وتتابع جريدة الفجر " قصة اكتشاف إنجيل يهوذا في مصر. وتهريبه منها.. ثم عودته إليها, قصة عجيبة, تحيط بها عشرات من علامات الاستفهام. لقد اكتشف الفلاحون المصريون تلك المخطوطات لإنجيل يهوذا في إحدى قري محافظة المنيا في أواخر السبعينيات (1978 م.).. ولأنهم لم يعرفوا اللغة التي كتب بها, ولا معني ما ورد فيه. باعوه لرجل من القاهرة باعه بدوره إلى أحد تجار الآثار, الذي لم يفهم مدى أهميتها, فألقاها بإهمال في مخازنه.
ظلت المخطوطات مع تاجر الآثار المصري حتى رآها أحد الخبراء السويسريين معه.. كان ذلك الخبير واعيًا بما يكفي بمعنى تلك المخطوطات, فسرقها وهربها إلى سويسرا.. لكنها عادت مرة أخرى إلى القاهرة.. غالبًا بعدما استعادها تاجر الآثار المصري الذي نبهته سرقة المخطوطات إلى مدى أهميتها.. كل تلك المحاولات عرضت المخطوطات إلى تدمير عنيف.. جعل أجزاء منها ممسوحة تمامًا. أو مقطعة إلى أجزاء, بشكل يوحي بأن احدهم مزقها في محاولة لبيعها إلى من يدفع أكثر.. سواء كانوا واحدًا أو أكثر.
فشل تاجر الآثار المصري في بيع تلك المخطوطات التي أراد الكل الحصول عليها مجانًا ولو بسرقتها.. فألقاها بإهمال في احدي الخزائن البنكية في لونج ايلاند بنيويورك, وظلت هناك لمدة 16 سنة دمرتها أكثر, وزادت من صعوبة قراءة المكتوب فيها.
كان ذلك قبل أن تظهر في الصورة باحثة اسمها " فريدا نوسبرجر " (اقرأ مقالًا آخرًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). هي خبيرة سويسرية في الآثار وكانت أحد أهم المتعاملين مع مهرب الآثار المصري طارق السويسي الذي يواجه عقوبة الحبس حاليًا. كان اسم طارق السويسي هو الاسم الذي ورد في أوراق كل من اهتم بتاريخ إنجيل يهوذا..ولم يجهل احدهم الإشارة صراحة إلى الصلة التي كانت تربط بينه وبين " فريدا " قبل دخوله السجن.. ويبدو أن طارق السويسي هو الذي كتب الفصل الختامي لخروج إنجيل يهوذا من مصر كما يقول الباحث مايكل فان رين. أحد كبار الباحثين في الآثار , وصاحب الاهتمام الخاص بإنجيل يهوذا .. أن ذلك الرجل هو أحد أعداء تجارة التهريب غير الشرعي للآثار ولذلك لم يتردد في فضح فريدا نوسبرجر, ولا في الإعلان للناس عن محاولتها بيع مخطوطات إنجيل يهوذا, بعد أن حصلت عليها بشكل غير قانوني من مصر, إلى تاجر أثار أمريكي في أوهايو اسمه بروس فيريني مقابل 2,5 مليون دولار.
لكن.. فشلت محاولة بيع إنجيل يهوذا إلى تاجر الآثار الأمريكي بعدما انكشفت المسألة وتزعم مايكل فان رين حملة تطالب بإعادة هذا الإنجيل إلى مصر, لأنها الدولة الوحيدة التي تمتلك الحق في تلك المخطوطات التي تم اكتشافها في أراضيها.. وأمام تلك الحملة قدمت المؤسسة السويسرية المخطوطات إلى مجلة ناشيونال جيوجرافيك National Geographic.. العلمية.. الجادة, التي لم تتردد بدورها في تشكيل فريق بحث ضخم من الخبراء والمؤرخين والمترجمين لفك غموض ذلك الإنجيل العجيب.. الحائر.. والمثير أن كل من يعملون في المشروع مقتنعون تمامًا بضرورة إعادة النسخة الأصلية إلى مصر بعد أن ينتهوا منه, هو أمر, تعهدت مؤسسة " مسيناس " السويسرية التي تمتلك الإنجيل بإعادته رسميًا إلى مصر بعد ترجمة محتوياته ونشرها.. وانتهت القصة نهاية سعيدة بأن تفضلت الحكومة المصرية بقبول العرض الذي قدمته لها المؤسسة السويسرية. دون أن تعرف على الأرجح معنى، ولا مدى أهمية المخطوطات التي ستعيدها سويسرا إليها".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/dz5na67