سنوات مع إيميلات الناس!
أسئلة اللاهوت والإيمان والعقيدة
الإجابة:
نشكرك أولًا على أسلوبك المحترم، وإعجابك بالموقع(*)..
المقال الذي تتحدث عنه هو عرض عام لسيرة السيد المسيح في هذا الرابط.. ولنتناول الآن النقاط التي تتحدث عنها، وستجد روابط بكل نقطة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت للاستزادة، ولعدم التكرار في الموقع.. وللعلم للزوار الأعزاء، الآية القرآنية التي عرضها السائل الكريم هي من (سورة النساء، آية 171).
قلت "أنه ليس الرب والدليل الآية الكريمة من القرآن": هذا أول دليل لا يصلح للمناقشة! فأنت تتحدث هنا عن رأيك أنت وكتابك الذي تؤمن به.. أما نحن فنؤمن أن الله قادر على الحِفاظ على كتبه من التحريف، وأن الكتاب المقدس هو كتاب الله، وأن كلام الله لا يتعارض عبر العصور.. وبالتالي، فإن كتاب الله قد قال قبل مجيء السيد المسيح أنه سيموت فداءً للعالم، وبعد مجيء المسيح كُتِبَ الإنجيل من كُتَّاب معاصرين للحدث، وهم أكثر من مصدر، ووصفوه وصفًا كاملًا بكل تفاصيله.. والكتاب المقدس يتحدث صراحة عن أن السيد المسيح هو الله الظاهر في الجسد.. ولكن بعد أكثر من ستة قرون يأتي كتاب آخر، بجمل تناقض كتاب الله، من مصدر واحد وشخص واحد، وبعد الحدث بقرون طويلة، ولم يشاهد الأحداث من الأساس..! وتُطالِبني أن أصدقه أو أعترف به؟! كيف هذا؟! إن كنت تؤمن أن الله قادر، فإنه غير عاجز عن الحِفاظ على كتبه من التحريف، وبالتالي، الأصل هو الأساس، وليس ما يأتي بعد مئات السنين ليناقض عقيدة إلهية مُعترف بها!
هناك جانب من الصحة في الآية المذكورة عن ذِكر أن السيد المسيح هو "كلمة الله"، وهذا يتفق مع الكتاب المقدس في قوله عز وجل: "فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ. كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ.. كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِيًا إِلَى الْعَالَمِ. كَانَ فِي الْعَالَمِ، وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِهِ، وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْعَالَمُ.. وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا" (إنجيل يوحنا 1: 1-14). فموضوع "كلمة الله" المذكور في القرآن هذا، مكتوب بوضوح أكثر في الكتاب المقدس: "الكلمة صار جسدًا"..
والنقطة الأخرى السليمة في الآية هي موضوع "روح منه".. فهي تتفق أيضًا مع الكتاب المقدس في قول السيد المسيح عن نفسه: "أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ" (إنجيل يوحنا 10: 30)، و"اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ" (إنجيل يوحنا 14: 9).
أما الجزء الذي لا يتحدث عن المسيحية في الآية، وهو موضوع "لا تقولوا ثلاثة".. فالمسيحية قبل الإسلام تنادي بوحدانية الله..
هناك أيضًا أمر صحيح هو موضوع بشارة الملاك غبريال للسيدة العذراء مريم.
ثم تعود للحديث عن هرطقات قديمة ضد المسيحية وهي كلام "عيسى وأمه شريكين مع الله" هذا، وهذا لا علاقة له بالمسيحية.. فالله واحد، والسيدة العذراء هي بشر، مع كونها أعظم نساء العالمين، وحتى أعظم من أمهات أنبياء الإسلام كلهم أو أمهات المؤمنين وغيرهم، حسبما يقول كتاب القرآن الكريم: "وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ" (سورة آل عمران 42). فمع كل هذا هي مجرد إنسانة طاهرة وقديسة عظيمة من البشر.. فكلامك حول تأليه العذراء لا علاقة له بالمسيحية.. وقد تحدثنا عنه سابقًا هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في مقال بعنوان القرآن والمسيحية. وموضوع الصاحبة والولد هذا مكتوب في القرآن فقط، وليس في كتاب الله.
_____
(*) المصدر: من مقالات وأبحاث موقع الأنبا تكلاهيمانوت
www.st-takla.org.الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/ktq4da9