حالكة كالغراب" (نش 5: 11).
"رأسه ذهب إبريز. قصصه مُسترسلة
بعد أن وصفت العروس حبيبها لبنات أورشليم وصفًا عامًا، تأخذ في وصفه بأكثر تفصيل وتدقيق متخذه في ذلك تشابيه بشرية... ونلاحظ أن العريس حينما أحصى صفات عروسه في (ص 4) أحصى لها سبع صفات للجمال. وهنا تذكر العروس عشر صفات لحبيبها مبتدئه من الرأس...
"رأسه ذهب إبريز" (= خالص).
الذهب الخالص يشير إلى لاهوت المسيح الذي فيه "يحل كل ملء اللاهوت جسديًا" (كو 2: 9). لقد أقامه الآب رأسًا للكنيسة "الذي منه كل الجسد بمفاصل ورُبط متوازرًا ومقترنًا ينمو نموًا من الله" (كو 2: 19)... وإذا كان هو الرأس فهو وحده كابن الله يقدر أن يدخل بالجسد كله إلى السماء. وإذا كان الرأس سماويًا فالجسد لا يقدر أن يعيش إلا على مستوى سماوي، ما دام متحدًا بالرأس... هذا هو سر حب العروس لعريسها. إنها -من خلال اتحادها به- تدخل به إلى السموات إلى حضن الآب.
وإذا كان الذهب الإبريز يشير إلى لاهوت المسيح، فإن القصص المسترسلة إشارة إلى ناسوته القدوس المتحد به اتحادًا فائقًا... إن هذا الشعر هم جماعة المؤمنين القديسين الذي لا تسقط منه واحدة بدون إذن أبيه. إنهم به يعيشون. لا يشيخون. ولذلك لا تظهر فيه شعرة بيضاء بل كله أسود حالِك كالغراب. إن المؤمن لا يشيخ بل يتجدد مثل النسر شبابه. هذا من عمل الروح القدس الذي على أساسه تقوم الشركة بين الأعضاء والرأس، فتبقى الأعضاء في كمال قوتها من خلال الرأس الذي لا يضعف أبدًا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/7gqq2z8