رابعًا : عبادة المادة في الخدمة:
كثيرون من الذي كانوا يسيرون مع السيد المسيح في كل مكان يذهب إليه كانوا نفعيين في هدفهم فهم لم يتبعوه لأجل ارتباطهم الروحي به أو بدافع من حب لشخصه، ولكن كان الهدف هو المنفعة المادية، وقد صرح لهم الرب يسوع في أحدى المرات قائلًا: "الحق الحق أقول لكم أنتم تطلبونني ليس لأنكم رأيتم آيات بل لأنكم أكلتم من الخبز فشبعتهم" (يو26:6).
إن هذه الظاهرة الخطيرة كما نجدها في حياتنا كبشر في معاملاتنا مع بعض عندما تكون محبتنا لبعض من أجل المنفعة الشخصية فقط، نجدها أيضا في عشرتنا مع الله، فكثيرا ما تكون علاقاتنا بالله علاقة المنفعة، فتزداد عشرتنا معه عندما تحل مشكلة نريد أن نتخلص منها أو عندما يكون لنا حاجة معينة نريد من الله أن يوفرها لنا، وعندما تنقضي المشكلة أو ننال ما نريده نذهب بعيدًا عنه ونصاب بحياة الفتور.
وتكون هذه الظاهرة على أشدها في الخطورة عندما يصاب بها الخدام المكرسون، حيث يكون الخادم عبدا للمادة في خدمته ويرتبط نشاطه وعمله بمقدار ما يحصل عليه من منفعة مادية، فإذا حقق وفيرا كان هذا دافعًا لنفسية منفتحة في العمل، أما إذا وجد دخله بدأ يقل فهذا كفيل بأن يثبط همته، ويصبح فاترًا في عمل الله، وكأن الخدمة قد تحولت من دافع للحب لله والغيرة لمجد اسمه إلى وظيفة الهدف منها جمع أكبر قدر من المال"، وبعد هذا يبرر هذا الخادم موقفه بقول الكتاب بأن الفاعل مستحق أجرته!! (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فما هي الأجرة التي يقصدها الوحي الإلهي؟؟ أنها لا تخرج عن كونها ذلك القدر المناسب من المرتب الشهري المنتظم الكفيل لأن يجعل الخادم يعيش حياة كريمة بحيث لا يحتاج أن يمد يده لأحد ويكون في مظهر يتناسب مع كونه خادم الله.
ومن أهم مظاهر عبادة المادة في الخدمة ما يأتي:
1- الخدمة المقلدة وغير الطموحة
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/5fksd7t