← اللغة الإنجليزية: Burnt Offering / Holocaust.
المحرقة هي أولى الذبائح التي أمر الرب موسى أن يكلم بني إسرائيل عنها، والكلمة العبرية المترجمة محرقة هي "عولاه" بمعنى "يعلو" أو "يصعد" إشارة إلى أنها تُرفع بتمامها على المذبح، أو إلى أنها تحرق بتمامها، وتتصاعد دخانًا إلى السماء ليشتمها الرب رائحة سرور (لا 1: 3-17؛ 6: 8-13؛ انظر أيضًا 1 صم 7: 9).
وكانت المحرقة إما ثورًا من البقر (لا 1: 3-5) أو ذكرًا صحيحًا من الغنم أو المعز (لا 1: 10) أو فرخًا من اليمام أو الحمام (لا 1: 14). وكان على مقدم الذبيحة أن يأتي بذبيحته إلى باب خيمة الاجتماع، ويضع يده على رأس المحرقة ويذبحها على جانب المذبح إلى الشمال أمام الرب (لا 1: 3-5، 11). وكان على الكاهن أن يجمع الدم ويقدمه أمام الرب ويرشه مستديرًا على المذبح (لا 1: 5، 11). أما في حالة تقديم طائر محرقة، فكان الطائر يسلم إلى الكاهن الذي يقدمه "إلى المذبح ويحز رأسه ويوقده على المذبح ويعصر دمه على حائط المذبح، وينزع حوصلته بفرثها ويطرحها إلى جانب المذبح شرقًا إلى مكان الرماد" (لا 1: 15، 16).
وهكذا كانت المحرقة ترتبط بمفهوم دم الكفارة، إذ كان للدم أهمية كبيرة فيها، ولكن هناك تشديدًا أيضًا على سلخ وتقطيع الذبيحة وغسل الأحشاء والأكارع (أي الأجزاء غير الطاهرة) بماء، وترتيب القطع مع الرأس والشحم فوق الحطب المشتعل على المذبح (لا 1: 6-9، 12، 13)، ويوقد الجميع على المذبح وقودًا رائحة سرور للرب (لا 1: 9، 13، 17). وكان جلد المحرقة يعطى للكاهن الذي قرب الذبيحة (لا 7: 8).
وكان يجب أن تظل النيران مشتعلة على المذبح باستمرار لا تطفأ، كما كان على الكاهن أن يلبس ثوبًا من كتان وسراويل من كتان على جسده (لا 6: 8-13).
وتشغل المحرقة المكان الرئيسي بين الذبائح، فهي محرقة دائمة، إذ كان يُقدم خروفان حوليان صحيحان كل يوم على الدوام، يقدم أحدهما صباحًا والثاني في العشية (خر 29: 38-42؛ عدد 28: 1-8). كما كان يقدم خروفان حوليان صحيحان آخران في كل يوم سبت، فضلًا عن المحرقة الدائمة (عدد 28: 9، 10).
كما كان يلزم في أول كل شهر تقديم تيس واحد ذبيحة خطية، مع ذبيحة محرقة من ثورين وكبش واحد وسبعة خراف حولية، فضلًا عن المحرقة الدائمة (عدد 28: 11-15). كما كان يقدم نفس العدد من الذبائح في كل يوم من أيام عيد الفطير السبعة فضلًا عن المحرقة الدائمة (عد 28: 19-24)، وكذلك في عيد الباكورة أو عيد الأسابيع (عد 28: 26-29). وفي عيد الأبواق وعيد الكفارة كان يقدمثور واحد وكبش واحد وسبعة خراف حولية (عدد 29: 2-4، 8) فضلًا عن المحرقة الخاصة بيوم الكفارة حيث كان رئيس الكهنة يقدم كبشًا عن نفسه وكبشًا عن الشعب (لا 16: 3، 5، 24).
أما في عيد المظال وهو خاتمة الأعياد السنوية (وكان يبدأ يوم الخامس عشر من الشهر السابع) فكانت تقدم المحرقات بنظام خاص في كل يوم من السبعة الأيام (فضلًا عن تيس واحد ذبيحة خطية، وعن المحرقات الدائمة). فكان يقدم في اليوم الأول ثلاثة عشر ثورًا وكبشان وأربعة عشر خروفًا حوليًا (عدد 29: 12-16). وكان عدد الثيران ينقص كل يوم ثورًا عن اليوم السابق، حتى يصل العدد إلى سبعة ثيران في اليوم السابع، أما عدد الكباش والخراف فيظل ثابتًا (عدد 29: 17-35). وفي اليوم الثامن كانت تقدم محرقة منثور واحد وكبش واحد وسبعة خراف حولية (كما في محرقة عيد الأبواق وعيد الكفارة) فضلًا عن المحرقة الدائمة (عدد 29: 17-38).
وفي جميع الأحوال كان يقدم مع كل محرقة تقدمتها وسكيبها (عدد 28: 5-7). وسيأتي الكلام عن الذبائح بأنواعها بالتفصيل في موضعها من هذا القسم هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت.
وكانت أحوال التطهير المختلفة تستلزم تقديم محرقات مع ذبائح خطية، كما في حالة مولد طفل (لا 12: 6-8)، أو عندما يطهر ذو السيل (لا 15: 14، 15)، أو عندما تطهر ذات النزيف (لا 15: 29، 30)، أو إذا تنجس النذير (عدد 6: 10، 11). كما كانت تقدم ذبيحة إثم ومحرقة عن المتطهر من البرص، مع تقدمتها وسكيبها (لا 14: 10، 19، 20، 22، 30، 31). وكان النذير يقدم عند إكمال أيام انتذاره خروفًا واحدًا حوليًا صحيحًا محرقة مع تقدمتها وسكيبها فضلًا عن ذبيحة خطية وذبيحة سلامة (عد 6: 14-16).
وكانت المحرقة التي تعني التسليم في خضوع كامل للرب، حيث قدم المسيح بروح أزلي نفسه لله بلا عيب (عب 9: 14) تُقدم معها ذبيحة خطية للكفارة [كما في حالات التطهير المذكورة آنفًا انظر أيضًا (2 أخ 29: 27)] كما كان يقدم معها ذبيحة سلامة تعبيرًا عن الشكر والحمد للرب (2 أخ 29: 31-35؛ 1 مل 8: 64؛ 2 أخ 7: 7). وهذا المعنى في ذبيحة المحرقة يوضح لنا مفهوم المحرقات في سفر التكوين (كما في تك 8: 20) كما يوضح لنا السبب في أنها كانت ذبيحة يومية دائمة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/4w2z226