← اللغة الإنجليزية: Blood - اللغة العبرية: דם - اللغة اليونانية: Αίμα - اللغة الأمهرية: ደም - اللغة الأرامية: ܕܡܐ - اللغة اللاتينية: Sanguis.
وهي نفس الكلمة في العبرية، والأرجح أنها مشتقة من كلمة "آدم" بمعني "أحمر". والدم هو ذلك السائل اللزج المعروف واللازم للحياة، والذي يسري في جميع الشرايين والأوردة والشعيرات الدموية في كل الجسم الحي، لينقل الأكسجين والغذاء إلى الأنسجة، وليأخذ منها ثاني أكسيد الكربون وغيره من المواد الضارة وينقلها إلى أجهزة الإخراج ليتخلص الجسم منها. وحياة الإنسان في دمه (لا 17: 11، 14) أو أن الدم هو الحياة (تث 12: 23) أو أنه العنصر المادي فيها. فهناك عنصر آخر غير مادي كما يعلمنا الكتاب المقدس (مز 104: 29، 30) بما أن الدم يمثل الحياة وبما أن الحياة مقدسة أمام الله فقد قيل عن دم هابيل أنه صرخ إلى الله من الأرض طالبًا الانتقام له (تك 4: 10). وبعد الطوفان مباشرة حرّة أكل دم الحيوانات مع أنه صرح بذبحها وأكلها كطعام (تك 9: 3، 4؛ اع 15: 20، 29). وقد نصّت الشريعة على أن سافك دم الإنسان بالإنسان يسفك دمه (تك 9: 6). وفقدان الحياة هو عقاب الخطيئة وكان من الضروري أن تسلم هذه الحياة رمزًا حتى تمحى الخطيئة (عب 9: 22) ولذا نصّت الشريعة الموسوية على أن دم الذبائح التي تذبح أو تصطاد لأكلها طعامًا ينبغي أن يغطي التراب لأن الله منع تناول الدم كطعام وخصصه للتكفير عن الإثم (لا 17: 10-14؛ تث 12: 15، 16). أما العبارات التي وردت في العهد الجديد مثل "دم يسوع" و"دم المسيح" و"دم يسوع المسيح" و"دم الحمل" فكلها عبارة رمزية مجازية يقصد بها الملكوت الموت الكفاري (1 كو 10: 16؛ أفسس 2: 13؛ عب 9: 14؛ 10: 19؛ 1 بط 1: 2، 19؛ 1 يو 1: 7؛ رؤيا 7: 14؛ 12: 11).
وهو بمعناه يُستخدم في كل أجزاء الكتاب المقدس سواء بالنسبة للحيوانات (تك 31:37؛ خر 18:23... إلخ.)، أو بالنسبة للإنسان (تك5:9، 6؛ 2صم 12:20؛ 1مل 28:18؛ لو 1:13.. الخ) ولأهميته الأساسية البالغة لوجود الإنسان ذاته، كثيرًا ما يستخدم مرادفًا للحياة نفسها، كما قيل عن "دم هابيل" (تك 10:4). ويستخدم مجازيًا للدلالة على القتل (حب 12:2؛ مت 24:27)، كما تحول ماء النيل دمًا (خر17:7). ويقول يوئيل النبي أن القمر سيتحول "إلى دم قبل أن يجيء يوم الرب العظيم المخوف" (يؤ 31:2) ولكن أغلب استخدام الكلمة في الكتاب المقدس هو للدلالة على دم الذبائح التي يسفك تكفيرًا عن الخطية رمزًا لدم المسيح الذي كان لا بُد أن يسفك لإتمام العهد الجديد.
وترد كلمة "دم" 362 مرة في العهد القديم، منها 203 مرات في إشارة إلى القتل، 103 مرات في إشارات لدم الذبائح، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وبينما ترتبط الكلمة هكذا ارتباطًا وثيقًا بالموت، إلا أنها ترتبط في بعض المرات في العهد القديم بالحياة (تك 4:9؛ تث 23:12). وأقوى الإشارات في هذا المعنى هي:"لأن نفس الجسد هي في الدم فأنا أعطيتكم إياه على المذبح للتكفير عن نفوسكم. لأن الدم يكفر عن النفس" (لا 11:17)، فهو هنا يقرر أن حياة الكائن الحي هي في الدم، وأن الكفارة تتم بالدم الذي هو "مادة الحياة" مما يثير التساؤل، هل كلمة "دم" تشير إلى الحياة أو الموت، فالبعض يرى أن الحياة كانت في الدم، فعندما ما يقدَّم حيوان ذبيحة، تظل حياته في الدم، وعليه يكون تقديم الدم في طقوس العبادة، إشارة إلى أن حياة خالصة قد قدمت لله، وعلى هذا يكون موت الذبيحة قليل الأهمية في ذاته (وإن كان البعض يرى في هذا الموت عقابًا للخطية)، ولكن الأهمية تكمن في تقديم الحياة وليس الموت. ومن هذا المنطلق تكون عبارة "دم المسيح" في العهد الجديد تعني "تقديم حياة المسيح".
ولكن في العهد القديم يرتبط الدم -غالبًا- بالموت أكثر مما بالحياة وقد تعني عبارة "نفس الجسد" (لا 11: 17)، أن الحياة تسلم بالموت كيما تتحرر الحياة لتسلَّم لله. وكانت طقوس الذبائح تشير باستمرار إلى جسامة الخطية، وكان سفك دم الذبيحة يعتبر بديلًا مقبولًا عن حياة الخاطئ، وكفارة يستطيع عن طريقها أن يسترد شركته مع الله. وفي كل المرات التي تذكر فيها الذبائح، يذكر موت الذبيحة دون أن يذكر شيء عن حياتها. فدم الذبيحة المسفوك يعني بذل حياة نيابة عن الخاطئ حتى يمكنه أن يحيا ولا يموت عقابًا على خطاياه. وهكذا نجد أن العهد القديم يقرر أن التكفير عن خطية الإنسان يتم بموت بديل مقبول، وليس بحياته. ونجد تأكيد نفس هذا المعنى في العهد الجديد في الإشارة إلى عمل المسيح للعهد الجديد.
كما تستخدم كلمة "دم" في العهد الجديد للدلالة على القرابة أو صلة الدم (يو1: 13)، وعلى الطبيعة البشرية (مت16: 17؛ 1كو15: 5؛ الخ)، وللدلالة على القتل بخاصة حيث نجد لذلك خمسة وعشرين مثالًا بخلاف ذبيحة المسيح، فهناك اثنتا عشرة إشارة إلى دم الذبائح الحيوانية (عب9: 7، 12.. إلخ.)، وجميعها تشير إلى الموت لا إلى الحياة. وأينما يذكر "دم المسيح" (مثلًا كو1: 20) فإنه يشير بكل جلاء إلى موت المسيح، فالتبرير تم بموت المسيح (رو5: 9)، وهو نفسه ما يُعَّبر عنه بالقول:"قد صولحنا مع الله بموت ابنه" (رو5: 10). كما أن الإشارات إلى "الفداء بدم المسيح" تدل على أن الكفارة تتم بموت الذبيحة (انظر أع 20: 28؛ أف1: 7.. إلخ.). وحيث أن موت المسيح يعتبر ذبيحة كفارية (رو3: 25؛ 1بط1: 2)، كما يشير "رش الدم" إلى طقوس الذبائح، ومواصلة مفهوم العهد القديم عن"دم العهد"، فإننا نجد أن التوكيد ما زال على موت الذبيحة الذي يضمن التكفير عن الخاطئ. فالدم الكفاري يرتبط بموت المخلص (عب9: 14). ويقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين، بكل جلاء إن الدم يرتبط بالموت أكثر مما بالحياة: "وإلى وسيط العهد الجديد وإلى دم رش يتكلم أفضل من هابيل" (عب12: 24). ومن هنا يتضح أن الذبائح كانت لها فعاليتها عن طريق موت الذبيحة، وأن الدم يشير إلى حياة بذلت بالموت، وليس إلى حياة تحررت.
* انظر أيضًا: سفح الدم.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/mbp78rr