الدمل هو قرحة ملتهبة. وقد ضُرب الناس والبهائم بالدمامل في الضربة السادسة التي حلت بآل فرعون في زمن موسى (خر 9: 8-11). ويوجد نوع خاص من الدمامل هو من ضمن علامات البرص (لا 13: 18-20) وستكون الدمامل جزءًا من العقاب الذي يحل بالذين يعبدون الوحش (رؤيا 16: 2).
الدمل التهاب موضعي متورم مثل البثور والدمامل البسيطة والقروح والخراريج والغدد المتورمة، وهي تنشأ عادة من الميكروبات الكروية التي توجد عادة علي سطح الجلد فإذا حدث جرح أو خدش بالجلد، فأنها تدخل إلى الأنسجة وتتكاثر، ويكون رد فعل الجسم هو أن يدفع بكرات الدم البيضاء التي تتجمع في مكان الإصابة، وتكون هي وضحاياها خراجًا يمتلئ بالصديد.
والكلمة في العبرية "شاخن" مشتقة من كلمة تعني علي الأرجح " يسخن أو يحترق". وقد استُخْدِمَت الكلمة بالتعبير عن الدمامل الذكورة في الضربة السادسة من ضربات مصر: "دمامل بثور طالعة" (خر 9:9-11). وعن "الدملة" المرتبطة بالبرص (لا 18:13-23)، وعن مرض أيوب: "وضرب أيوب بقرح رديء" (أيوب 7:2)، وعن "الدبل" الذي كان بحزقيا الملك (2مل 7:20؛ إش21:38).
وقد جاءت ضربة الدمامل على المصريين بدون إنذار بعد ضربتي البعوض والذبان اللتين أعقبهما الوباء الذي أهلك الحيوانات والذي يحتمل أنه أنتشر بسبب الميكروبات التي نقلتها الحشرات التي سبقته. ويرجح البعض أن ضربة الدمامل كانت مرض الفيل، فقد كان هذا المرض كما يذكر بلليني منتشرًا في مصر. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ويرجح البعض الأخر أنها كانت نوعًا شديدًا من الجدري، ولكن لأنه لم يذكر ان الدمامل كانت قاتلة، فالأرجح أنها كانت صورة متقدمة وخطيرة من الخراريج المنتشرة أو القروح الناتجة عن الإصابة بالميكروبات الكروية (السبحية أو العنقودية). أما جسد أيوب فكان مضروبًا بقرح رديء وحكة والتهابات جعلت معالم وجهه غير معروفة لأصدقائه (أي 7:2، 12)، وسببت له آلامًا محرقة مستمرة (أي 24:3؛ 4:6) وكان الدود يرعي فيها (أي 5:7) وتنبعث منها روائح كريهة نتنة (أي 17:19)، وبسبب قروحه جفا النوم عينيه وضعف جهازه العصبي (أي 26:3) حتى أحتاج إلى من يساعده علي الحركة وهو جالس في وسط الرماد (أي 8:2). وهناك الكثير من المحاولات لتشخيص مرض
أيوب، لكن الأرجح أنه كان صورة من المرض المعروف "بقرح الشرق أو دمامل بغداد" حيث تكثر فيه القروح الكثيفة المصحوبة بحكة ، وتنتشر في الوجه والأيدي وسائر أجزاء الجسم.أما دمل حزقيا فيبدو أنه كان دملًا موضعيًا، ويكاد وصفه غير المحدد يطابق الحمرة الحمراء أو لعلها كانت نوعًا من الحمرة الخبيثة. ويبدو أنه بسبب هذا الدمل، لم يكن حزقيا يستطيع الصعود إلى بيت الرب إذ كان يعتبر غير طاهر (إش 22:38).
أما "قرحة مصر" (تث 27:28، 35) فهي ترجمة لنفس الكلمة العبرية "دمل" (مثل الكلمة العربية لفظًا ومعنى). أما قروح لعازر (لو 20:16) فكانت على الأرجح تقيحات دوالي قديمة مما ينتشر على أرجل كبار السن من الفقراء.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/y64f2k7