الله صالح أو بالأحرى هو بالضرورة مصدر الصلاح والصالح لا يمكن أن يبخل بشيء ولهذا فإذ لم يضن بالوجود على أحد صنع كل الأشياء من العدم بكلمته يسوع المسيح ربنا ومن بين هؤلاء إذ أظهر حنوًا خاصًا على جنس البشر أكثر من سائر المخلوقات على الأرض... منحهم موهبة أكبر فلم يكتف بمجرد خلق البشر كما فعل بباقي المخلوقات غير العاقلة... بل خلقهم على صورته معطيًا إياهم كذلك نصيبًا في قوة كلمته لكي يستطيعوا وقد خلقوا عاقلين أن يقيموا في الغبطة إلى الأبد ويحيوا الحياة الحقيقة اللائقة بالقديسين في الفردوس. ولكن إذا كان يعلم أيضًا كيف أن إرادة الإنسان تقدر أن تميل إلى أية الجهتين بادر فحفظ النعمة المعطاة لهم بوصية وبالمكان الذي وضعهم فيه لأنه أتى بهم إلى جنته وأعطاهم وصية حتى إذا حفظوا النعمة واستمروا صالحين أمكنهم أن يحتفظوا بالحياة في الفردوس بدون حزن ولا ألم ولا اهتمام بالإضافة إلى الوعد بعدم الفساد في السماء أما إذا خالفوا وارتدوا وصاروا أشرارًا فسيعرفون أن يجلبوا على أنفسهم ذلك الفساد بالموت الذي كان لهم بالطبيعة ولا يستحقون أن يعيشوا بعد في الفردوس بل يطردون منه منذ ذلك الوقت ليموتوا ويبقوا في الموت وفي الفساد. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وهذا هو الذي لأجله قدم المقدس تحذيرًا قائلًا في شخص الله "من كل شجرة في الجنة تأكل أكلًا وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها لأنك يوم تأكل منها موتًا تموت (تك17،16:2) ولكن أي شيء يعنيه بقوله "موتًا تموت" سوى أنه ليس مجرد الموت بل أيضًا البقاء إلى الأبد في فساد الموت.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/cvqf6mb