(1) الفولجاتا السريانانية: كما أنه من المناسب عند الكلام عن الترجمات اللاتينية أن نبدأ من فولجاتا جيروم، فمن المفيد لدراسة الترجمات السريانية أن نبدأ من الترجمة "البشيطة" التي هي الفولجاتا السريانية. وليس معنى هذا أن لدينا المعرفة الكاملة والواضحة عن الظروف التي تمت فيها ترجمة البشيطة وتداولها. ففي حين أنه ليس ثمة أي خلاف بالنسبة لمن قام بترجمة الفولجاتا اللاتينية ومتى وكيف قام بها، فإن تحديد من قام بترجمة البشيطة وزمانها ومكانها ما زَال قيد البحث.
أما وجوه الشبه بين الفولجاتا والبشيطة فهي أنهما كليهما كانتا نتيجة تنقيح عمل سابق، وإن كان هناك من ينكر احتمال ذلك.
أما كلمة "البشيطة" نفسها فقد فتحت المجال للكثير من الجدل، فقد أطلقت عليها باعتبارها الترجمة الشائعة، واعتبرت مساوية للغة اليونانية الدراجة والفولجاتا اللاتينية.
(2) معنى "البشيطة": كلمة سريانية في صيغة المؤنث، معناها "البسيطة" أي "سهلة الفهم". ويبدو أنه قد سميت كذلك تمييزًا لها عن الترجمات الأخرى المعقدة. وعلى أي حال، لا نجد هذا الاسم في أي كتابات سريانية قبل القرنين التاسع والعاشر.
أما فيما يتعلق بالعهد القديم فتاريخ ترجمة مسلم به من الجميع، ومع ذلك فإن ما يقوله التقليد من أن جزءا منه قد ترجم من العبرانية إلى السريانية لفائدة الملك حيرام في أيام الملك سليمان، فهو قول خرافة. كما أن ما قيل من أن هناك ترجمة قام بها كاهن اسمه آسا أو عزرا، الذي أرسله ملك أشور إلى السامرة لتعليم المستعمرين الذين جاء بهم الآشوريون (2 مل 17)، هو قول أيضًا من قبيل الخرافة. والقول بأن ترجمة العهدين القديم والجديد لها صلة بزيارة تدواس إلى أبجر ملك إدسا، فيرجع إلى تقليد لا يعتمد عليه. وهناك تقليد سرياني قديم يعزو إلى مرقس ترجمة الإنجيل المعروف باسمه (الذي كان مكتوبا أصلا باللاتينية طبقا لهذا للتقليد وكذلك أسفار العهد الجديد الأخرى إلى اللغة السريانية.
(3) العهد القديم في اللغة السريانية: وما يقوله تيودور الموبسستي عن العهد القديم، فينطبق أيضًا على العهدين، وهو: "أن هذه الأسفار المقدسة قد ترجمت إلى لغة السريان على يد شخص ما وفي زمن ما، أما من هو هذا الشخص؟ فسؤال لا نجد له إجابة حتى يومنا هذا". ويرجح بروفسور "بركيت" (Burkitt) أن ترجمة العهد القديم جاءت نتيجة عمل قام به اليهود الذين كانوا يقيمون في مستعمرة خاصة بهم في إدسا (أي الرها) في بداية العصر المسيحي. أما الرأي الأسبق فكان مفاده أن المترجمين كانوا مسيحيين وأن العمل تم في نهاية القرن الأول وبداية القرن الثاني. أما العهد القديم الذي كان لدى الكنيسة السريانية الأولى، فقد جاء بالفعل من اليهود الفلسطينيين، وكان يحوي نفس العدد من الأسفار بيد أنها كانت بترتيب مغاير، فكان يبدأ بالأسفار الخمسة ثم أيوب ويشوع والقضاة، وسفري صموئيل وسفري الملوك وسفري أخبار الأيام، ثم المزامير والأمثال والجامعة وراعوث ونشيد الإنشاد وأستير وعزرا ونحميا، وإشعياء ثم الأنبياء الاثني عشر الصغار، ثم ارميا والمراثي وحزقيال وأخيرا دانيال. كما أن معظم أسفار الأبوكريفا في العهد القديم، موجودة في اللغة السريانية. ومن المقطوع به أن سفر يشوع بن سيراخ قد ترجم عن العبرية وليس عن السبعينية.
(4) العهد الجديد في اللغة السريانية: لا بد من أنه قد بذلت محاولات مبكرة لترجمة العهد الجديد، والأرجح جدًا أن اللغة السريانية كانت من أقدم اللغات التي ترجم إليها العهد الجديد فقد دعي التلاميذ "مسيحيين في إنطاكية أولا" (وكانت إنطاكية في ذلك الوقت عاصمة سورية). ويبدو أنه من الشواطئ أن تكون أول ترجمة للكتب المقدسة المسيحية قد تمت هناك، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى. ومع ذلك فإن الأبحاث الحديثة ترجح بأن ذلك تم في "إدسا" العاصمة الأدبية. وإذا صح ما ذكره يوسابيوس وإن كان يشوبه بعض الغموض من أن هيجسبوس (Hegesippus) قد "استشهد بإنجيل عبراني وإنجيل سرياني أيضًا"، إذا صح هذا لتوفرت لنا إشارة تفيد بوجود العهد الجديد في اللغة السريانية في وقت مبكر (160-180 م)، أي في أيام ذلك الكاتب اليهودي المسيحي. وثمة رأى واحد مؤكد، وهو أن أقدم كتب العهد الجديد لدى الكنيسة السريانية، كانت تنقصه الرسائل الجامعة الصغرى (وهي 2 بط، 2، 3 يوحنا، ويهوذا) وسفر الرؤيا. وقد ترجمت هذه في تاريخ لاحق، لذلك لا نجد في كتابات الآباء السريان الأوائل أي اقتباس من هذه الأسفار من العهد الجديد.
ومع ذلك، فمنذ القرن الخامس، كانت البشيطة (التالي تحوي العهدين القديم والجديد) تستعمل بشكلها الحالي كترجمة سريانية قومية للأسفار المقدسة.
وترجمة العهد الجديد السريانية، ترجمة دقيقة أمينة ومطابقة للأصل، ولقد أعجب العلماء السريان بما وجدوه فيها من بساطة ودقة وشفافية في الأسلوب، حتى وصفوها بأنها " ملكة الترجمات ".
(5) ترجمات بالسريانية القديمة: هناك تشابه واضح بين الفولجاتا اللاتينية والفولجاتا السريانية، فإذا كانت "البشيطة" مشتقة نتاج تنقيح، كما هو الحال بالنسبة للفولجاتا اللاتينية، فلنا أن نتوقع وجود ترجمات سريانية قديمة مثل الترجمات اللاتينية القديمة. ولقد وجدت فعلًا مثل هذه الترجمات، وتم استعادة ثلاث منها، وتبين اختلافها عن "البشيطة". ويعتقد بعض العلماء أنها أقدم عهدًا من البشيطة. وهي بحسب تاريخ اكتشافها في العصور الحديثة:
(أ) السريانية الكورتيونية: وتتألف من شذرات من الأناجيل وُجِدَت في أديرة وادي النطرون في صحراء مصر في عام 1842 م، وهي موجودة الآن في المتحف البريطاني. وقام بدراستها القس "كورتيون" من كاتدرائية وستمنستر ونشرها في 1858 م. ويبدو أن المخطوطة التي وصلتنا منها هذه الأجزاء ترجع إلى القرن الخامس، بيد أن العلماء يعتقدون أن الترجمة نفسها تعود إلى القرن الثاني. وقد أطلق على إنجيل متى في تلك النسخة "الإنجيل المنفصل".
(ب) الدياتسرون لتاتيان: وينسبه يوسابيوس لذلك الهرطوقي، ويسميه "ربط وتجميع الأناجيل". وأطلق عليه اسم "دياتسرون" أي "الرباعي" وهو أقدم محاولة لجمع مواد الأناجيل وتنسيقها في كتاب واحد. ولقد انتشر " الدياتسرون " انتشارا واسعا في كنائس سورية، بيد أنه اختفي طيلة قرون عديدة، ولم تصل إلينا أي نسخة من هذا المؤلف السرياني. وثمة شرح له قام به أفرايم السرياني، وصل إلينا في ترجمة أرمنية نشرها الأباء المكتاريون في فينيسيا في 1836 م، وترجم إلى اللاتينية بعد ذلك. وفي 1876 اكتشفت ترجمة عربية للدياتسرون نفسه. وثمة ترجمة إنجليزية نقلت عن العربية موجودة الآن في كتاب د.هاملين هيل: "أقدم قصة عن حياة المسيح مستخلصة من الأناجيل الأربعة".
وبالرغم من أنه لم تصل إلينا نسخة واحدة من الدياتسرون، الآشورية أنفسهم نستطيع أن نستجمع ملامحه العامة مما وصل إلينا. أما من حيث أن تاتيان قد جمع ما كتبه من ترجمة سريانية سابقة، أهم انه قام بالكتابة أولا باللغة اليونانية ثم ترجمة إلى السريانية، فذلك أمر ما زال قيد البحث. لكن وجود وانتشار هذه الوثيقة التوفيقية المتناسقة التي تجمع بين الأناجيل الأرامية منذ زمن مبكر (171م)، لمما يجعلنا قادرين على فهم أن المقصود "بالإنجيل المنفصل" هو وجود أناجيل كل منها قائم بذاته (متى ومرقس ولوقا ويوحنا) في ترجمة سريانية، وذلك بالمقابلة مع دياتسرون تاتيان. ويقول " ثيودورت " (Theodoredt) أسقف " قيروس " (Cyrrhus) في القرن الخامس، انه وجد اكثر من مائتي نسخة من الدياتسرون في دائرة ابروشيته، وانه جمعها وأبعدها عن أيدي الشعب لارتباطها باسم ذلك الهرطوقي، واستبدلها بالأناجيل الأرامية وكل منها قائم بذاته.
(ج) السريانية السينائية: حدث اكتشاف الترجمة الثالثة في عام 1892 م.، وقد اكتسبت اسمها من المكان الذي وجدت فيه، وتشمل الأناجيل الأرامية كاملة تقريبا مما زاد في الاهتمام بها. والنصوص السينائية السريانية مكتوبة على رقوق (سبقت الكتابة عليهما، ثم محيت تلك الكتابة القديمة ليكتب عليهما نص جديد)، وجدتها مسز انجز لويس وأختها مسز مرجريت جيبسون في دير سانت كاترين في صحراء سيناء. وقد تم فحصها بكل دقة، واعتبرها الكثيرون من العلماء أقدم ترجمة للإنجيل إلى اللغة السريانية وترجع إلى القرن الثاني، وهو مثل الكورتيونية في تقديم الأناجيل منفصلة وليس في شكل توفيقة تاتيان.
(د) العلاقة بالبشيطة: أثار اكتشاف هذه النصوص الكثير من الأسئلة التي تتطلب مزيدًا من الدراسة والبحث حتى يمكن الإجابة عليها بشكل مرضي. وأنه لأمر طبيعي أن تبرز تساؤلات عن علاقة هذه النصوص الثلاثة بالبشيطة. وما زَال هناك علماء في مقدمتهم " ج.ه جوويليم " (G.H. Gwlliam) أستاذ البشيطة بجامعة اكسفورد يؤكدون أقدمية البشطية، ويصرون على أننا أوفر اثر للمسيحية السريانية. بيد أن تقدم البحث في الأدب السرياني المسيحي، يدل بوضوح على غير ذلك. فالدراسات المكثفة لاقتباسات إلا السريان الأولين، وبخاصة كتابات " افرايم سيروس "، جعلت " بروفسور بيركت " (Burkitt) يقول أن البشيطة لم يكن لها وجود في القرن الرابع. وقد وجد أن افرايم استخدم " الدياتسرون " بصفة رئيسية كمصدر لاقتباساته، على الرغم من أن "كتاباته الغزيرة تتضمن بعض الإشارات الواضحة إلى أنه كان على دراية بوجود الأناجيل منفصلة، وانه كان يقتبس منها الفينة بعد الفينة ".
وهذه الاقتباسات التي وصلت الليل من بقايا الكتابات السريانية التي تعود ما قبل القرن الخامس، أقرب إلى القراءات الكورتيونية والسينائية منها إلى البشيطة. كما أن الدلائل الداخلية والخارجية تثبت أن البشيطة ظهرت في صورتها المنقحة متأخرة عن ذلك.
(6) الإصحاحات المحتمل للبشيطة: ترجح أبحاث حديثه قام بها بروفسور " بيركت " وعلماء آخرون أن البشيطة كانت أركان من علم " رابولا " أسقف ادسا في بداية القرن الخامس، فقد استطاع بيركت أن يقتبس عبارة من كاتب سيرة رابولا يقول فيها: " انه بحكمة الله التي كانت فيه ترجم العهد الجديد من اللغة اليونانية إلى السريانية بسبب ما كان فيها من اختلافات "، ولعله يتحدث عن نشره للفولجاتا السريانية منقحة لأول مرة، وبذلك التنقيح أشور النصوص السريانية القديمة اكثر مطابقة للنص اليوناني الذي كان سائدا في إنطاكية في بداية القرن الخامس. ولم يقنع رابولا بنشر تنقيحه بل أطلقت أوامره للكهنة والشمامسة ليتأكدوا من " التزام كل الكنائس بالاحتفاظ بنسخة من الأناجيل المنفصلة، وان تقرا منها أيد ".
أنه لأمر ملحوظ حقا، أنه قبل زمن رابولا الذي كان نفوذه يمتد إلى كل الكنائس التي تتحدث بالسريانية من 411-435م، ليس ثمة اثر للبشيطة، بينما بعد عصره نكاد الآشورية نعثر على أي اثر لنص أختام.
ومن المحتمل انه تصرف بالطريقة التي تصرف بها " ثيودوريت " Theodoreet)) بعد ذلك، بدفعه إلى المقدمة بالتنقيح الذي أتمه حديثا، والذي لدينا ما يبرر الاعتقاد بالإضافة هو البشيطة، وجعل استعماله سائدا شائعا، وأنهى استخدام الترجمات الأخرى، التي لم يتبق منها حتى الأمير سوى النصوص الكورتيونية والسينائية.
(7) تاريخ البشيطة: منذ القرن الخامس وللبشيطة انتشار واسع في الشرق، كما أن لها اعتبارها عند جميع طوائف الشعب السرياني المسيحي، وكان لها اثر كبير في توصيل رسالة الإنجيل، علاوة على أن الترجمات الأرمنية والجورجانية بل والعربية والفارسية أيد، تدين بالكثير للبشيطة السريانية. كما أن اللوح النسطوري الشهير، الذي اكتشف في سنج-أن-فو، لنشاهد على وصول الكتب المقدسة باللغة السريانية إلى قلب الصين منذ القرن السابع. وقد نقلت إلى الغرب لأول مرة على يد " موسى المنديني " (Moses Of Mindin) الكاهن السرياني الشهير، الذي ذهب يبحث عمن يقوم بطبعها في روما وفينسيا دون جدوى، وأخيرًا في 1555م وجد ضالته المنشودة في البرت ويدما نشتادت (Albert Widmanstadt) المستشار الإمبراطوري في فينا، فطبع العهد الجديد وتحمل الألفاظ تكاليف صب الحروف السريانية اللازمة لطبعها. ثم جاء " ايمانويل تريميليوس " (Immanuel Tremellius) اليهودي المتجدد الذي كان علمه الغزير ذا نفع كبير للمصلحين ورجال الدين من الإنجليز واستخدام طبعة فينا في إصدار العهد الجديد بالسريانية بحروف عبرية في 1569 م. وفي 1645م اعد " جبرائيل سيونيتا " (Gabriel Sionita) النسخة الأساسية للعهد الجديد للطبعة الباريسية المتعددة اللغات. وفي 1657 ظهرت البشيطة كاملة فهي طبعة والتون اللندنية المتعددة اللغات، ولمدة طويلة ظلت احسن طبعة للبشيطة هي التي أعدها " جون ليسدن " (John Leusden) وكارل اسكاف " (Karl Schaaf).
أما الطبعة الهامة للأناجيل التي أصدرها حديثا مستر " جويليم " (Gwilliam) في كلايندون، فقد بناها على اكثر من خمسين مخطوطة. وإذا ما وضعنا في اعتبارنا بعض الثقافة السريانية، والعدد الكبير من العاملين في هذا المجال، فلنا أن نتوقع مساهمات جادة لإصدار طبعة جديدة كاملة للبشيطة في المستقبل القريب.
(8) ترجمات آخر:
(أ) الترجمة الفيلوكسينية: هناك ترجمات سريانية آخر بجانب البشيطة، نذكرها هنا باختصار، واحداهما الفيلوكسينية التي قام بها فيلوكسينس أسقف "مابوج" (485-519م) Mabug على ضفاف الفرات، من اللغة اليونانية بمساعدة الخوري ابسكويس بوليكاربوس. ويوجد في هذه الترجمة سفر المزامير وأجزاء من سفر إشعياء، ومما يستلفت النظر أننا تحتوى على الرسائل الجامعة الصغرى (2 بط، 2، 3 يو ويهوذا).
(ب) الترجمة الهرقلية: (Harclean) وهي عبارة عن تنقيح للترجمة الفيلوكسينية قام بها " توما الهرقلى " في بلاد ما بين النهرين، وهو في الإسكندري في 616 م تقريبا بمساعدة مخطوطات يونانية غربية الطابع. وفي نفس الوقت قام " بولس التلي " (Paul of Tella) بترجمة العهد القديم. ويحتوى العهد الجديد على الأسفار جميعها ما عدا سفر الرؤيا. وهو حرفي جدا في ترجمته، وقد زودها بتعليقات كثيرة لبيان الاختلافات بين المخطوطات المختلفة.
(ج) السريانية الأورشليمية: وتسمى أيد الفلسطينية، ويعتقد أننا مستقلة لم تستخلص من الترجمات السابق ذكرها. وهي موجود في كتاب قراءات للأناجيل في الفاتيكان. بيد أن د. رندل ومسز لويس قد وجدا في جبل سيناء مخطوطتين جديدتين لهذه القراءات مع أجزاء من سفر الأعشاب ورسائل الرسول بولس. وتختلف لهجتها عن اللغة السريانية بصورة جوهرية. والنص اليوناني المأخوذ عنه له خصائص عربية كثيرة منها على سبيل المثال أننا تذكر أن باراباس كان اسمه " يسوع باراباس" (مت 27: 17).
(د) الترجمة السلافية: من المقطوع به أن أوفر ترجمة للكتاب المقدس إلى اللغة السلافية بأنه في 864 م أهم قبلها بقليل على يدي الأخوين كيرلس وميثوديوس، وأن هذا الأخطاء واصل العمل فيها بعد وفاة كيرلس. وقد قام بها لفائدة أنوار البلقان السلافيين. واقتصرت الترجمة في بادىء الإمبراطور على الأثقال التي تستخدم في العبادة (الأناجيل وسفر الأعشاب والمزامير). بيد انه بعد الانتهاء من هذه، توسع ميثوديوس في الترجمة لتشمل أجزاء كبيرة من العهد القديم. أما ما أنجزه منها فعلا، فأمر يحوطه الغموض، لكن يبدو انه لم يترجم كل العهد القديم، ومن المؤكد انه لم يترجم سفر الرؤيا، كما أن الغموض يحيط باللهجة التي استخدمها في هذا العمل على الرغم من أن تلك اللهجة كانت هي الأساس الذي قامت عليه لغة العبادة التي تستخدمها الأمير الكنيسة الروسية، وان كانت قد تعرضت للكثير من التغييرات قبل أن تصل إلى صيغتها النهائية. وعلى توالي العصور، كانت ترجمة الكتاب تراجع لتوائم التغييرات التي طرأت على اللغة، بالأسرة إلى تغييرات آخر استلزمتها عملية التنقيح. ولذلك فان المخطوطات (ويرجع بعضها إلى القرن الطبيعي) تعرض أنماطا مختلفة تحتاج إلى التصنيف تصنيفا جيدا.
وقد قام رئيس الأساقفة جيناديوس في 1495 م بمحاولة لتنقيحها وترتبها لكنه لم يتمكن من العثور على مخطوطات سلافية تشتمل على كل أجزاء الكتاب المقدس، فاضطر إلى أن يسد النقص (سفر الأخبار، عزرا، نحميا، استير ومعظم سفر ارميا والابو كريفا) باللجوء إلى ترجمة حديثة للفولجاتا. وكانت هذه الترجمة التي قام بها جيناديوس، أساس أوفر نسخة مطبوعة في " استروج " (Astrog) في 1581 م، وأن كانت الأثقال المستخدمة في العبادة قد سبق طبعها من قبل (الأعشاب والرسائل في 1564م). وكانت طبعة "استروج" إلى مدى بعيد مطابقة لترجمة جيناديوس، بيد أن استير ونشيد الإنشاد والحكمة، كانت ترجمات حديثة عن السبعينية، وقد نقحت بعد ذلك بأمر من قيصر روسيا بطرس الأكبر Peter the Great وتمت نقلا عن اليونانية (للعهدين القديم والجديد) الآشورية أننا لم تطبع الآشورية في 1751م. ومازالت طبعة صدرت في 1756 م بعد أن أدخلت عليها تعديلات طفيفة هي الكتاب الرسمي للكنيسة الروسية.
ويجب التمييز بين هذه الترجمة السلافية وبين الترجمة الموجودة باللغة الروسية الأصلية والتي بأنه أولا في 1517م ثم أعيد تنقيحها في عصور مختلفة، ثم ترجمت ترجمة حديثة ممتازة نشرت كاملة لأول مرة في 1876م.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/j79w482