يقول معلمنا بولس الرسول: "هكذا فليحسبنا الإنسان كخدام المسيح ووكلاء سرائر الله. ثم يُسأل في الوكلاء لكي يوجد الإنسان أمينًا" (1كو4: 1، 2).. بولس الرسول هو وكيل سِر.. ويقول نحن خدام للمسيح ولكن وكلاء للأسرار.. فالسيد المسيح صعد إلى السماء وأقام وكلاء له في الكنيسة.. ويستطيع الوكيل أن يقوم بالعمل المكلّف به من صاحب المصلحة.
فإذا أراد أحد أن يبيع قطعة أرض مثلًا، وليس لديه الوقت أن يذهب إلى الشهر العقاري، أو أن يسافر ليتفاوض في البيع، فيقوم بعمل توكيل لشخص ما ثم يقوم هذا الشخص الذي صار وكيلًا بإجراءات البيع ليس من ملكه الخاص ولا بقدرته الذاتية، لكن بحكم التوكيل المسجّل الممنوح له. فالتوكيل له قوة، وله مفعول..
يتكلم القديس بولس الرسول عن الأسقف أنه وكيل الله "لأنه يجب أن يكون الأسقف بلا لوم كوكيل الله" (تي1: 7)، فليس بولس الرسول، ولا بطرس الرسول، ولا الاثني عشر، فقط هم وكلاء الله، بل الأمر استمر أيضًا من بعدهم لخلفائهم.
لم يكن بولس الرسول من الاثني عشر، ولا من السبعين رسولًا، بل على العكس كان يضّطهد الكنيسة.. وحيث إن السيد المسيح قد دعاه، والكنيسة وضعت اليد عليه، وأخذ الرسولية، صار وكيلًا لله "وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس أفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه. فصاموا حينئذ وصلوا ووضعوا عليهما الأيادي ثم أطلقوهما. فهذان إذ أُرسلا من الروح القدس" (أع13: 2-4). أُرسلا من الروح القدس عن طريق الكنيسة التي وضعت اليد عليهما.
قال القديس بولس الرسول لتلميذه تيطس "من أجل هذا تركتك في كريت لكي تكمل ترتيب الأمور الناقصة وتقيم في كل مدينة قسوسًا كما أوصيتك" (تى1: 5) أقام بولس الرسول تيطس أسقفًا وقال له لقد تركتك في كريت لكي تُقيم في كل مدينة قسوسًا كما أوصيتك (اقرأ مقالًا آخرًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. هذا هو العمل الكهنوتي الرعوي في الكنيسة.
ولذلك يقول معلمنا بولس الرسول في رسالته الأولى لكورنثوس "فوضع الله أناسًا في الكنيسة، أولًا رسلًا، ثانيًا أنبياء، ثالثًا معلمين، ثم قوات وبعد ذلك مواهب شفاء" (1كو12: 28) وضع الله أناسًا في الكنيسة.
ويقول أيضًا "وهو أعطى البعض أن يكونوا رسلًا، والبعض أنبياء، والبعض مبشرين، والبعض رعاة ومعلمين" (أف4: 11).
يرفض البروتستانت أن يكون هناك وكيل بينهم وبين الله، ويقولون ليس هناك وسيط بين الله والناس إلا يسوع المسيح "لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح" (1تى2: 5). بالطبع لا أحد يقدر أن يغفر الخطية بدمه، ولا أن يتوسط بين الآب وبين البشرية من أجل مغفرة الخطايا، ويدفع ثمن هذا الغفران إلا السيد المسيح.. فمن يستطيع أن يكفّر عن خطايا الناس بذبيحة نفسه إلاّ السيد المسيح؟! ومن يُخلِّص؟ ومن يغسل بدمه؟! إلاّ السيد المسيح.. نحن جميعًا نتفق في هذا الأمر.
السيد المسيح له وكلاء.. والوكيل ليس له نفس سلطان المسيح أن يغفر بدمه هو شخصيًا، لكنه يغفر بدم المسيح الذي وكَّله. فهو مجرد وكيل لا يعطِى مما يملكه، بل يأخذ من استحقاقات السيد المسيح ويمنح للمخدومين لذلك يقول "هكذا فليحسبنا الإنسان كخدام المسيح ووكلاء سرائر الله" (1كو4: 1).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/2dkwzf2