سر الإفخارستيا ευχαριστία أي سر الشكر ويُسَمَّى سر الشركة المقدسة Holy Communion. هو تسليم من الرب يسوع المسيح نفسه لتلاميذه. الرب يسوع هو الذي أسسه يوم خميس العهد. وكلمة شكر تعني إفخارستيا وهي تنقسم لمقطعين إف + خارستيا. إف تعني جيد وحلو وخاريس تعني نعمة. ويصير المعنى هي عطية ونعمة مقبولة من يدك يا رب بالفرح والشكر والعرفان. وهكذا هي في القبطية شيبئهموت = شيب تعني يقبل وإهموت تعني نعمة. فالله يعطينى نعمة وأنا أتقبلها منه بالشكر. والمسيح كرأس للكنيسة يشكر بالنيابة عنا، ليشرح أن هذا واجبنا. وهذا ما نفعله في القداس إذ نسبح تسابيح كثيرة قبل وبعد القداس.
(مت26:26-30): "وفيما هم يأكلون أخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطى التلاميذ وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي. واخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلًا اشربوا منها كلكم. لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا. وأقول لكم أني من الآن لا اشرب من نتاج الكرمة هذا إلى ذلك اليوم حينما أشربه معكم جديدًا في ملكوت أبي. ثم سبحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون."
(مر22:14-26): "وفيما هم يأكلون أخذ يسوع خبزًا وبارك وكسر وأعطاهم وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي. ثم اخذ الكأس وشكر وأعطاهم فشربوا منها كلهم. وقال لهم هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين. الحق أقول لكم أني لا اشرب بعد من نتاج الكرمة إلى ذلك اليوم حينما أشربه جديدًا في ملكوت الله. ثم سبحوا ورجوا إلى جبل الزيتون."
(لو14:22-23): "ولما كانت الساعة اتكأ والاثني عشر رسولًا معه. وقال لهم شهوة اشتهيت أن أكل هذا الفصح معكم قبل أن أتألم. لأني أقول لكم أني لا أكل منه بعد حتى يكمل في ملكوت الله. ثم تناول كأسًا وشكر وقال خذوا هذه واقتسموها بينكم. لأني أقول لكم أني لا اشرب من نتاج الكرمة حتى يأتي ملكوت الله. واخذ خبزًا وشكر وكسر وأعطاهم قائلًا هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم اصنعوا هذا لذكري. وكذلك الكأس أيضًا بعد العشاء قائلًا هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك عنكم. ولكن هوذا يد الذي يسلمني هي معي على المائدة. وابن الإنسان ماض كما هو محتوم ولكن ويل لذلك الإنسان الذي يسلمه. فابتداوا يتساءلون فيما بينهم من ترى منهم هو المزمع أن يفعل هذا."
أمّا القديس يوحنا فلم يورد في إنجيله تأسيس السر ليلة خميس العهد لسببين:
1- كان السر يمارس في الكنيسة حوالي سبعين سنة قبل كتابة إنجيل يوحنا. فيوحنا كتب إنجيله حوالي سنة 100 ميلادية، فلم يجد داعٍ لأن يشرح شيئًا تمارسه الكنيسة كل هذه المدة. هذا فضلًا عن أن الأناجيل الثلاثة التي أوردت تفاسير السر كانت قد انتشرت في العالم. والقديس يوحنا عمومًا نلاحظ أنه لم يكن يكرر ما ورد بباقي الأناجيل الثلاثة، بل كان ما يركز عليه هو ما يثبت لاهوت المسيح لذلك أورد معجزة الخمس خبزات فقط فهي تشير أولًا إلى لاهوته وثانيًا فهي رمز لسر الإفخارستيا.
2- أورد القديس يوحنا حديث السيد المسيح عن هذا السر في (يو 6) وكان هذا تعقيبًا على معجزة الخمس خبزات. وكأن السيد المسيح يُقَدِّم نفسه سرًا للحياة والشبع كما أشبع الجموع هنا. فهذه المعجزة هي رمز للمسيح خبز الحياة، وكانت أيضًا مقدمة للحوار وتهيئة أذهان السامعين لما سيقوله الرب عن الأكل من جسده في نفس الإصحاح.
(يو47:6-59): " الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية. أنا هو خبز الحياة. آباؤكم أكلوا المن في البرية وماتوا. هذا هو الخبز النازل من السماء لكي يأكل منه الإنسان ولا يموت. أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء أن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد والخبز الذي أنا أعطى هو جسدي الذي ابذله من أجل حياة العالم. فخاصم اليهود بعضهم بعضًا قائلين كيف يقدر هذا أن يعطينا جسده لنأكل. فقال لهم يسوع الحق الحق أقول لكم أن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم. من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير. لأن جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق. من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه. كما أرسلني الآب الحي وأنا حي بالآب فمن يأكلني فهو يحيا بي. هذا هو الخبز الذي نزل من السماء ليس كما أكل آباؤكم المن وماتوا من يأكل هذا الخبز فانه يحيا إلى الأبد. قال هذا في المجمع وهو يعلم في كفرناحوم."
وردد القديس بولس نفس المفهوم:
(1كو15:10-22): "أقول كما للحكماء احكموا انتم في ما أقول. كاس البركة التي نباركها أليست هي شركة دم المسيح الخبز الذي نكسره أليس هو شركة جسد المسيح. فأننا نحن الكثيرين خبز واحد جسد واحد لأننا جميعنا نشترك في الخبز الواحد.انظروا إسرائيل حسب الجسد أليس الذين يأكلون الذبائح هم شركاء المذبح. فماذا أقول أأن الوثن شيء أو أن ما ذبح للوثن شيء. بل أن ما يذبحه الأمم فإنما يذبحونه للشياطين لا لله فلست أريد أن تكونوا انتم شركاء الشياطين. لا تقدرون أن تشربوا كاس الرب وكاس شياطين لا تقدرون أن تشتركوا في مائدة الرب وفي مائدة شياطين. أم نغير الرب ألعلنا أقوى منه."
(1كو23:11-31): "أنني تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضًا أن الرب يسوع في الليلة التي اسلم فيها أخذ خبزًا. وشكر فكسر وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لأجلكم اصنعوا هذا لذكري. كذلك الكأس أيضًا بعدما تعشوا قائلًا هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي اصنعوا هذا كلما شربتم لذكري. فأنكم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخبرون بموت الرب إلى أن يجيء. إذا أي من أكل هذا الخبز أو شرب كاس الرب بدون استحقاق يكون مجرما في جسد الرب ودمه. ولكن ليمتحن الإنسان نفسه وهكذا يأكل من الخبز ويشرب من الكأس. لأن الذي يأكل ويشرب بدون استحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب. من أجل هذا فيكم كثيرون ضعفاء ومرضى وكثيرون يرقدون. لأننا لو كنا حكمنا على أنفسنا لما حكم علينا."
وَيُفْهَم من النص الأخير أن الرب هو الذي سلَّم بولس الرسول هذا السر.
والكنيسة باشرت منذ بدأت، من عصر الآباء الرسل هذا السر. ويحفظ لنا التاريخ قداسات قديمة مثل قداس يعقوب الرسول أول أسقف لأورشليم. ويقُال أن هناك قداس كان يُسَمَّى "عهد الرسل" صلوا به معًا. وهناك قداس مرقس الرسول الذي تطور إلى القداس الكيرلسي فيما بعد. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وهذه القداسات تدل على عظم السر وأهميته وقِدَمُه، وأنه تسليم إلهي من المسيح نفسه.
وأهمية وعظمة هذا السر تظهر من قول السيد المسيح "أن مَنْ يأكل... ويشرب... تكون له حياة أبدية ويثبت في المسيح، والمسيح يثبت فيه ويقيمه في اليوم الأخير" (يو54:6)، وأن من لا يأكل... ويشرب... لا يكون لكم حياة فيكم (يو53:6) وأيضًا من يأكل ويشرب له مغفرة الخطايا (مت28:26). ولذلك تصلي الكنيسة في القداس "يُعْطَى خلاصًا وغفرانًا للخطايا وحياة أبدية لكل من يتناول منه. وعلى الجانب الآخر فبولس الرسول يحذر من التناول من جسد الرب ودمه لمن هو غير مستحق (1كو29:11، 30). لذلك تصلي الكنيسة في القداس. (اجعلنا مستحقين كلنا يا سيدنا أن نتناول من قدساتك طهارة لأنفسنا وأجسادنا وأرواحنا).
ولأهمية التناول قال القديسون "الذي يبقَى طويلًا بدون تناول تنتصر عليه الشياطين".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/m7qn6j2