القرن مادة صلبة ناتئة بجوار الأذن في رؤوس البقر والغنم ونحوها. وفي كل رأس قرنان غالبًا (فوحيد القرن - الكركدن - له قرن واحد). ولأن القرن مجوف ومن السهل صقله، فهو يستخدم في الكتاب المقدس حرفيًا ومجازيًا. (والكلمة في العبرية هي" قِرن"، أشبه بها في العربية). فيستخدم حرفيًا للدلالة على:
(1) قرون الحيوانات، فنقرأ مثلًا أن إبراهيم رفع" عينيه ونظر وإذا كبش وراءه مُمْسَك في الغابة بقرنيه" (تك 22: 13؛ انظر أيضًا تث 33: 17).
(2) استخدامه كإناء لحفظ السوائل والدهن والطيب (أوعية للسوائل ولَا سِيَّمَا الزيوت والعطور). فنقرأ أن الرب قال لصموئيل النبي عندما أرسله لمسح داود بن يسي: "املأ قرنك دهنًا وتعال أرسلك إلى يسي البيتلحمي"،" فأخذ صموئيل قرن الدهن ومسحه في وسط إخوته (1 صم 1:16، 13). وكذلك عندما أخذ "صادوق الكاهن قرن الدهن من الخيمة ومسح سليمان" (1 مل 39:1). ويبدو أنها كانت أحيانًا تُطعم بالعاج والأبنوس (حز15:27).
(3) كان لمذبح المحرقة النحاسي في فناء خيمة الاجتماع أربعة قرون كان يرش عليها دم الذبائح أو تمس به (خر 27: 2؛ 29: 12؛ 30: 3، 10؛ 37: 25، 26؛ 38: 2؛ لا 8: 15؛ 9: 9؛ 16: 8؛ انظر أيضًا حز 43: 15، 20)، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى. كما يبدو أنها كانت تربط بها الذبيحة (انظر مز 118: 27) وعندما هرب أدونيا من وجه سليمان عندما ملك، دخل إلى الخيمة "وتمسك بقرون المذبح" (1 مل 50:1) ولكنه وإن كان قد نجا مؤقتا من الموت فإنه قُتل أخيرًا (1 مل 25:2) وكذلك هرب يوآب إلى خيمة الرب وتمسك بقرون المذبح ولكن لم يعفه ذلك من الموت إذ دخل إليه بناياهو بن يهوياداع وبطش به كأمر الملك سليمان (1 مل 34:2)، تنفيذًا لأمر الشريعة (خر 14:21).
(4) كذلك كان لمذبح البخور - المذبح الذهبي داخل القدس - أربعة قرون كانت تمسح بدم الذبائح (خر 30: 3؛ 20؛ 37: 25، 26؛ لا 4: 7؛ رؤ 9: 13).
(5) كانت القرون تستخدم أبواقًا للهتاف (يش 5:6؛ 1 أخ 5:25). إلا أن بعض الأبواق الموسيقية كان يصنع من الفضة أو غيرها من المعادن.
وكانت القرون تستخدم مجازيًا للدلالة على:-
1) القوة والعظمة والمجد، فيقول موسى في بركته ليوسف: "قرناه قرنا رئم" (تث 17:33) وذلك لأن قرون الحيوان هي سلاحه للدفاع عن نفسه وللهجوم أيضًا، ومن هنا جاءت عبارات مثل يقول داود: "الرب إله صخرتي به أحتمى، ترسي وقرن خلاصي" (2 صم 3:22؛ مز 2:18). وتقول العذراء المطوبة: "أقام لنا قرن خلاص" (لو 69:1)، فالرب يسوع المسيح هو وحده"قرن الخلاص". كما أن عبارات مثل "ارتفع قرني بالرب"،"يرفع قرن مسيحه" (1 صم 10:2، 10)، "وانتصب قرنه" أو" نصب قرني "(مز 89: 17، 24؛ 92: 10؛ 112: 9؛ 148: 14؛ مراثي 2:3، 17؛ عا 6: 13؛ ميخا 4: 13) تعني أن الرب هو الذي يعطي الغلبة والانتصار.
وقد عمل صدقيا بن كنعنة -النبي الكذاب- "لنفسه قرني حديد، وقال لأخآب الملك،" بهذه تنطح الأراميين حتى يفنوا" (1 مل 22: 11؛ 2 أخ 18: 10).
ويقول أيوب: "دسست في التراب قرني. احمر وجهي من البكاء" (أي 15:16) أي وضعت رمز قوتي في التراب تعبيرًا عن التواضع والتذلل أمام الرب.
2) الكبرياء والتفاخر: فيقول المرنم: "لا ترفعوا قرنًا، لا ترفعوا إلى العلي قرنكم. لا تتكلموا بعنق متصلب" (مز 4:75، 5) أي لا تتكبروا ولا تفتخروا لأن "كل قرون الأشرار أعضب. قرون الصديق تنتصب" (مز 10:75).
3) يقول الرب: "هناك أنبت قرنًا لداود. رتبت سراجًا لمسيحي" (مز 132: 17؛ انظر أيضًا حز 29: 21) أي أن الرب سيقيم من نسل داود من يجلس على العرش، وهي وإن كانت تشير إلى الملوك من نسل داود، الذين جلسوا على العرش فعلًا، فإنها تشير في مرماها البعيد إلى الملك الحقيقي (المسيا) الذي سيجلس على عرشه إلى الأبد.
4) تستخدم القرون في أسفار دانيال وزكريا ورؤيا يوحنا (دانيال 7: 7- 24؛ 8: 3- 21؛ زك 1: 18- 21؛ رؤ 12: 3؛ 13: 1، 11؛ 17: 3- 16) إشارة إلى ممالك أو ملوك (مملكة أو مُلْك) (انظر رؤ 12:17).
5) عصر من الزمان (اي 8: 8).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/mrpgk3s