St-Takla.org  >   Feastes-&-Special-Events  >   Nayrouz-Coptic-New-Year-Eid-El-Nairouz
 

عيد النيروز | رأس السنة القبطية

الاستشهاد في المسيحية | لماذا يكون هناك استشهاد؟ | الأصل التاريخي لعيد النيروز | نظرة القديسين إلى الاستشهاد | مقدمة عن التقويم القبطي | عصر الاستشهاد امتحان للإيمان | الشهادة والاستشهاد | عيد الشهداء | الاستشهاد المسيحي ومجد الشهداء | عيد النيروز..  ذكرى الشهداء | التقويم القبطي واللغة القبطية | فلنضيء الشموع أمام صور الشهداء | العام القبطي | بمناسبة رأس السنة القبطية | النيروز..  عيدًا قوميًا لكل المصريين

St-Takla.org Divider

الاستشهاد المسيحي ومجد الشهداء

 

قصة الاستشهاد فى تاريخ الكنيسة المبكر، هي قصة المسيحية المبكرة وانتشارها عبر الزمان وفي كل مكان حية مضيئة الطريق، طريق الملكوت بنور الإيمان الحقيقي الذي وهبه الرب لنا لا عن استحقاق بل بحبه الفائق الذي تجلى على الصليب، إذ قدم ذاته ذبيحة كفارية عن العالم، لكي يهب الخلاص والحياة الأبدية لكل الذين يؤمنون به ويريدون أن يحيوا حياة القداسة الحقيقية سائرين على طريق الملكوت في جهاد مستمر طول الحياة. أعمالهم مضيئة أمام عيوننا وثمار فضائلهم نتذوقها، فنذوق طعم الأبدية.

لهم الأكاليل المعدة في السماء، أكاليل
الاستشهاد وأكاليل الغلبة والعفة والخدمة، وأكاليل البذل والعطاء والشهادة للمسيح الذي أحبنا وبذل ذاته لأجلنا لكي يحضرنا قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة.

St-Takla.org Image: Jesus Christ Pantokrator: A Coptic icon by Isaac Fanous. صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة قبطية تصور السيد المسيح الضابط الكل، رسم الفنان إيزاك فانوس.

St-Takla.org Image: Jesus Christ Pantokrator: A Coptic icon by Isaac Fanous.

صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة قبطية تصور السيد المسيح الضابط الكل، رسم الفنان إيزاك فانوس.

إن الاستشهاد المسيحي بنتائجه هو برهان عملي على صحة قول السيد المسيح له المجد: "إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت فهي تبقى وحدها. ولكن إن ماتت تأتى بثمر كثير. " (إنجيل يوحنا 12: 24)..

ويقول القديس يوستينوس الشهيد: [ها أنت تستطيع أن ترى بوضوح أنه حينما تقطع رؤوسنا ونُصلب، ونلقى للوحوش المفترسة، ونقيد بالسلاسل، ونلقى في النار، وكل أنواع التعذيب، أننا لا نترك إيماننا. بل بقدر ما نعاقب بهذه الضيقات، بقدر ما ينضم مسيحيون أكثر إلى الإيمان باسم يسوع المسيح.

إن الكرام يقطع أغصان الكرمة التي تحمل ثمارًا، حتى تنمو أغصان أخرى. وهذا يصيرها أكثر حيوية وأكثر أثمارًا. وهذا ما يحدث معنا. فالكرمة التي غرست بواسطة الله مخلصنا يسوع المسيح هو شعبه].

لقد آمن كثيرون بسبب آلام الشهداء وموتهم، بما صاحب استشهادهم من معجزات، وما أظهروه من ثبات واحتمال وصبر وليس من المبالغة في شيء إن قلنا أن الإيمان المسيحي انتشر في العالم كله باستشهاد القديسين، أكثر مما انتشر بوعظ المبشرين وتعليمهم... فدماء الشهداء روت بذار الإيمان فنما الإيمان وأتَى بثمار كثيرة لحساب ملكوت الله.

لقد كسب المؤمنون المسيحيون الأوائل نفوسًا كثيرة. ونالوا هذا الكسب بموتهم أكثر مما نالوه بحياتهم أو معجزاتهم...والشهداء قدموا برهانًا عمليًا على صدق تعاليم المسيحية وفضائلها...وكما تختبر المعادن بالنار، كذلك تختبر الفضائل بالآلام والضيقات..
. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وكانت الاضطهادات العنيفة التي قاستها المسيحية، برهانًا على أصالة فضائلها.

لقد أثبت
الاستشهاد أصالة الفضائل التي علمت بها المسيحية، متجسدة في أشخاص المعترفين والشهداء، الذي لم تقوى آلامهم المبرحة على تحويلهم عن الفضيلة وسموها في شتى صورها...

ويقول يوسابيوس المؤرخ الكنسي الذي عاش وسط الاضطهادات بخصوص عفة وطهارة العذارى والنساء: [لم يكن النساء أقل من الرجال بسالة في الدفاع عن تعاليم الكلمة الإلهية، إذ اشتركن في النضال مع الرجال. ونلن معهم نصيبًا متساويًا من الأكاليل من أجل الفضيلة. وعندما كانوا يجروهن لأغراض دنسة، كن يفضلن تسليم حياتهن للموت عن تسليم أجسادهن للنجاسة]!!

والسؤال الذي يطرح أمامنا، ما الذي دفع المسيحيين لاحتمال أهوال العذابات التي تصيب الإنسان بالهلع لمجرد سماعها؟!

الإجابة على هذا السؤال الذي يبدو غريبًا على أذهاننا وعلى مفهومنا ما يلي:

St-Takla.org                     Divider

[1] قدمت المسيحية مفهومًا جديدًا للألم...

لم يعد الألم أمرًا يتعلق بالجسد، لكن غدا له مفهوم روحي يرتبط بالحب – محبة المسيح!! ونحن نرى الحب في شخص المسيح يسعى نحو الألم ليستخلص من براثنه من اقتنصهم، ويحرر من سلطانه من أذلهم...

لقد تغيرت مذاقة الألم، وأصبح صليب الألم شعار المجد والغلبة والنصرة، بل الواسطة إليها..
. 

في المسيحية ننظر إلى الصليب على أنه علامة الحب الذي غلب الموت وقهر الهاوية، واستهان بالخزي والعار والألم!!

لقد أصبح احتمال الألم من أجل المسيح هبة روحية... " لأنه قد وُهب لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط بل أيضًا أن تتألموا لأجله." (رسالة فيلبي 1: 29).

وهكذا تبدلت صورة الألم ومذاقته فارتفع إلى مستوى الهبة الروحية!!. وأصبح شركة مع الرب في آلامه:

"إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضًا معه" (رسالة رومية 8: 17)... "لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهًا بموته" (فى3: 10).

وإذا كانت المسيحية هي الحب، فالموت في سبيلها هو قمة الحب والبذل بحسب تعبير اكليمنضس الإسكندري: [
الاستشهاد ليس مجرد سفك دم، ولا هو مجرد اعتراف شفهي بالسيد المسيح، لكنه ممارسة كمال الحب].

St-Takla.org                     Divider

[2] علمت المسيحية أن الإنسان مخلوق سماوي:

السماء بالنسبة للإنسان هي الهدف الأسمى، والغرض المقدس، هي كل شيء بالنسبة له، هي الكنز الحقيقي الذي يطلبه ويقتنيه.

هي وطنه الأصلي ومستقرة النهائي. هي الوجود الدائم مع الله.

فبداية الإنسان يوم خُلق كانت في السماء، وسوف تكون فيها نهايته حينما يعود إليها... ومن هنا أحس الإنسان بغربته في العالم. هذا العالم الفاني الذي سوف يمضى وشهوته معه.

وجعل كل أشواقه أن يعود إلى وطنه الأول السماء.. وأكدت أسفار العهد الجديد هذه الحقيقة...

فيذكر معلمنا بولس الرسول في رسالته إلى العبرانيين قائلًا: " في الإيمان مات هؤلاء أجمعون وهم لم ينالوا المواعيد بل من بعيد نظروها وصدقوها وحيوها وأقروا بأنهم غرباء ونزلاء على الأرض." (عبرانيين 11: 23).

ويكتب إلى أهل كورنثوس... "فإذا نحن واثقون كل حين وعالمون أننا ونحن مستوطنون في الجسد فنحن متغربون عن الرب... فنثق ونسر بالأولى أن نتغرب عن الجسد ونستوطن عند الرب." (2كو5: 6، 8).

St-Takla.org                     Divider

[3] وعلمت المسيحية أن الإنسان المؤمن يجب أن تكون أشواقه نحو السماء

ويكتب معلمنا بولس إلى أهل كولوسي مشجعًا إياهم بقوله: "من أجل الرجاء الموضوع لكم في السموات" (كو1: 5)...

وفى هذا المعنى يكتب بولس الرسول قائلًا: " فإن سيرتنا في السموات التي منها أيضًا ننتظر مخلصًا هو الرب يسوع المسيح" (فى3: 20).

ويقول لأهل كولوسي: "اطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله. اهتموا بما فوق لا بما على الأرض" (كولوسى 3: 1، 2)..

وانطلاقًا من هذا المفهوم أن الإنسان مخلوق سمائي، وأن أباه في السماء، فإنه في صلواته يناجى الله في السماء، ويقدم صدقاته عالمًا أنه يكنز في السماء (مت19، 20). ويتشفع بالملائكة، و القديسين الذين انطلقوا إلى السماء..

بل وأكثر من هذا أن نفسه سوف تزف إلى العرس السمائي.. وبسبب كل هذه الأحاسيس والمفاهيم المقدسة كانت معنويات المعترفين والشهداء عالية جدًا في السجون.

كان غرض الأباطرة والملوك والحكام والوثنيين من سجن المعترفين المسيحيين، هو تحطيم شجاعتهم وإضعاف روحهم المعنوية. لكن على العكس، كان حبس المعترفين وتعذيبهم سببًا في إعلاء شجاعتهم.

إنه أمر خارج حدود المنطق، وفائق لطبيعة البشر المألوفة، ان الأحزان تنشئ أفراحًا، والضيقات تولد تعزيات... لكنها المسيحية بمفاعيل النعمة الإلهية – بعمل الروح القدس في المؤمنين هي التي تفعل ذلك... فبعض شهداء قرطاجنة -بعد أن وصفوا أهوال السجن- قالوا: [ إننا لم نخشى ظلام المكان. فلقد أضاء السجن الموحش ضياء روحاني. ولقد كان الإيمان والمحبة كالنهار يفيضان علينا ضوءًا أبيضًا ]... أما أسباب ذلك فكانت:

1) المعونة الإلهية التي وعد الله بها جميع الذين يضطهدون من أجل اسمه. (أنجيل لوقا 21: 12-19).

2) التطلع بإيمان إلى المجد العظيم الذي ينتظرهم، وأن المسيح له المجد سيمسح كل دمعة من عيونهم (سفر رؤيا يوحنا 21: 4).

3) تعاطف الكنيسة -بكل أعضاءها كجسد واحد- معهم، سواء بالصلوات التي ترفع لأجلهم أو العناية بالاهتمامات المادية واحتياجات أسرهم.

4) الرؤى المجيدة التي كانت تعلن لهم، وأن لها أعظم الأثر في تشجيعهم. وأصبح السجن في نظرهم بابًا للسماء!!.

هكذا كان المعترفون في السجون تفيض نفوسهم سلامًا... كانوا يتعجلون موعد محاكمتهم – لا احتمالًا للإفراج عنهم، بل لأنهم بوقفتهم أمام الحكام، يشعرون أنهم يشاركون الرب يسوع في وقفة محاكمته أمام بيلاطس البنطي..

وتتجلى هذه الروح المعنوية العالية، والشجاعة المسيحية في الحوار الذي جرى بينهم وبين قضاتهم...

لم يكن للمتهمين الذين يتمسكون بالإيمان المسيحي سوى رد واحد يجيبون به، ظل يُسمع قرابة ثلاثة قرون في ساحات القضاء بأنحاء الإمبراطورية...

St-Takla.org                     Divider

أما هذا الرد فهو [أنا مسيحي Christian us Sum] أما صيحة الشعب الهائج التي كانت تعقب هذا الاعتراف فهو [الموت للمسيحي]..

كان المتهم لا يجيب عن وضعه الاجتماعي في العالم، لأن الأمور الأرضية كانت تافهة القيمة في نظره. حتى لو أراد القاضي أن يعرف ما إذا كان عبدًا أو حرًا، وهو موضوع كان على جانب كبير من الأهمية في تلك الأزمنة، فإنه ما كان يهتم بالإجابة... لأن كل فكره كان مركزًا في الاهتمام بالانطلاق من هذا العالم الحاضر ليفرح بالإكليل المعد له من قبل الرب والميراث الأبدي. لينضم إلى كل الذين سبقوه من الشهداء والقديسين ليحيا معهم حياة التسبيح الدائم في الفردوس.

إن الشهداء قبلوا الآلام، لا للآلام في حد ذاتها ولكن لأنها علامة الشركة الحقيقية التي تربطهم بالسيد المسيح له المجد الذي قبل الآلام لأجلنا ليهبنا الحياة الأبدية.

إن سحابة الشهداء مازالت مضيئة في الكنيسة إلى يومنا هذا، وهم يتشفعون أمام المسيح لأجل إخوتهم إلى أن يكمل العبيد رفقائهم.

 

الأنبا ياكوبوس

أسقف الزقازيق ومنيا القمح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Feastes-&-Special-Events/Nayrouz-Coptic-New-Year-Eid-El-Nairouz/Coptic-Year-Eid-Al-Nayroz-or-Nairoz-or-Nairuz_09-Christian-Martyrdom_.html

تقصير الرابط:
tak.la/3th9k72