سنوات مع إيميلات الناس!
أسئلة اللاهوت والإيمان والعقيدة
الإجابة:
كلامك سليم تمامًا من ناحية بحثك عن العقيدة المناسبة التي تتبعها(*).. ولكن هناك ملاحظتان حول محتوى الرسالة:
فترتيبك للطوائف -إن كنت قد وضعتهم بترتيب تاريخي- هو غير سليم. فالأرثوذكسية (وتعني التقليديين) هم أول طائفة في العالم، ثم جاء الكاثوليك بعد انشقاق في القرن الخامس الميلادي. أما البروتستانت (الإنجيليين) فهم أحدث الطوائف من القرن السادس عشر الميلادي..
الخطأ الثاني هو أنك لم ترى فروقًا تؤثر على جوهر العقيدة ولكن فروق تعبدية فقط..
بالطبع نحن كنيسة أرثوذكسية وسندافع عن إيماننا القويم، ولكن بعد قراءتك لهذا الكلام، ابحث أيضًا من مصادر مسيحية أخرى غير أرثوذكسية، ولتحكم أنت بنفسك على الأمر.. وذلك من خلال ثلاثة محاوِر: التاريخ - الواقع - العقيدة. فلن نقول لك ماذا تتبع، ولكننا نعرض أمامك كل الجوانب، ولترى أنت بنفسك ما هو الأصلح، وصلّي إلى الله لكي يرشدك إلى الصالح. كما يقول الكتاب: "فَاسْمَعْهُ وَاعْلَمْ أَنْتَ لِنَفْسِكَ" (سفر أيوب 5: 27).
ولنتناول بعض النقاط الأساسية حول تلك الأمور معًا.. وقد تحدثنا عنها سابقًا كثيرًا هنا في موقع الأنبا تكلا في أكثر من قسم.. وسوف نضع لك روابط للاستزادة حول الموضوع.. فهنا سنضع نقاطًا عامة حول الموضوع..
1- الكنيسة المصرية القبطية الأرثوذكسية مثلًا قد بدأت بتبشير القديس مرقس كاتب الإنجيل في مصر، فهي أخذت تعاليمها وعباداتها وطقوسها وروحها من شخص عاش مع المسيح وكتب إنجيلًا واستشهد أيضًا في مصر لدعوته بالمسيحية..
2- الكنيسة الكاثوليكية هي كنيسة منشقة عن الإيمان الأرثوذكسي الصحيح المُسَلَّم من الآباء الأولين، وذلك في القرن الخامس الميلادي، وبها أيضًا ادعاءات خاطئة مثل دعوتها بأن بطرس الرسول هو المبشر بها! ولكن هذا غير سليم! وقد نشأت الكاثوليكية بعد مجمع خلقيدونيا عام 451 م، ووافقت على أمور وعقائد في طبيعة السيد المسيح لم تكن موجودة في المسيحية من قبل.. وانحدر بها الحال لمشاكل وأخطاء كثيرة منها بدعة المطهر - تقديس العذراء بصورة مبالغ فيها - صكوك الغفران - الحروب الصليبية (حروب الفرنجة)- دخول الكنيسة في الدولة والسياسة - الحِرمانات وتصوير الله كأنه المنتقم الجبار بصورة هوجاء.. والكثير من الانحلال والفساد، والذي للأسف نراه إلى اليوم عندما نسمع عن فضائح من رجال دين من الكاثوليك..!
3- بسبب تراكم مشاكل وتطاولات الكنيسة الكاثوليكية، نشأ شخص اسمه مارتن لوثر (منشيء طائفة المعترضون Protestants) في غضب ورعب من الله وسخط من تعاليم الكنيسة الكاثوليكية، وبدلًا من أن يعود إلى الإيمان القويم، انحرف بالأكثر، فرأى رجال الدين الكاثوليك يستغلون الدين لمصالح شخصية، فنادى بعدم وجود الكهنوت، والطقوس، والأسرار الكنسية، وتطاول البروتستانت لدرجة رفض كتبًا من كتاب الله ذاته! فنرى مناداة البروتستانتية أو الإنجيلية ببدع كثيرة منها: الطبيعتين والمشيئتين للمسيح - رفضهم التقليد المقدس - التركيز على الإيمان بدون الأعمال في موضوع الخلاص - لا صوم ولا شفاعة ولا أسرار ولا رهبنة ولا صلاة على الموتى ولا إكرام للقديسين ولا صلوات طقسية ولا إيمان بدوام بتولية العذراء ولا مواهب للروح القدس ولا يستخدمون رشم الصليب وإنكار للأبوة الروحية وإيمان بعقيدة الاختيار المسبق... إلخ. ولا حتى إيمان قويم واحد، فيعتقدون في حرية التفكير وتفسير العقيدة وكل شخص يؤمن بما يريد، والآن نرى آلاف الطوائف الخارجة عن جعبة البروتستانتية، وما تزال في الزيادة!!
فلا تجعل أحدًا يجرك إلى بدعة اللاطائفية، فهذا لا وجود له.. بل يوجد إيمان سليم وآخر منشق وناشئ في عصور حديثة.. وضد تعاليم الكتاب المقدس نفسه.. فمن غير المنطقي أن تنظر إلى كل تلك الفروق بأنها فقط فروق تعبدية، ومادمت أؤمن بالمسيح مخلصًا وفاديًا فقد خلصت.. فهذا غير سليم، ونرى في الكتاب المقدس والتاريخ كثيرين زاغوا عن الإيمان بسبب بدع مثل هذه.. ونرى أمثلة في الكتاب المقدس لمؤمنين رفضهم الله بسبب عقائد وإيمان وأعمال خاطئة، وذلك برغم من قبولهم لله وأصبحوا فاعِلي إثم!! "كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ" (إنجيل متى 7: 23).
للمزيد ها هي بعض الروابط هنا في موقع الأنبا تكلا التي ستفيدك في بحثك، مع العلم بأننا تناولنا كل نقطة من النقاط التي ذكرناها بعاليه بالتفصيل والتمحيص والرد في تلك الصفحات..
المجامع المسكونية ومنها مجمع خلقيدونية الذي حدث فيه الانشقاق الكبير
كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي، من مكتبة كتب قداسة البابا شنوده الثالث
كتاب لماذا نرفض المطهر، من مكتبة كتب قداسة البابا شنوده الثالث
كتاب بدعة الخلاص في لحظة، من مكتبة كتب قداسة البابا شنوده الثالث
كتاب في الحوار اللاهوتي: اللاهوت المقارن "الجزء الأول"، من مكتبة كتب قداسة البابا شنوده الثالث
_____
(*) المصدر: من مقالات وأبحاث موقع الأنبا تكلاهيمانوت
www.st-takla.org.الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/5hnsayt