سهلت تقنيات الطباعة الحديثة نشر التراث الرهباني مثله في ذلك مثل شتى أنواع المعارف، فطبعت مئات القصص الرهبانية وقد أعجب الشبان بالبطولات النسكية أيما إعجاب وأحبوا فلسفة الرهبان في تناول أمور الحياة والسلوك ما بين الصمت والكلام والصوم والطعام والهدوء والحركة والإدانة والمديح وما إلى ذلك، ولعل الزيف والانحلال والانحراف واختلاط المفاهيم في العالم كان من بين الأسباب التي جعلت الشبان يبحثون عن حياة تخلو مما يرونه ويعانونه.
كما أُعجب الشباب بالواقف المنسوبة إلى آباء البرية مما يستحق التسجيل، ما بين راهب يحمل ضبعة على كتفه إلى آخر يسكن مع ثعبان ضخم إلى ثالث يقف بالأربعين يومًا صائمًا مصليًا. ورابع يقهر الشياطين وغيره يبصر المسيح والملائكة والقديسين وغير ذلك مما تسبب في زيادة ولع الشباب بتلك الحياة.
ولعله من الملاحظ جيدًا في الآونة الأخيرة إقبال الشعب على ذلك النوع من الكتابات التي تتناول معجزات القديسين (وهي تحقق أعلى نسبة مبيعات من بين أنواع الكتابات المختلفة حتى لقد استغلها البعض كتجارة تدر ربحًا لا بأس به) فالشعب القبطي شعب ناسك بطبيعته، بسيط يتقبل كل شئ، الأرض منفتحة عنده على السماء، يميل إلى كل ما فيه نسك وزهد ويسعى حثيثًا لذلك سواء في بعض الشخصيات أو الكتابات أو الأصوام أو الأفلام أو الآثار.
هنا ويجب الإشارة إلى ضرورة نشر سير القديسين بمنهج وفكر إنجيلي، وليس نسكي خيالي غير واقعي، كما يجب عدم التركيز على المعجزات فقط، وإنما المنهج الذي عاشه الأب وكيف كان تدبيره الروحي.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/a6x6wcn