يلبس الكاهن والشمامسة الملابس البيضاء (ملابس الخدمة) وهم يرددون:-
مز (29) أعظمك يا رب.. حللت مسحي ومنطقتني فرحًا لكي تترنم لك روحي.
والترنم هو على ما أعطاه الله لنا.
مز (92) الرب قد ملك لبس الجلال.. (الرب ملك على الكاهن، صار الكاهن في ملكية الله)، لبيتك ينبغي التقديس طوال الأيام.
[هذه الأرقام (29، 92) هي بحسب ما ورد في الأجبية].
من أين جاءت تسمية الحمل: جاءت من تسمية الكتاب للمسيح بأنه "حمل الله" (يو29:1) وكان الحمل يُقَدَّم ذبيحة (رؤ6:5، 12). وكانت التقدمة المسائية والتقدمة الصباحية في الهيكل اليهودي عبارة عن تقديم حمل رمزًا لذبيحة المسيح.
ويأتي بعد هذا فرش المذبح الذي يشير لإعداد عليَّة صهيون ليؤسس السيد سر الإفخارستيا يوم خميس العهد، بعد أن يقدم الكاهن صلوات تفيد انسحاقه وعدم استحقاقه لهذه الخدمة، وفي هذا يقف موقف العشار الخاطئ. ولا يصح أن ترفع اللفائف طالما الجسد موجود وإلاّ نكون قد أعددنا البيت بالفرش لاستقبال ملك وبدأنا في نزع الفرش والملك ما زال موجودًا.
فرش المذبح:- هذا يتم بلفائف بعضها يثبت في مكانه حتى نهاية القداس. وبعضها يحركه الكاهن عدة مرات (لفائف متحركة) ولهذا دلالات معينة سنأتي لشرحها. وفرش المذبح يشير لإعداد عليَّة صهيون يوم أسس الرب هذا السر (يوم خميس العهد).
اللفائف المتحركة:- لفافة (1) لتغطية الكأس. وأخريين ولنسمهما أرقام (2، 3) لتغطية الصينية الفارغة.
ما يذكرنا بالميلاد يذكرنا في الوقت نفسه بالصليب.
ما نراه الآن على المذبح وما يفعله الكاهن يشير للميلاد وللصليب في نفس الوقت. فظل الصليب كان مخيما على المذود حيث ولد المسيح = فالمسيح ولد ليصلب، فاللاهوت حي لا يموت، لذلك أخذ ابن الله جسدًا مولودا من العذراء ليموت به.
لماذا؟
لنراجع المكان الذي ولد فيه المسيح:-
1) هو مذود للحيوانات وهذه تقدم للذبح، والمسيح ذبح على الصليب.
2) الرعاة المتبدين = هؤلاء يرعون الخراف المعدة للذبح في الهيكل، وهذه يتم الكشف عليها بمعرفة الكهنة وإذ يجدونها بلا عيب يرسلونها وعليها ختم لهؤلاء الرعاة ليرعونها، ومن ثم تقدم ذبيحة. وهذا رمز للمسيح الذي بلا عيب = "لأن هذا الله الآب قد ختمه" (يو6: 27). وكأن الملاك أرشد الرعاة إلى الحمل الحقيقي الذي بلا عيب والذي سيقدم ذبيحة على الصليب.
3) المجوس قدموا للمسيح مرًا رمزًا لآلام المسيح وصليبه.
4) العذراء لا تجد موضعا لتلد ابنها، كأنها مرفوضة كابنها.
5) المسيح ولد في بيت لحم = بيت الخبز، ونحن صرنا نتناول جسده المذبوح على هيئة خبز لنحيا.
الرموز للميلاد:-
نجد صليب فوق القبة التي توضع على الصينية = النجم الذي أرشد المجوس.
مسح القربانة بالماء = معمودية المسيح.
لف الحمل باللفافة (2) = القماط الذي وضع للطفل يسوع.
الكاهن يحمل القربانة ملفوفة ويقول مجدًا وإكرامًا.. وهو ساجد برأسه = سجود المجوس للمسيح دون أن يعرفوا من هو. واللفافة الملفوف بها القربانة الحمل تشير لعدم المعرفة = التجسد كان ما زال سرًا.
الرموز للصليب:-
اللفافة (2) تغطي الصينية = تكفين الرب.
الأبروسفارين يغطى الصينية والكرسي = وضع حجر على باب القبر بعد الدفن.
اللفافة (3) توضع مثنية فوق الأبروسفارين = وضع الختم على الحجر الموضوع على باب القبر.
اللفائف توجد في مكانها بعد رفع الأبروسفارين = وهذا ما حدث بعد القيامة (يو20: 5). ورفع الإبروسفارين procverin يشير للقيامة.
شمعتين على المذبح = الملاكين اللذين كانا في القبر.
مزج الخمر والماء في الكأس = خروج دم وماء من جنب المسيح عند طعنه على الصليب.
ثم يصلي صلاة المزامير:
1) في أيام الإفطار (الثالثة والسادسة فقط).
2) في الأصوام (الثالثة والسادسة والتاسعة) لأن هناك فترة صوم انقطاعي.
3) في صوم يونان والصوم الكبير يصلي (من الثالثة حتى النوم) ففترة الصوم أطول.
4) يوم العنصرة (البنطيقستي= الخمسين) تصلي الثالثة الخاصة بحلول الروح القدس.
والكاهن الخديم هو الذي يبدأ ويقود الصلاة والتوزيع.
ثم تصلي الكنيسة قانون الإيمان ومع صلوات كيريي ليسون (41) مرة يقدم الحمل بعد أن يغسل الكاهن الخديم يده ثلاث مرات (كما غسل السيد أرجل تلاميذه قبل العشاء) ويقول:
1. تنضح عليَّ بزوفاك فأطهر وتغسلني فأبيض أكثر من الثلج.
2. تسمعني سرورًا وفرحًا فتبتهج عظامي المتواضعة.
3. أغسل يديَّ بالنقاوة وأطوف بمذبحك يا رب لكي أسمع صوت تسبيحك.
وغسل الأيادي مهم من الناحية المادية والأهم طهارة القلب، كأن لا يحمل كراهية لأي إنسان أو عدم غفران.
يأخذ الكاهن معه معه لفافة وصليب بعد أن ينشف يديه فيقدمون له الحمل والخمر أمام باب الهيكل. فيكشف طبق الحمل ويقول نسألك يا حمل الله يا حامل خطية العالم اسمعنا وارحمنا فيردد الشعب كيريي ليسون 41 مرة. = عدد الجلدات+ الحربة+ إكليل الشوك.
اللفافة التي أخذها الكاهن معه هي لفافة من على الصينية ، اللفافة رقم (3)، ويضعها في كُمْ التُنية. ووضعها مختفية في كم التنية يشير للخطية الساكنة في جسدنا (رو7: 17)، والبعض وبنفس المعنى يضع اللفافة على رأسه. ويأخذ معه صليب ويذهب لاختيار الحمل فهو حمل خطايانا بصليبه.
ثم يأخذ القارورة
ويستبرئ الحمل = فيشم الخمر ويشترك معه الشماس للتأكد من نقاوة الخمر من الشوائب (ويكون هذا بوضع القارورة أمام ضوء الشمعة التي في يد الشماس) ويرشم الخبز والخمر ثلاث رشومات بالصليب، ثم رشمين يرشم بهما الحمل بالقارورة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ثم يعطي القارورة للشماس ويقول "أعطي يا رب أن تكون مقبولة أمامك ذبيحتنا عن خطاياي وجهالات شعبك لأنها طاهرة كموهبة روحك القدوس بالمسيح يسوع ربنا".(يقدم الخبز والخمر منفصلين لأن الرب يسوع أسس السر هكذا).
ثم يضع يديه متقاطعتين على مثال الصليب ويأخذ قربانتين وهو يقول "الله يختار له حملًا بلا عيب". ثم يختار أفضل قربانة من حيث الاستدارة ووضوح الثقوب وعدم وجود شيء عالق وبلا تشققات وسلامة الإسباديقون decpotikon.
ثم يختار أفضل قربانة من وسط القرابين ويمسحها من أي أثار أو أشياء قد تكون عالقة بها من الفرن باللفافة التي في كمه
= مسح القربانة من أي شوائب يشير لأن المسيح كان بلا عيب ، ولكن في نفس الوقت، إذا فهمنا أن اللفافة التي كانت مختبأة في كم الكاهن هي رمز لخطايانا، فيكون مسح القربانة المختارة بهذه اللفافة له معنى وضع الخطايا على المسيح الحمل. القربانة المختارة تشبه تمامًا بقية القرابين فهو شابهنا في كل شيء ما خلا الخطية وحدها. وهذا أيضًا يشير إليه استبراء الخمر، أي التأكد من رائحته وأنه بلا شوائب. ثم يضع القربانة المختارة (الحمل) فوق باقي القرابين فالمسيح فوق الجميع. ونقول الآن أن اختيار القربانة = تجسد المسيح وميلاده.كل هذا (استبراء الخمر واختيار أحسن قربانة) لأن المسيح كان بلا عيب كما كان خروف الفصح بلا عيب كرمز للمسيح الذي قال "من منكم يبكتني على خطية" (يو46:8).
ثم يحك القربانة المُختارة ببقية القربان، والمعنى أن ذبيحة المسيح فوق كل الذبائح وأن كل ذبائح العهد القديم كانت تشير لذبيحة المسيح.
وبعد الاختيار لا يقلب الكاهن القربانة توقيرًا للحمل.
ثم يغمس إبهامه من خمر القارورة ويرشم القربانة التي اختارها قائلًا:
"ذبيحة مجد"، ويرشم باقي القربان قائلًا:
"ذبيحة بركة"؛
"ذبيحة إبراهيم"؛
"ذبيحة إسحق"؛
"ذبيحة يعقوب".
"ذبيحة ملشيصادق" (هو الرشم الأخير، فطقس الإفخارستيا على طقس ملشيصادق).
والذي يقدم الحمل هو أكبر الموجودين وأعلاهم رتبة إكرامًا للحمل.
والقربانة المختارة تأخذ الرشم الأول والأخير إشارة لأن المسيح قال "أنا هو الألف والياء".
بعد اختيار الحمل يقبل الكاهن شريكه في الخدمة مستأذنًا في الانصراف إلى داخل الهيكل.
ثم يعود الكاهن إلى المذبح ومعه القربانة المختارة =
ثم يبل الكاهن أطراف أصابعه اليمنى ويمسح القربانة وهذا فيه إشارة لمعمودية المسيح. لذلك ولأن السماء انفتحت أثناء العماد فالكاهن يذكر في هذا الوقت كل من طلبوا منه أن يذكرهم مبتدئًا بنفسه حتى يقبله الله.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/rw52m7h