← اللغة الإنجليزية: Jealousy - اللغة العبرية: קנאה - اللغة اليونانية: Ζήλια - اللغة اللاتينية: Zelus.
الغيرة: الريبة في تصرفات أو أهواء شخص آخر من شدة التعلق به، والاهتمام بأمره وهي تدل على رعاية الله للخليقة والاهتمام بها (مز 69: 9؛ يو 2: 17). ومنها غيرة الله على المعبودات الأخرى وغضبه على الإنسان الذي يعبد غيره (خر 20: 5؛ تث 29: 20؛ مز 78: 58؛ حز 8: 3؛ 16: 38؛ صف 1: 18؛ زك 1: 14؛ 1 كو 10: 22). ومن أوصاف الكتاب للغيرة الإيمانية أنها شعور مضطرم عند المؤمنين، وأنها تحرض الإنسان على فعل الخير، والتبشير بالله، وتمجده، وتعطيل الأوثان إلخ...
(1) في العهد القديم:
والكلمة في اللغة العبرية هي "قانا"، وتعني الحماس العاطفي للدفاع عن شخص أو شيء ما، أو للقيام بخدمة ما. كما أنها قد تعني الحسد ، كما في "لا تغر من الأشرار ولا تحسد عمال الإثم.. ولا تغر من الذي ينجح في طريقه.. ولا تغر لفعل الشر" (مز 37: 1، 7، 8؛ 73: 3).
وقد تُرْجِمَت الكلمة العبرية "قانا" بمعنى "حسد" (تك 26: 14؛ 37: 11). والغيرة بهذا المعنى مؤذيه لصاحبها "لأن الغيظ يقتل الغبي، والغيرة تميت الأحمق" (أي 5: 2؛ أم 14: 30). ويُفهم المعنى المقصود من القرينة .
وترد عبارة " غيرة رب الجنود "جملة مرات (2مل 19: 31؛ إش 9: 7؛ 37: 35؛ انظر أيضًا عد 25: 11؛ 1 مل 19: 10، 14؛ مز 79: 5؛ إش 26: 11؛ 63: 15؛ حز 5: 13؛ 23: 5؛ 36: 5، 6؛ 38: 19؛ 39: 25)، فالرب يغار على مجده وعلى شعبه وعلاقتهم به، كما يغار الزوج على زوجه (إش 54: 5، 6؛ إرميا 2: 2؛ هو 2: 19؛ انظر أيضًا حز 16؛ زك 1: 14؛ 8: 3). وقد قال الرب عن نفسه: "أنا الرب إلهك، إله غيور " (خر 20: 5؛ انظر أيضًا خر 34: 24؛ تث 4: 24،6: 15؛ 29: 20؛ يش 24: 19..).
كما يقول الرب عن نفسه كالديان، إنه "لبس الانتقام كلباس، واكتسى بالغيرة كرداء.. هكذا يجازى مبغضيه سخطًا وأعداءه عقابًا" (إش 59: 17، 18؛ 63: 3-6؛ انظر أيضًا صف 1: 18؛ 3 : 8؛ رؤ 6: 15 -17).
ويسجل العهد القديم غيرة رجال الله الأتقياء على مجد الرب، مثل "فينحاس" الذي غار غيرة الرب وقتل المرأة المديانية ورفيقها الإسرائيلي (عد 25: 6-13؛ مز 106: 30، 31). وغيرة " إيليا " الذي قتل أنبياء البعل والسواري (1مل 19: 10، 14) وياهو الذي قضى على بيت أخاب وقتل جميع أنبياء البعل وكل عابديه (2 مل 10: 9-26).
ويقول المرنم بروح النبوة عن الرب يسوع المسيح: "غيرة بيتك أكلتني" (مز 69: 6؛ انظر يو 2: 17).
وفي وقت داريوس الملك المادي، "فَفَاقَ دَانِيآلُ هذَا عَلَى الْوُزَرَاءِ وَالْمَرَازِبَةِ، لأَنَّ فِيهِ رُوحًا فَاضِلَةً. وَفَكَّرَ الْمَلِكُ فِي أَنْ يُوَلِّيَهُ عَلَى الْمَمْلَكَةِ كُلِّهَا" (دا 6: 3)، فغار بسبب ذلك الْوُزَرَاءَ وَالْمَرَازِبَةَ، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى. "فكَانُوا يَطْلُبُونَ عِلَّةً يَجِدُونَهَا عَلَى دَانِيآلَ مِنْ جِهَةِ الْمَمْلَكَةِ" (دا 6: 4). وبسبب تلك الغيرة استصدروا أمرًا من الملك بألا يصلي أحدًا أو يطلب شيئًا إلا من الملك، وعندما استمر دانيال البار في الصلاة، اشتكوا عليه وتم إلقاؤه في جُب الأسود.
(2) في العهد الجديد:
والكلمة اليونانية المستخدمة في العهد الجديد هي "زيلو" بمعنى "يغار" ومشتقاتها ، وهي مثل "قانا" العبرية، تحمل مفهوم "الغيرة" بمعناها الحسن، و"الغيرة" بمعناها السيئ أي "الحسد"، ويُفهم المعنى المقصود من القرنية. فهي تُترجم إلى "حسد" (أع 7: 9؛ يع 4: 2)، وإلى "غيرة" بمعناها الحسن (1كو 12: 31؛ 14: 13؛ 2 كو 7: 7، 11؛ 9: 2؛ 11: 2؛ كو 4: 13؛ تي 2: 14؛ رؤ 3: 19).
ويقول الرسول بولس عن نفسه إنه كان "أوفر غيرة في تقليدات آبائي" (غل 1: 14). كما يقول: "من جهة الغيرة مضطهد للكنيسة" (في 3: 6؛ انظر أيضًا غل 1: 13؛ أع 22: 3) لأنه كان يفعل ذلك " بجهل في عدم إيمان" (1 تي 1: 13).
ويقول الرسول بولس للكنيسة في كورونثوس: "فإني أغار عليكم غيرة الله، لأني خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح" (2كو 11: 2).
ويكتب الرسول بولس للغلاطيين قائلًا : "حسنة هي الغيرة في الحسنى" (غل 4 : 18). فلا خطأ في الغيرة المقدسة التي تدفع إليها التقوى ومخافة الرب والسعى لإكرامه. بل إن الله ينتظر من أولاده أن يغاروا على مجده ويطلب منهم أن يكونوا " غير متكاسلين في الاجتهاد. حارين في الروح، عابدين الرب" (رو 12: 11) وقد بذل المسيح "نفسه لأجلنا لكي يفدينا من كل إثم ويطهر لنفسه شعبًا خاصًا غيورًا في أعمال حسنة" (تي 2: 14). كما يطلب من المؤمنين أن يكونوا غيورين للمواهب الروحية لأجل بنيان الكنيسة" (1 كو 14: 12).
وقد أغار الشعب قديمًا، الله بالأكاذيب، بما ليس إلهًا" (تث 32: 16) وبتماثيلهم (مز 78: 58). ويحذرنا الرسول من أن نحذو حذوهم، قائلًا: "أم نُغير الرب. ألعلنا أقوى منه" (1كو 10: 22).
* انظر أيضًا: احتد، المحبة، حمية، كتاب الغيرة المقدسة للبابا شنوده الثالث.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/wqas53c