من الواضح أن الشيطان عندما سقط، وضع في فكره أن يسقط كل مخلوقات الله العاقلة. فبدأ بالملائكة زملاءه، وفعلًا نجح في إسقاط بعضهم، وقد سماهم الكتاب المقدس "جنوده". وهذه الحرب ذكرها يوحنا الرسول في رؤياه المشهورة "قائلًا وحدث قتال في السماء: ميخائيل وملائكته يقاتلون التنين، وكان التنين وملائكته يقاتلون فلم يقووا، ولا وجد لهم موضع في السماء. فطرح التنين الحية القديمة المسمى إبليس أو الشيطان، والذي يضل المسكونة كلها، طرح إلى الأرض، وطرحت ملائكته معه" (رؤ 12: 7 – 9)، وفى رسالة بولس الرسول يقول عنهم أنهم "أجناد الشر الروحية" (أف 6: 12).
وعندما خلق آدم في جنة عدن تقدم إليه الشيطان ليجربه محاولًا إسقاطه أيضًا، واتخذ الحية ليستتر فيها، وفعلًا أقنع حواء ثم آدم بعصيان الله، وبالتالي سقطا (آدم وحواء) في نفس الخطية التي سقط فيها الشيطان، وهى خطية المجد الذاتي التي تقود إلى الكبرياء (وهى محاولة الوصول إلى مساواة الله) "فقالت الحية للمرأة لن تموتا ، بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر" (تك 3: 4، 5).
وابتدأ الشيطان وكل جنوده يحاربون بني البشر على الدوام معتقدًا أنه يستطيع أن يسقطهم جميعًا، فينضموا إلى مملكته. وبالتالي ينتصر على الله.
وهو لا يعلم حقيقة الله ولا قدرته الفائقة، وأنه يستطيع أن يفنيه في لحظة وفي طرفة عين... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ولكن الله العادل، الذي أعطى حرية لكل مخلوقاته، تركه إلى حين وقت الدينونة والحساب.
وإن كان الشيطان قد نجح في إسقاط بعض الناس لكن هناك قديسون نجحوا في تجاربهم ولم يستطع الشيطان أن يسقطهم أو ينال منهم شيئًا، والكتاب المقدس مليء بسير هؤلاء الأبطال، ففي العهد القديم نسمع عن الآباء الأولين إبراهيم وإسحق ويعقوب والأنبياء وفى العهد الجديد عن الرسل والقديسين وغيرهم كثيرين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/rn8vsa8