البعد الروحي:
محبة الله لمصر "من مصر دعوت ابني" (هو 11: 1) "مبارك شعبي مصر" (أش 19:19) " يكون مذبح للرب وعمود عند تخومها".
لا شك أنها بركه خاصة لبلادنا المحبوبة مصر أن يزورها الطفل يسوع مع أمه ويوسف النجار وتحققت عبارة إشعياء النبي "مبارك شعبي مصر"... (اش 19: 25) إذ قد تحطمت أوثانها كما قيل في النبوة أيضًا "فترتجف أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها" إنها بشارة خلاص وردت إلى مصر قبل انم تعلن في أي مكان آخر في العالم... (اش 19: 1).
وبالفعل لم تمر 60 سنه إلا وقد تمت كرازة بلادنا على يد القديس مار مرقس الرسولي الإنجيلي فأسس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
تأسيس الكنيسة القبطية في مصر وهي كنيسة الشهداء قيادة المجامع المسكونية، الرهبنة القوية، الصوم والممارسات التقوية، أعظم كنيسة في العالم. بالإضافة إلى الهروب كمبدأ روحي يضمن النصرة على الشيطان. شيء عجيب أن تتحول مصر من عبادة الأوثان ومن السحر والشعوذة وتعدد الآلهة الوثنية، وكل ما هو ضد الله تتحول إلى أعظم كنيسة في العالم كله؛ الكنيسة القبطية. السيد المسيح نفذ وصية "لا يغلبنك الشر بل أغلب الشر بالخير" هذا مبدأ روحي جميل. "كما تكثر آلام المسيح فينا كذلك بالمسيح أيضًا تكثر تعزيتنا".
البعد الرعوي:
+ تحويل كل تجربة إلى منفعة روحية، السيد المسيح حول تجربة الاعتداء عليه (التصفية الجسدية حولها إلى أعظم منفعة روحية للتاريخ كله ولأولاد الله). الإرادة الخيرة تخرج من الآكل أُكلًا ومن الجافي حلاوة.
+ إيجاد مكان مقدس يشهد لمحبة الله غير القدس، التي شهدت أقدس الأوقات في حياة السيد المسيح.
في هذا العيد نتذكر أن في مجيء الرب إلى ارض مصر هناك من حقيقة رعوية واضحة وهي: إن الرب في محبته يهتم بالكل ويبارك الجميع ولكن ليس الجميع يحرصون على نوال هذه البركة أو الاستفادة منها... ففرص الالتقاء بالرب كثيرة وليست متعذرة في كل مكان وفي كل زمان... أليس هو الذي قال "هانذا واقف على الباب واقرع، إن سمع أحد صوتي وفتح الباب ادخل إليه وأتعشى معه وهو معي" (رؤ 3: 12) ولكن الأمر يتوقف على الاستعداد الداخلي الغير مرئي... وبالتوبة والإرادة الخيرة الداخلية يتهيأ الإنسان بالنقاوة والطهارة وتنفيذ الوصية المقدسة للقاء الرب يسوع المسيح سواء على المستوى السرائر الذي يصل إلى ذروته في سر التناول أو على المستوى الكنسي بالوجود في بيت الله المقدس أو على المستوى الشخصي المناجاة والصلوات الشخصية القلبية السهمية التي تقديس الفكر والقلب والمشاعر والحواس... وكل ذلك يمهد للقاء العريس في مجيئه الثاني المخوف المملوء مجدًا بزيت في المصابيح والأواني الذي هو عمل الروح القدس فينا وبنا ومعنا...
كما نتذكر بُعدًا رعويًا آخر وهو أهمية الاحتفال بهذا اليوم الذي انفردت به مصر وسط بلاد العالم كله... وصارت القدس التي نحب أن نزورها لنتبارك من الأماكن التي عاش فيها السيد الرب يسوع المسيح واكل فيها وعلم فيها لأنه تركها لنا لنتبارك بها... إن كانت القدس الآن مغلقه بسبب أوضاع هناك واغتصاب اليهود لدير السلطان القبطي المصري وللأعمال العدوانية التي تقع هناك وتمثل خطورة كبيرة على الأرواح... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). لكننا نحظى بقدس أخرى هي مصر التي تقدست بالرب... وفي هذا الصدد أحب أن أوضح اعتزاز الله بمصر وفرحه بها حتى أنه اختارها من دون بلاد العالم كله قريبها وبعيدها لكي يهرب إليها يجد فيها سلامًا ويهبها سلامه... فنشأت الكنيسة القبطية الفتيه التي كانت صاحبة الفضل على العالم في ما قدمت من شهداء ومعترفين وقديسين ورهبان وراهبات (منتشرون في العالم كله)... وهي كنيسة الأصوام والصلوات والروحانية الواضحة... كما أنها التي حافظت على الإيمان وقادت المجامع المسكونية الكثيرة...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/p7r7xxr