إن الله منزه عن الخطية، والتجسد ليس خطية والسيد المسيح جاء قدوس وبلا خطية. والجميع يعترفون بهذا والله منزه عن التغير ونحن نقول إن لاهوته متحد بناسوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير، والتجسد لم يجعل اللاهوت يتغير بدليل أننا نقول إن السيد المسيح مات بحسب الجسد، وليس بحسب اللاهوت. فعند التجسد لم يمت اللاهوت أي أن لاهوته لم يتغير قبل وبعد التجسد. فطبيعته الإلهية لم تتغير. إذن فلا يوجد تغير ولا خطية، ولكن التجسد كان لأجل خلاص البشرية ولإظهار حب الله.
وكما ظهر الله لموسى على هيئة نار في العليقة والكل يعترفون بذلك.. وكلمه قائلًا "أنا الله" وقد رآه على هيئة نار مشتعلة في الشجرة. إذن الله من الممكن أن يظهر. فأيهما أفيد وأفضل؟! أن يظهر على هيئة نار؟ أم أن يظهر كفادٍ ومخلص، لكي يظهر لنا محبته على الصليب؟!! إن العليقة المشتعلة بالنار في برية سيناء كانت تشير إلى التجسد في بطن العذراء مريم حيث لم يحترق الناسوت لسبب اتحاده باللاهوت، وتشير إلى الصليب، لأنه على الصليب اشتعلت نار العدل الإلهي. والشجرة التي ترمز إليها العليقة هي خشبة الصليب. لذلك يذكرنا مشهد الصليب بالمشهد الذي رآه موسى على الجبل.
وهنا قد أوضحنا أن السيد المسيح هو ابن الله الوحيد الذي تجسّد لأجل خلاصنا، لكي يفدينا وأعطانا حياته لكي نعيش بها كما يقول بولس الرسول "وهو مات لأجل الجميع كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام" (2كو5: 15) فهل نحيا نحن وندرك أننا لسنا لذواتنا ولا لشهواتنا بل للمسيح الذي اشترانا بدمه..؟
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/2v4xxqr