سنوات مع إيميلات الناس!
أسئلة اللاهوت والإيمان والعقيدة
الإجابة:
قبل أن نجيب نود أن نكرر بعض القواعد العامة، التي طالما كررناها هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت حول الإجابة على الأسئلة:-
عدم الدخول في مهاترات أو حوارات عقيمة حول الأديان، بدون أن يكون الشخص المجيب دارسًا ومطلعًا.. لأن هدف كل طرف لا يكون هو المعرفة، بقدر كونه بهدف تشكيك الآخر أو الانتصار في الحديث..
خطأ الاعتماد على الآية الواحدة.. وقد تعرضنا لهذا الأمر سابقًا في أكثر من مجال، فاضغط على الرابط السابق للمزيد..
من خلال ردودنا السابقة على آلاف الأسئلة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت، تعلَّمنا أن كل سؤال له إجابة.. قد لا تكون إجابة مباشرة يراها البعض، ولكن الإجابة المنطقية والكاملة موجودة.. ينبغي فقط أن تبحث وتدرس..
استخدم خانة البحث في الموقع أعلاه لتبحث عما تريد قبل أن تسأل أسئلة تم التعرض لها سابقا!
نبدأ الآن في تناول النقاط المذكورة في هذا السؤال (ومع العلم هو مجرد سؤال منقول من منتديات إسلامية بسيطة، وليس سؤال شخصي أو جديد لشخص ما يبحث عن الحق.. بل ستجد من خلال الرد أنه يقتطع الآيات من سياقها، ليعطيها معاني مخالفة للمعنى السليم، على الطريقة الشهيرة "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاةَ" (سورة النساء 43)، بدون أن يكمل بقية الآية التي توضح المعنى "وَأَنتُمْ سُكَارَى".
هناك أربعة محاور رئيسية في السؤال، جميعها بالطبع بهدف إنكار ألوهية السيد المسيح، والتي هي عقيدة أساسية في المسيحية، وعقيدة مرفوضة نصًا في الإسلام. وقد قمنا كذلك بالرد على أكثر من نقطة من تلك النقاط هنا في موقع الأنبا تكلا، فسنعطي جملة صغيرة ردًا على الموضوع، واضغط على الروابط للاستزادة والحصول على الإجابة الكاملة بخصوص آية آية..
استشهد السائل بدون حكمة بسفر الأمثال، الذي وإن قرأه أو حتى قرأ ذلك الأصحاح كاملًا، ما كان سيقدم على الاستشهاد بأمر سيثبت لِمَنْ أمامه أن السائل مجرد يتلاعب بالآيات بصورة تهدم الهدف من سؤاله ولا تفيده!!
نص الآيات التي استشهد بها السائل حسب الترجمة البيروتية الشهيرة (والتي هي بنفس المعنى): "اَلرَّبُّ قَنَانِي أَوَّلَ طَرِيقِهِ، مِنْ قَبْلِ أَعْمَالِهِ، مُنْذُ الْقِدَمِ.. كُنْتُ عِنْدَهُ صَانِعًا" (سفر الأمثال 8: 22، 30).. فإذا قرأت الأصحاح من بدايته، تراه يقول: "أَلَعَلَّ الْحِكْمَةَ لاَ تُنَادِي؟ وَالْفَهْمَ أَلاَ يُعْطِي صَوْتَهُ..؟ عِنْدَ مَدْخَلِ الأَبْوَابِ تُصَرِّحُ: لَكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ أُنَادِي.." (سفر الأمثال 8: 1، 3، 4). فهذا هو الرد ببساطة.. فسليمان النبي يتحدث على لسان الحكمة.. فيقول "الحكمة تنادي وتقول.." ولا يتحدث عن نفسه.. فكأنك تخبر شخصًا بأمرًا ما وتقول: "وعندما واجهته بالأمر قال لي: لا أعرف"! فكلمة "لا أعرف هذه" لم تقولها أنت، بل قالها شخص آخر لك، وأنت تتحدث بذلك الضمير في سياق إلقاءك للقصة.. فبسبب أن جملة "الحكمة تنادي وتصرخ" الموجودة في بداية الأصحاح ولم تكن قريبة من الآيات "الحُجَّة" التي استخدمها السائل، فلهذا ظن السائل المتمرس أنها هي أقوال سليمان نفسه!
بل الأجمل من هذا أن السائل يناقض سؤاله ويرد عليه بدون أن يعرف في نفس العَرْض..! فمعروف عن السيد المسيح أنه هو أقنوم الحكمة.. هو كلمة الله.. فنرى سليمان نفسه يقول: "يا اله الآباء يا رب الرحمة يا صانع الجميع بكلمتك" (سفر الحكمة 9: 1)، "الحكمة صانعة الجميع" (سفر الحكمة 8: 5).. بل هذا ما يقوله كاتب القرآن نفسه!! "يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى" (سورة آل عمران 45).
تقول الآية الكريمة: «قَبْلَمَا صَوَّرْتُكَ فِي الْبَطْنِ عَرَفْتُكَ، وَقَبْلَمَا خَرَجْتَ مِنَ الرَّحِمِ قَدَّسْتُكَ»" (سفر إرميا 1: 5). وهذه الآية هي على لسان الله عز وجل.. فهل تعني هذه الآية أن إرميا النبي مخلوق من البدء، أو موجود منذ الأزل؟! حاشا.. بل تعني ببساطة أن كل شيء كائن في فِكر الله منذ الأزل.. فالله له معرفة سابقة بكل ما سيحدث وما ومَنْ سيكون.. ولكن هذا الكلام يختلف عما قاله السيد المسيح "قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ»" (إنجيل يوحنا 8: 58) كما سنوضح لاحقًا..
لا! ملكي صادق هو مجرد بشر.. اضغط على الرابط السابق هنا في موقع الأنبا تكلا لترى تفاسير الآيات التي جاءت عنه في الكتاب.. أما من جهة قولك أن ما قيل عن ملكيصادق يفوق أوصاف السيد المسيح كإله.. فندعوك لقراءة لاهوت المسيح لقداسة البابا شنوده الثالث، والذي يتناول جميع الآيات التي تتحدث عن لاهوت السيد المسيح في كتاب الله.
إذا كانت هذه الكلمة هي كلمة عادية مثل الآيات التي تعرض لها السائل العزيز، أو كانت "تُفهَم على سبيل المجاز" كما يقول.. فلماذا قيل عن اليهود أنهم "رَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ" (إنجيل يوحنا 8: 59)؟! بل قبل ذلك بأيام قالها السيد المسيح صراحةً، وفهمها اليهود صراحة أيضًا.. وفي تلك المرة كذلك حاولوا أن يرجموه كَمُجَدِّف.. وذلك عندما قال: أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ".. ونرى رد فعل اليهود (وما فهموه بصورة واضحة بدون مجاز) كما يلي: "فَمِنْ أَجْلِ هذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ، لأَنَّهُ لَمْ يَنْقُضِ السَّبْتَ فَقَطْ، بَلْ قَالَ أَيْضًا إِنَّ اللهَ أَبُوهُ، مُعَادِلًا نَفْسَهُ بِاللهِ" (إنجيل يوحنا 5: 18). فإن كان السائل يعتمد على "قرائن الكلام"، فقرائن الكلام هذه هي أيضًا التي جعلت اليهود يحاولون رجم المسيح لأنه عادَل نفسه بالله..
فرد فعل اليهود بالرجم لأنه قال "أنا كائن".. وهي كلمة تُقال عن الله: "الْكَائِنِ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي" (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 1: 4، 8؛ 4: 8؛ 11: 17؛ 16: 5). وهو هنا يستخدم نفس التعبير الذي عبَّر به اللَّه عن نفسه عندما ظهر لموسي النبيّ في العلِّيقة وعندما سأله موسي عن اسمه فقال "اهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ" (وَمَعْنَاهُ أَنَا الْكَائِنُ الدَّائِمُ). وَأَضَافَ: "هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: "أَهْيَهْ (أَنَا الْكَائِنُ)، هُوَ الَّذِي أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ". "وَقَالَ أَيْضًا لِمُوسَى: "هَكَذَا تَقُولُ لِشَعْبِ إِسْرَائِيلَ: إِنَّ الرَّبَّ «يهوه ـ الكَائِنَ" إِلهَ آبَائِكُمْ، إِلَهَ إبْرَاهِيمَ وَإسْحقَ وَيَعْقُوبَ قَدْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. هَذَا هُوَ اسْمِي إِلَى اْلأَبَدِ، وَهُوَ الاسْمُ الَّذِي أُدْعَى بِهِ مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ" (خر 3/14-15).
انظر المزيد أيضًا عن آية "قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" ومقارنتها مع آية سفر إرميا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/pwy35a8