وهو الشخص الذي يسقط تحت اضطهاد فيحتمل السجن من أجل المسيح أو عذابات لكنه لم يستشهد(1).
كلمة المعترفون باليونانية όμολογετής وبالإنجليزية Confessors، وهو الذين تحملوا الآلام والعذابات والقيود بسبب تمسكهم بإيمانهم بالرب يسوع المسيح، ولكنهم لم يبلغوا حد الاستشهاد بسفك دمائهم. وهم في الكنيسة يأتون في الترتيب بعد الشهداء مباشرة، وقبل كل القديسين. وفي الكنيسة الأولى كان كل مَنْ ازدُريَ به من أجل اسم ربنا، وقابَل اضطهادًا من ذويه غير المؤمنين في بيته، ولكنه لم يُقَيَّد بقيود وحَبس، يُعتبَر من المعترفين أيضًا، وإن كان في درجة أقل.
وكان لهؤلاء المعترفين كرامة كبيرة في الكنيسة، وهو ما نقرأ عنه مثلًا في الفصل العاشر من كتاب التقليد الرسولي: "... إذا قُيِّدَ معترف من أجل اسم الرب، لا توضَع عليه اليد للشمَّاسيَّة، أو للقسِّيسيَّة. لأنه نال كرامة القسِّيسيَّة باعتراف، لكن إذا أُقيمَ أسقفًا، توضَع عليه اليد.
"وإن كان معترفًا لم يُدخَل به أمام السلطة، ولا عوقِب بقيد أو بسجن، ولا أُدينَ بأي عقوبة، بل ازدُرِيَ به فقط، مصادفةً، من أجل اسم ربنا، وعوقِب في البيت. فبرغم أنه قد اعترف بإيمانه، توضَع عليه اليد في كل رتبة يستحقها".
والقانون السادس من قوانين هيبوليتس (القرن السادس) يورِد شرحًا أكثر وضوحًا لهذا الأمر فيقول: "إذا استحق واحد أن يقف في محفل لأجل الأمانة، ويحتمل العقوبة لأجل المسيح، وبعد هذا يتخلَّص بنعمة المراحم، فهو بذلك قد استحق رتبة القسيسية من جهة الله. لا يقسمه الأسقف، لأن اعترافه هو قِسمته. أما إذا صٌيِّرَ أسقفًا، فليُقسَم.
"وإذا اعترف واحد ولم يؤلَّم بعقوبة، فقد استحق القسيسية؛ ولكنه يُقسم من جهة الأسقف.
"وإن كان عبدٌ لواحدٍ، واحتمل عقوبة لأجل المسيح، فهذا هو قسِّيس الرعيَّة، وإن لم ينل شكل القسيسية، ولكنه نال روح القسيسية، ليس بصلاة الأسقف عليه بتلاوة، بل من جهة الروح القدس".
_____
(1) عن مقدمة كتاب قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية - القمص تادرس يعقوب ملطي.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/g4w668h