St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary  >   14_SAD
 

قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية

شرح كلمة

صدَقة

 

(صدقات) لم تَرِد هذه الكلمة في العهد القديم غير أنه كثرت الإشارة إلى وجوب فعل الرحمة والسخاء في العطاء. ومما وجب على بني إسرائيل ترك بقايا المواسم والحصاد في زوايا الحقل والكرم ليلتقطها الفقراء (لا 19: 9، 10؛ 23: 22؛ تث 15: 11؛ 24: 19). وكان مطلوبًا منهم أن يأتوا بتقدمة من أول ثمر أرضهم للكاهن ليقدمها للرب (تث 26: 2-13). ويظهر من قصة راعوث أن عادة الالتقاط التي لم تزل إلى الآن، كانت جارية في أيامها. وكل سنة ثالثة كان يعطى عشر محاصيل الأرض للاوي واليتيم والغريب والأرملة (تث 14: 28، 29) وكذلك مدح من تصدق على الفقراء في أماكن أخرى من الكتاب (اي 31: 17؛ مز 41: 1؛ 112: 9). وكان في الهيكل صندوق لقبول عطايا لتربية أولاد الفقراء. وكان التصدق من جملة أعمال الفريسيين التي افتخروا بها. ولم يكن ربنا يوبخهم لأجل صدقتهم بل لأجل افتخارهم بها (مت 6: 2). وكثرت الإشارة في العهد الجديد إلى الصدقة وكيفيتها (أع 10: 31؛ رومية 15: 25-27؛ 1 كو 16: 1-4).

الصدقة هي ما يعطى للفقراء والمحتاجين لوجه الله.

 

St-Takla.org Image: Job remembers the good old days (Job 29:1-25) صورة في موقع الأنبا تكلا: أيوب يتذكر الأيام الحلوة (أيوب 29: 1-25)

St-Takla.org Image: Job remembers the good old days (Job 29:1-25)

صورة في موقع الأنبا تكلا: أيوب يتذكر الأيام الحلوة (أيوب 29: 1-25)

1- في العهد القديم:

لا تَرِد كلمة "صدقة" صراحة في العهد القديم، ومع ذلك فالعهد القديم يشدد على واجب العطف على الفقراء ومساعدتهم والإحسان إليهم، فيقول الله للشعب قديمًا: "لأنه لا تفقد الفقراء من الأرض، لذلك أنا أوصيك قائلًا: افتح يدك لأخيك المسكين والفقير في أرضك" (تث 15: 11). كما تأمر الشريعة: "عندما تحصدون حصيد أرضكم لا تكمل زوايا حقلك في الحصاد. ولقاط حصيدك لا تلتقط. وكرمك لا تعلله، ونثار كرمك لا تلتقط. للمسكين والغريب تتركه. أنا الرب إلهكم" (لا 19: 9، 10؛ 23: 22) و"إذا حصدت حصيدك في حقلك ونسيت حزمة في الحقل، فلا ترجع لتأخذها، للغريب وإليتيم والأرملة تكون لكي يباركك الرب إلهك في كل عمل يديك. وإذا خبطت زيتونك فلا تراجع الأغصان وراءك. للغريب واليتيم والأرملة يكون..." (تث 24: 19- 22).

وكان مسموحًا للإسرائيلي -في لفتة خاصة للفقراء والجياع- أن يأكل حتى الشبع من سنابل أي حقل يمر به، وثمار أي كرم، على أن لا يحمل شيئًا معه (تث 23: 24، 25).

وفي آخر كل ثلاث سنين، كان على الإسرائيلي ان يُخرج كل عشر محصوله في تلك السنة ويضعه في أبوابه ليأخذ منه اللاوي والغريب واليتيم والأرملة ليأكلوا حتى الشبع (تث 14: 28، 29). كما كانت الأرض تترك بلا زرع في السنة السابعة "ليأكل فقراء شعبك" (خر 23: 11).

وكان الدافع لكل هذا الكرم والسخاء هو الطاعة لأمر الرب وليذكروا مراحمه معهم إذ أخرجهم من بيت العبودية، وأملًا في المُجَازاة (تث 15: 2-6؛ 24: 19، 22). وكان عليهم أن يذكروا أنه " لا تفقد الفقراء من الأرض" (تث 15: 11). ولكن كان هذا الفقر استثناء وليس أمرًا شائعًا طالما كانوا يطيعون شريعة الله (تث 15: 3- 6). ولان بني إسرائيل كانوا شعبًا زراعيًا، فكان الفقر عادة نتيجة التكاسل والتراخي (أم 20: 4؛ 24: 30- 34). وكقصاص الله على بيت عالي الكاهن، هو "أن كل من يبقى في بيته يأتي ليسجد له لأجل قطعة فضة ورغيف خبز، ويقول: ضمني إلى إحدى وظائف الكهنوت لأكل كسرة خبر" (1 صم 2: 36). كما أن عقاب الشرير الذي يضطهد أولاد الله هو أن يتوه "بنوه تيهانًا ويستعطوا ويلتمسوا خبزًا من خربهم" (مز 109: 10).

وكان أيوب مشهورًا بكرمه للفقراء (أى 29: 12- 17؛ 31: 16- 23). ويعلن سفر الأمثال أن الرحمة على الفقير دليل الصلاح (أم 14: 21)، وان"من يرحم الفقير يقرض الرب وعن معروفه يجازيه" (أم 19: 17). وقد شجب الأنبياء ظلم الفقير وأعلنوا أنه سبب الدينونة الوشيكة (إش 3: 14؛ 10: 2، 3؛ عاموس 8: 4- 8).

 

2- في الأسفار القانونية الثانية:

بعد العودة من السبي بدأ الاهتمام بالصدقات لان الفقر كان منتشرًا بينهم (انظر الأصحاح الخامس من سفر نحميا) (نح 5)، وأصبح التسول حرفة للفقراء والمساكين. وشيئًا فشيئًا فقد صنع الإحسان الدافع الداخلي والاعتراف بأفضال الله، وأصبح يصنع طلبًا للجزاء، بل اعتبروا أنه قيمة الذبائح والكفارة. ونجد ذلك واضحًا في حكمة يسوع بن سيراخ، حيث يقول "الماء يطفئ النار الملتهبة والصدقة تكفر الخطايا" (سي 3: 33؛ 29: 15، 16). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). بينما جاء في سفر طوبيا: "الصدقة تنجى من الموت، وتمحو الخطايا، وتؤهل الإنسان لنوال الرحمة والحياة الأبدية "(طوبيا 12: 9)، فقد اعتبروا "القيام بأعمال الرحمة وسيلة بها يمكن أن يحسب الإنسان بارًا في نظر الله، مثل إتمام وصايا الناموس".

وقد سادت هذه النظرة من الخلط بين البر والصدقة، بين اليهود في أيام حياة المسيح على الأرض، مستندين أيضًا إلى ما جاء في (سفر الأمثال 11: 5، 6)، إذ اعتبروا خطأ - أن البر المُشار إليه هنا هو صنع الصدقة، كما كانوا يستندون على ما قاله دانيال لنبوخذنصر: "فارق خطاياك بالبر وآثامك بالرحمة للمساكين" (دانيال 4: 27). ولكن دانيال لم يقل لنبوخذنصر أن يفارق خطاياه ويعمل الرحمة لكي تغفر خطاياه، بل "لعله يُطال اطمئنانك" أي لعل الله يتمهل عليه في إنزال العقاب به لإذلال كبريائه وما يقتبسه الرسول بولس من (المزمور 112: 9): "فَرَّق. أعطى المساكين. بِرّه يبقى إلى الأبد" (2 كو 9: 9)، لم يقصد به الرسول أن الصدقة تبرر الإنسان، ولكنها علامة خارجية على السلوك المستقيم وعلى البر القلبي.

ويكاد لا يَرِد شيء عن الصدقة في مخطوطات البحر الميت، وذلك لأنهم كانوا يعيشون حياة مشتركة، فلم يكن لأخذ احتياج.

 

3 في العهد الجديد:

تَرِد كلمة "صدقة" في العهد الجديد -في الأصل اليوناني- أربع عشرة مرة، ترجمت في اثنتي عشرة مرة في العربية (ترجمة فانديك) إلى "صدقة أو صدقات" (مت 6: 1، 2، 3، 4؛ لو 11: 41؛ 12: 33؛ أع 3: 2، 3، 10؛ 10: 4، 31؛ 24: 17)، ومرة إلى "إحسانات" (أع 9: 36)، ومرة أخرى إلى "حسنات" (أع 10: 2).

ويجب أن نفهم تعليم الرب يسوع عن الصدقة في ضوء الآراء والممارسات الفرنسية. فأقواله في (أنجيل متى 6: 2-4) تفترض أن أتباعه أيضًا سيصنعون صدقات. وقد فعل يسوع وتلاميذه ذلك فعلا (انظر يو 13: 29)، فهو لم يدن مساعدة الفقراء، ولكنه وبخ مفاخرتهم وتباهيهم بصنع الصدقة طلبًا للمديح. وعبارة: "متى صنعت صدقة، لا تصوت قدامك بالبوق" (مت 6: 2) يجب إلي تحمل على معناها الحرفي، إذ لا دليل على أنهم كانوا يفعلون ذلك، بل تحمل على المعنى المجازي، بمعنى الإعلان عما يصنعونه من صدقات.

ولقد حث الرب على العطاء بسخاء (مت 5: 42؛ لو 6: 38). وهو لم يمتدح مقدار العطاء، بل امتدح المحبة والإيثار وإنكار الذات، التي دفعت لذلك (مرقس 12: 42-44). وقد حث أتباعه على العطاء عن دوافع روحية (لو 11: 41؛ 12: 33)، لأن العطاء يحطم أغلال المادية (مت 19: 21). كما علمَّ تلاميذه أنه: "مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ" (أع 20: 35).

وحظيت العناية بالفقراء، بالاهتمام الواجب من الكنيسة الأولى، إذ"لم يكن أحد يقول أن شيئًا من أمواله له، بل كان عندهم كل شيء مشتركًا.. إذ لم يكن فيهم أحد محتاجًا.. وكان يوزع على كل أحد كما يكون له احتياج" (أع 4: 32- 35). ولما كثر عدد التلاميذ، انتخبوا سبعة رجال منهم للقيام على حاجة الفقراء (أع 6: 1- 6).

وقد حث الرسول بولس على العطاء للفقراء واضعًا نفسه مثالًا (أع 24: 17؛ رو 15: 25- 27؛ 1 كو 16: 1، 2؛ 2 كو 8: 9؛ غل 2: 10). كما علَّم بذلك (رو 12: 13؛ أف 4: 28؛ 1 تي 6: 18). ولكنه حث على إعطاء الفقراء وليس الكسالى (2 تس 3: 10). كما حث على الاجتهاد في العمل ليكون للمؤمن "أن يعطي من له احتياج" (أف 4: 28). فليس للتسول مكان في تعليم الرسول بولس.

ويقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين: "لا تنسوا فعل الخير والتوزيع، لأنه بذبائح مثل هذه يسر الله" (عب 13: 16). كما يشدد الرسول يعقوب ، والرسول يوحنا على أهمية استعداد المؤمن قلبيًا لمشاركة الفقراء في أعوازهم، إذ في ذلك الدليل على أن إيمانه حي (يع 2: 14- 17) وأن محبة الله فيه حقيقية (1 يو 3: 16- 18).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary/14_SAD/SAD_015.html

تقصير الرابط:
tak.la/vb6kqa7