5) وكما يقول سفر الحكمة "صنع الله الإنسان لعدم الفساد وكصورة لأزليته ولكن "بحسد إبليس دخل الموت إلى العالم" (حك24،23:2). ولما حدث هذا بدأ البشر يموتون بينما تفشي فيهم الفساد بالأكثر من ذلك الحين مكتسبًا سلطانًا أكبر من سلطانة الطبيعي على كل الجنس البشري لأنه جاء نتيجة لمخالفتهم الوصية وما كان لتهديد الله من تأثر عليهم. وحتى البشر أيضًا في سوء تصرفهم لم يقفوا عند أي حد وإنما امتدوا بالتدريج متخطين كل الحدود وأصبحوا مبتكرين للشر وجلبوا على أنفسهم الموت والفساد وإذا جنحوا بعد ذلك إلى الشر وتزايدوا في كل عصيان ولم يقفوا عند شر واحد بل أخذوا يبتكرون كل الوسائل لشرور جديدة تالية أصبحوا لا يشبعون من الخطية فأضحي الفسق والسرقات في كل مكان وامتلأت كل الأرض من القتل والنهب ومن جهة الفساد والخطأ لم يعد هناك اكتراث بالناموس بل صارت كل الجرائم تمارس في كل موضع سواء الخاصة أو المشتركة فاشتبكت المدن في الحرب مع المدن وقامت الشعوب ضد الشعوب وتمزقت الأرض بالفتن والمعارك المدنية وصار كل إنسان ينافس أصحابة في الأعمال المنافية للشرع وحتى الجرائم التي ضد الطبيعة لم تعد بعيدة عنهم كما يقول رسول المسيح وشاهدة... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). (رو27،26:1) ولهذا السبب كان الموت يسود على البشر والفساد يسكن فيهم كأن الجنس يهلك والإنسان العاقل الذي خلق على صورة الله في طريق الاختفاء وكانت صنعة الله تقترب من الهلاك إذ أن الموت نال من ذلك الوقت سلطة شرعية علينا (تك15:2) وكان من المستحيل الإفلات من الناموس حيث إنه وضع بواسطة الله بسبب التعدي وفي الحقيقة كانت النتيجة مريعة وغير لائقة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/8fz26xp