وَيُعَد أكثر الأناجيل انتشارًا وأقدمها بعد إنجيل يعقوب. فقد ذكره أوريجانوس وإيريناوس ويبدو أنه كان مستخدمًا عند مذهب غنوسي من النحشتانيين (عبدة الحية) في منتصف القرن الثاني. وهو دوسيتي فيما يختص بالمعجزات المسجلة فيه، وعلى هذا الأساس كان مقبولًا عند المانيين. ومؤلفه أحد الماركونيين، كما يقول إيريناوس. وتوجد اختلافات كثيرة في مخطوطاته التي يوجد منها اثنتان في اليونانية، وواحدة في اللاتينية وواحدة في السريانية. وإحدى المخطوطتين اليونانيتين أطول من الأخرى كثيرًا، بينما اللاتينية أطول منهما بعض الشيء. وأهم ما به هو تسجيل معجزات يسوع قبل بلوغه 12 سنة. وهو يصور المسيح طفلًا خارقًا للعادة، ولكنه غير محبوب بالمرة. وعلى النقيض من المعجزات المسجلة في الأناجيل القانونية، نجد المعجزات المسجلة فيه تميل إلى طبيعة التدمير، وصبيانية وشاذة. إن الإنسان ليصدم إذ يقرأ مثل هذا عن الرب يسوع المسيح، فهي تمزج قدرة الله بنزوات الطفل المشاكس المتقلب، فبدلًا من الخضوع لوالديه، يسبب لهم متاعب خطيرة، وبلًا من النمو في الحكمة، نراه في هذا الإنجيل مندفعًا يريد أن يعلم معلميه، وأن يبدو عالمًا بكل شيء منذ البداية. ويطلب والد -مات ابنه بسببه- من يوسف: "خذ يسوعك هذا من هذا المكان لأنه لا يمكن أن يقيم معنا في هذه المدينة، أو على الأقل علمه أن يبارك لا أن يلعن". وعندما كان يسوع في مصر في الثالثة من عمره، نقرأ في الأصحاح الأول: "وإذ رأى الأولاد يلعبون، بدأ يلعب معهم، وأخذ سمكة مجففة ووضعها في حوض وأمرها أن تتحرك، فبدأت تتحرك، فقال للسمكة: " اخرجي الملح الذي فيك وسيري في الماء " ففعلت ذلك وعندما رأى الجيران ما حدث، أخبروا به الأرملة التي كانت مريم أمه تقيم عندها، وحالما سمعت ذلك طردتهم من بيتها فورًا. وكما يقول وستكوت:" في المعجزات الأبوكريفية لا نجد مفهومًا سليمًا لقوانين تدخلات العناية، فهي تجرى لسد أعواز طارئة، أو لإرضاء عواطف وقتية، وكثيرًا ما تنافي الأخلاق، فهي استعراض للقوة بدون داع من جانب الرب أو من جانب من عملت معه المعجزة ". ولعل مؤلفي هذه القصص المذكورة، في القرن الأول، رأوا أنه من اللائق أن يجعلوا من المعجزات جزءًا ضروريًا -بل وبارزًا- في قصتهم، ولعل هذا هو السبب في أن يوحنا في بداية إنجيله الرابع ذكر أن كل ما ذكر عن معجزات الطفولة لا أساس له، بالقول بأن أول معجزة هي ما أجراه في بداية خدمته في عرس قانا الجليل:" هذه بداية الآيات فعلها يسوع في قانا الجليل وأظهر مجده فآمن به تلاميذه" (يو 2: 11).
_____
(1) انظر: إنجيل توما الإسرائيلي المنحول - نص إنجيل توما المنحول - من كتاب: ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟ 1- الكتب المسماه بـ أناجيل الطفولة والآلام للقمص عبد المسيح بسيط
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/sddnr8w