St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-012-Father-Abdel-Messih-Basiet-Abo-El-Kheir  >   006-Al-Engil-Kayfa-Koteb
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟ - القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير

33- الرسل شهود عيان

 

أعد السيد المسيح تلاميذه ورسله، وبصفة خاصة الاثني عشر، كشهود عيان له، ليحملوا الأخبار السارة إلى كل البشرية وينادوا بالأناجيل في كل العالم، وكانت كرازتهم بالبشارة الأبدية، بشارة الخلاص الأبدي، وإنجيلهم الشفوي يتضمن :

"جميع ما ابتدأ يسوع يعمله ويعلم به إلى اليوم الذي ارتفع فيه (16)" أو كما كان سائدًا بين الرسل "كل الزمان الذي فيه دخل إلينا الرب يسوع وخرج منذ معمودية يوحنا إلى اليوم الذي ارتفع فيه (17)"، وبصفة خاصة شهود آلامه وقيامته.

ويتضمن ذلك ما حدث بين القيامة والصعود، ما حدثهم عنه وما علمهم إياه الرب في تلك الفترة الهامة والتي تحدث فيها الرب بوضوح وجلاء أكثر مما كان قبل الصلب، فقد كان على وشك أن يتركهم جسديًا "بعدما أوصى بالروح القدس للرسل الذين أختارهم. الذين أراهم أيضا نفسه حيًا ببراهين كثيرة بعدما تألم وهو يظهر لهم أربعين يومًا ويتكلم عن الأمور المختصة بملكوت الله (18)".

St-Takla.org           Image: Arabic Bible صورة: الكتاب المقدس

St-Takla.org Image: Arabic Bible, click for the Arabic Bible Search

صورة في موقع الأنبا تكلا: الكتاب المقدس - اضغط للدخول لصفحة البحث في الإنجيل

ما جاء عن السيد المسيح في ناموس موسى والأنبياء والمزامير، والذي كشفه السيد نفسه وأعلنه لتلاميذه وفسره لهم:

"أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء. أما كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويخل إلى مجده. ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب (19)"، "وقال لهم (تلاميذه والذين كانوا معهم) (20) هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم أنه لابد أن يتم جميع ما هو مكتوب عنى في ناموس موسى والأنبياء والمزامير. حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب. وقال لهم هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث. وأن يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم مبتدئًا من أورشليم. وأنتم شهود لذلك (21)".

ويقول بطرس الرسول بالروح موضحًا ذلك "نائلين غاية إيمانكم خلاص النفوس. الخلاص الذي فتش عنه أنبياء. الذين تنبأوا عن النعمة التي لأجلكم باحثين أي وقت أو ما الوقت الذي يدل عليه روح المسيح الذي فيهم إذ سبق فشهد بالآلام التي للمسيح والأمجاد التي بعدها. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). الذين أعلن لهم أنهم ليس لأنفسهم بل لنا كانوا يخدمون بهذه الأمور التي أُخبرتم بها أنتم الآن بواسطة الذين بشروكم في الروح القدس المرسل من السماء (22)".

ولأنه هو كلمة الله الذي أوحى للأنبياء في القديم بروحه القدوس "روح المسيح الذي فيهم"، فقد سلم لتلاميذه أسفار العهد القديم "الأسفار المقدسة" التي قبلها هو ذاته دون أن يوجه لها أي نقد وأعتمدها وأعاد تفسيرها بروح العهد الجديد "لا تظنوا أنى جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء ما جئت لأنقض بل لأكمل (23)"، أي لأعيد التفسير والفهم، في ضوء تعليمه هو الذي يكشف جوهر هذه الأسفار وغاية رسالتها الذي هو المسيح نفسه "فأن شهادة يسوع هي روح النبوة (24)". وقد أشار السيد إلى ما جاء عنه في أسفار العهد القديم في مواقف كثيرة، وعلى سبيل المثال قرأته لأحد نبوءات إشعياء النبي عنه في المجمع يوم السبت وتفسيره لها بقوله "أنه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم (25)"، وكذلك سؤاله لرؤساء اليهود عن كون المسيح ابن داود وربه "فإن كان داود يدعوه ربًا فكيف يكون أبنه (26)".

وقد عمل الرسل في كرازتهم بهذه الأسس الثلاثة للتعليم الذي تسلموه من سيدهم واستخدموا العهد القديم باعتباره الشاهد الأول للمسيح وفسروا نصوصه في ضوء العهد الجديد باعتبار أن العهد الجديد هو الاستمرار الطبيعي والفعلي للعهد القديم واقتبسوا منه وأشاروا إلى ما جاء فيه 2500 مرة منها حوالي 250 اقتباسًا مباشرًا وذلك في أسفار العهد الجديد.

وهكذا كان محور كرازة الرسل وجوهر بشارتهم، ما عمله وعلمه السيد المسيح وما جاء عنه في أسفار العهد القديم وشهادتهم هم أنفسهم كشهود عيان عاشوا مع المسيح وشاهدوا أعماله وسمعوا تعليمه منذ معمودية يوحنا إلى الصعود. وبعد الصعود وقبل حلول الروح القدس وقف بطرس الرسول في وسط التلاميذ "وكان عدة أسماء معًا نحو مئة وعشرين (27)" وتكلم عن ما جاء في العهد القديم عن خيانة يهوذا واختيار بديلًا له "قال أيها الرجال الأخوة كان ينبغي أن يتم هذا المكتوب الذي سبق الروح القدس فقاله بفم داود عن يهوذا الذي صار دليلًا للذين قبضوا على يسوع إذ كان معدودًا بيننا وصار له نصيب في هذه الخدمة. فأن هذا أقتنى حقلًا من أجرة الظلم وإذ سقط على وجهه أنشق من الوسط فانسكبت أحشاؤه كلها.. لأنه مكتوب في سفر المزامير لتصر داره خرابًا ولا يكن فيها ساكن وليأخذ وظيفته آخر. فينبغي أن الرجال الذين اجتمعوا معنا كل الزمان الذي فيه دخل إلينا الرب يسوع وخرج. منذ معمودية يوحنا إلى اليوم الذي ارتفع فيه عنا يصير واحد منهم شاهدًا معنا بقيامته (28)". وهكذا تم اختيار متياس على أسس تعليم المسيح الثلاثة، نبوات العهد القديم، تعليم المسيح وعمله والشهادة الرسولية له.

وبعد حلول الروح القدس مباشرة وقف بطرس مع الأحد عشر بما فيه متياس، وبدأ يخاطب الجماهير الغفيرة والتي كانت حاضرة في أورشليم للاحتفال بعيد الخمسين ويتكلم عن آلام المسيح وصلبه وقيامته، مستشهدًا بنبوة يوئيل عن انسكاب الروح القدس "هذا ما قيل بيوئيل النبي. يقول الله ويكون في الأيام الأخيرة أنى اسكب من روحي على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويرى شبابكم رؤى ويحلم شيوخكم أحلامًا"، وبنبوءة داود النبي عن قيامة المسيح "لأن داود يقول: فيه كنت أرى الرب أمامي في كل حين أنه عن يميني لكي لا أتزعزع. لذلك سر قلبي وتهلل لساني حتى جسدي أيضًا سيسكن على رجاء. لأنك لن تترك نفسي في الهاوية ولا تدع قدوسك يرى فسادًا.. أيها الرجال الإخوة يسوغ أن يقال لكم جهارًا عن رئيس الآباء داود أنه مات ودفن وقبره عندنا حتى هذا اليوم فإذا كان نبيًا وعلم أن الله حلف له بقسم أنه من ثمرة صلبه يقيم المسيح حسب الجسد ليجلس على كرسيه سبق فرأى وتكلم عن قيامة المسيح أنه لم تترك نفسه في الهاوية ولا رأى جسده فسادًا" ثم استشهد بشهادة رسل المسيح "فيسوع هذا أقامه الله ونحن جميعًا شهود لذلك (29)". وبعد شفاء المقعد عند باب الهيكل خاطب الرسول أيضا الجموع بنفس الطريقة والأسلوب؛ تذكيرهم للشعب بنبوات الكتاب "وأما الله فما سبق وأنبأ به بأفواه جميع الأنبياء أن يتألم المسيح تممه هكذا"، تقديمهم للرب يسوع، عمله وتعليمه "إليكم أولًا إذ قام الله فتاه يسوع أرسله يبارككم برد كل واحد منكم عن شروره"، ثم شهادة شهود العيان "ورئيس الحياة قتلتموه الذي أقامه الله من الأموات ونحن شهود لذلك (30)".

وفى كرازته لكرنيليوس القائد الروماني كان هذا هو نفس أسلوبه؛ ذكر النبوات وتفسيرها "له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا"، وتقديم شخص المسيح الفادي "يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة الذي جال يصنع خيرًا ويشفى جميع المتسلط عليهم إبليس لأن الله كان معه"، ثم شهادة الرسل له "ونحن شهود بكل ما فعل في كورة اليهودية وفى أورشليم (31)".

وكان هذا هو أسلوب بولس الرسول أيضا، ففي عظته أمام الحاضرين بمجمع إنطاكية بيسيدية قال "وأقوال الأنبياء التي تقرأ كل سبت تمموها إذ حكموا عليه.. ولما تمموا كل ما كتب عنه أنزلوه عن الخشبة (الصليب) ووضعوه في قبر. وظهر أيامًا كثيرة للذين حضروا معه من الجليل إلى أورشليم الذين هم شهوده عند الشعب (32)"، فسر النبوات وتكلم عن عمل المسيح وذكر شهادة الرسل لكل ذلك. وهذا ما أتبعه في كل مكان كان يذهب إليه ويكرز فيه، وكان ذلك أيضا هو جوهر تعليمه ورسائله "الإنجيل الذي بشرتكم به.. المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب وأنه دفن وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب.. وأنه ظهر للرسل أجمعين (33)".


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-012-Father-Abdel-Messih-Basiet-Abo-El-Kheir/006-Al-Engil-Kayfa-Koteb/The-Holy-Bible_Writing-n-Reaching-Us__033-Eye-Witnesses.html

تقصير الرابط:
tak.la/k27zaqc