7. قطع الغروب
يعترف المصلي هنا بخطاياه التي فعلها بإرادته وبنشاط واشتياق مما يجلب عليه غضب الله ويحرمه من معونته وخلاصه كما يقول إشعياء النبي "ننتظر عدلًا وليس هو، خلاصا فيبتعد عنا لأن معاصينا كثرت أمامك وخطايانا تشهد علينا لأن معاصينا معنا وأيامنا نعرفها، تعدينا وكذبنا على الرب وحدنا من وراء إلهنا" (أش 11:59 – 13).
ثم يتشفع المصلي بالعذراء مريم والدة الإله صاحبة الشفاعة المقبولة أن تساعده بشفاعتها لكي يقدم لله توبة نقية وتسهل طريق التوبة والرجوع إلى الله خصوصًا وأن العذراء مريم تحب لأولادها حياة التوبة والرجوع إلى الله والابتعاد عن الخطية فقد نصحت في أحدى ظهوراتها ببلدة سانت فاتيما في البرتغال سنة 1917، نصحت الجماهير المحتشدة عدة نصائح هي:
1. كفوا عن الشر.
2. تجنبوا الخطية.
3. أتبعوا تعاليم الله.
4. كونوا أمناء للكنيسة.
5. كونوا رحماء بالعالم.
ونلاحظ أن النصيحتين الأوليتين تختصان بالبعد عن الخطية والكف عن فعل الشر، وتقدم توبة نقية أمام الله، لأنه أن كانت الملائكة تفرح بخاطئ واحد يتوب (لو10:15) فكم بالحري العذراء مريم الأم الحنونة لجنس البشر.
يتشفع بها المصلي بلجاجة وحرارة أن تساعده بصلواتها وشفاعتها لكي يعطيه الرب قوة للتوبة والرجوع عن الشر لئلا يخزى عند مثوله أمام عرش المسيح في يوم الدينونة الرهيب حسب قول معلمنا بولس الرسول "لأنه لابد أننا جميعًا نظهر أمام كرسي المسيح لينال كل واحد ما كان بالجسد بحسب ما صنع خيرًا كان أم شرًا" (2كو10:5) لذلك ينصح قائلا: "لذلك نحترص أيضًا مستوطنين كنا أو متغربين أن نكون مرضيين عنده" (3كو9:5).
أن الأشرار سيقفون يوم الدينونة في خزي عظيم وعار "وهم يقولون للجبال والصخور اسقطي علينا وأخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف لأنه قد جاء يوم غضبه العظيم ومن يستطيع الوقوف" (رؤ16:6، 17).
لذلك يتشفع المصلى بالعذراء لكي تساعده بصلواتها لكي يعيش حياة التوبة والقداسة في هذا الدهر حتى يستحق أن يلتقي بالمسيح بفرح وينجو من الخزي كما ينجو من العذاب الأبدي المعد للأشرار غير التائبين.
يتشفع المصلى بأمه العذراء أن تأتي إليه ساعة نياحته لكي تحارب عنه قوات الشر التي تأتي في مثل هذه الساعة لكي تستلم أرواح الأشرار وتذهب بها إلى الجحيم السفلي.
يطلب إلى العذراء أن تبعدهم عنه حتى لا يبتلعوا نفسه أو يضايقوها يطلب إليها أن تأتي هي ومعها الملائكة وأرواح القديسين لتحضر ساعة نياحته وتستلم روحه طاهرة نقية مجملة بالفضائل والقداسة لتقدمها لله فتسمع الصوت الفرح القائل "أدخل إلى فرح سيدك" (مت23:25).
ذكر التاريخ عن كثيرين من القديسين رأوا عند نياحتهم العذراء مريم قادمة إليهم فرحبوا بها بصوت سمعه من حولهم دون أن يروا أحد.
حكى أحد الرهبان القديسين المقيمين بدير القديس الأنبا أنطونيوس أنه في اليوم الذي تنيح فيه القديس الأنبا مرقس الأنطوني (القرن الرابع عشر) أبصر عساكرًا وأجنادًا روحانية لا يحصى لها عدد قد نزلوا من السماء وأحاطوا بالدير، إلى أن دخلت امرأة وقد غلب نورها ضوء الشمس فجلست إلى جانب هذا الشيخ، ثم قبلت نفسه الطاهرة إليها، وكان جميع القديسين يرتلون قياما حولها حتى أصعدتها إلى السماء بفرح ومجد عظيم.
ذكر عن غيرهم أنهم رأوا ملائكة، وعن آخرين أنهم رأوا أرواح بعض القديسين قادمة إليهم وكانوا يتكلمون معهم، وذكر عن آخرين أن رائحة زكية فاحت حولهم عند نياحتهم وعن آخرين أن أصوات ملائكية سمعت ترتل وهي تحمل أرواحهم إلى السماء.
العذراء مريم هي العروسة الطاهرة التي بلا عيب ولا دنس التي اختارها الختن السماوي أي العريس السماوي الله الكلمة حتى يحل في بطنها ويأخذ منها جسدًا ويولد منها ميلادًا عذراويًا خارقًا للطبيعة، يقول المزمور "قامت الملكة عن يمين الملك بثوب موشى بالذهب مزينة بأنواع كثيرة. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). اسمعي يا أبنتي وانظري وأميلي أذنك وأنسي شعبك وبيت أبيك فإن الملك قد أشتهى حسنك لأنه هو ربك وله تسجدين" (مز45).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/z5vtkdw