1- المعمودية ولادة من الله:
نؤمن أن المعمودية تحمل عدة معاني فالمعمودية ولادة من الله كما قال السيد المسيح.
(يو 3: 5) "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله". يدخل معناها الأدق باليوناني "يعاين"، لذلك نحن نربط بين المعمودية وأحد التناصير المرتبط بأحد المولود أعمى. ذلك أن المعمودية تجعل الإنسان يرى الأمور الروحية هنا والأمور الملكوتية في السماء تلك هي ولادة فالإنسان يخلق بالولادة والعين الروحية تخلق بالولادة فينا ، بالولادة من الماء والروح. "من لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يعاين ملكوت السموات". فنعتبر المعمودية ولادة لذلك نحن نخرج من المعمودية، رحم الكنيسة. نولد منه. أبونا عندما يغطس الطفل ويخرجه يقول أعمدك أي "ألدك". باسم الآب والابن والروح القدس. أي تولد من الله من خلال الماء والروح. فهي ولادة.
2- دفن مع المسيح:
"مدفونين معه في المعمودية للموت" (روميا 6)، لكي يموت الإنسان العتيق ويحيا الإنسان الجديد. ولذلك ندفن في المعمودية بالتغطيس ونولد بالتغطيس. نخرج من رحم الكنيسة وندفن مع المسيح. كلمة معمودية بالإنجليزية معناها صبغة baptism. أي أن إنسانًا يدخل في شيء ويخرج مصطبغ. مثل قماشة تصبغ. تأخذ صبغة معينة ولذلك فالتغطيس هو التعبير الطقسي عن هذا الإيمان. فلا ينفع الرش والسكب . كيف تحقق الولادة. والدفن والصبغة من خلال الرش. إذًا الطريقة تحددت بناء على فكر. والفكر أتَى بناء عن إيمان عقيدة في داخل الإنسان. ولذلك عندما طلب يعقوب ويوحنا من السيد المسيح أن يجلس واحد عن يمينه والآخر عن يساره قال لهما "هل تستطيعان أن تشربا الكأس التي أشربها؟" قالا "نستطيع". "وهل تستطيعان أن تصطبغا بالصبغة التي أصطبغ بها أنا"؟ قالا "نستطيع". فقال لهما "أما الكأس فتشربانها وبالصبغة التي أصطبغ بها تصطبغان، أما الجلوس عن يميني وعن يساري فللذين أعد لهم". (متى 20:22- 24) إذًا فكرة التغطيس لم تأت من فراغ إنما أتت من عقيدة. من فهم. فالذي يرش ويسكب لا يفهم ماذا يفعل أو ما هو هدفه أو إلى أي شيء يريد أن يصل.
3- المعمودية ولادة من الماء والروح:
كيف يحل الروح على الماء؟ ليس كل ماء يستطيع أن يلد الإنسان ولادة ثانية. فلا بُد أن الروح القدس يحل على الماء فيعطيه القدرة على الولادة لذلك قال الماء والروح أو الماء بالروح. الماء يلد بالروح القدس فالروح يحل على الماء ويعطيه القدرة على الولادة. نلاحظ أبونا وهو يسكب الميرون على شكل صليب. هو يمثل حلول الروح القدس على الماء لكي يهبه القدرة على الولادة ويعملها على شكل صليب لكي يأخذ الروح القدس مما للمسيح ويعطين. يخبرنا بطريقة الخبرة وليس الإخبار أي المعرفة. فالدفن مع المسيح والولادة والصبغة مأخوذة من عمل المسيح على الصليب. كل الأسرار تنبع من الصليب. لذلك حتى سكب الميرون إشارة على حلول الروح القدس على الماء يكون على شكل صليب. إذًا كل حركة لها معنى ولها قصد. وعملت بدقة لذلك فالناس الطقسيون مدققون يعرفون ماذا يفعلون ولماذا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). لذلك تأتي الدقة من المعرفة ليس لمجرد الحفاظ على شيء غير معروف. إذًا سكب الميرون إشارة لحلول الروح القدس وسكبه على شكل صليب إشارة لعمل الروح القدس المتعلق بعمل المسيح على الصليب. ويأخذ مما للمسيح ويعطينا أو يخبرنا بالعطية. أو بالحياة العملية والمذاقة ونولد وندفن ونصطبغ من خلال التغطيس.
4- المعمودية هي الوسيلة التي تخرجنا من مملكة الشيطان:
لأن الإنسان عندما يولد من الله في المعمودية ينسب لله ولكي ينسب لله لا بُد أن يخرج من مملكة الشيطان ويدخل في مملكة الله. أي ملكوت الله أي تخرجون من مملكة الشيطان وتدخلون في مملكة ربنا. ولذلك يلزم قبل التغطيس شيء مهم وهو جحد الشيطان. وفي جحد الشيطان تعطي إحساسًا بالمعنى. عند جحد الشيطان ينظر الإنسان إلى الغرب. لماذا؟ لأن الغرب إشارة للهلاك وإشارة للموت والشرق إشارة للحياة. حتى الفراعنة كانوا يجعلون الغرب للمقابر والشرق للمعابد. لأن الشرق كما سبق يشير للحياة والغرب يشير للموت. والشخص الذي يجحد الشيطان يرفع يده اليسار. فيكون ناظرًا للغرب ورافع يده اليسرَى إشارة إلى أنه محكوم عليه بالموت والهلاك. اليسار إشارة للهلاك والغرب إشارة للموت. ولذلك أصلًا نعمل المعمودية في الجهة الشمالية الغربية لماذا؟ لأن الداخلين في المعمودية محكوم عليهم بالموت والهلاك. موت الجسد وموت الروح. هلاك أي موت الروح، الموت موت الجسد محكوم عليه بالموت. قديمًا كان الهيكل اليهودي يدخلونه من الشرق اتجاههم الغرب لأنهم كانوا يذهبون الجحيم الآن ندخل من الغرب للشرق. نتطلع إلى الحياة لأننا نذهب إلى الفردوس الآن ننعم بالحياة ففي جحد الشيطان الإنسان ينظر إلى الغرب إعلانًا على حكم الموت المسجل عليه. ويرفع يده اليسار إشارة على إنه هالك خارج المسيح في مملكة الشيطان جحد لا رجعه فيه. بعد جحد الشيطان وقبل المعمودية نتجه للشرق. واحد رفض الموت فيتطلع إلى الحياة. ينظر إلى الشرق إذا كان الشخص كبير ينظر إلى الشرق ويرفع يده اليمنى. إشارة إلى الحياة وإشارة إلى الخلاص. إذا كان طفلًا صغيرًا أمه تحمله على يدها اليمنى وترفع يدها اليسرَى وتقول صيغة الإيمان بالمسيح والكنيسة والأسرار.
ما أهمية جحد الشيطان قبل المعمودية ؟ ومن أين أتى المعنى الذي يقول إن الشخص الذي يتعمد يخرج من مملكة الشيطان؟ من أين أتت هذه الفكرة؟
السيد المسيح قال إن الشيطان عندما يخرج من الإنسان الذي يسكن فيه بالمعمودية، يطوف في أماكن كثيرة يطلب راحة فلا يجد. فيقول أرجع إلى مسكني الأول، فإذا رجع ووجده مكنوسًا مزينًا، فيحضر ليدخل هو ومعه سبعة أرواح أشر منه. وكلمة سبعة هنا تشير إلى كمال سيطرة الشيطان الروحية على الإنسان أي في كمال قبضته فتكون أواخر ذلك الإنسان أشر من أوائله. فهنا الطقس لم يأت من فراغ. كلمة السيد المسيح عملت عقيدة والعقيدة ترجمت في الطقس وهذا هو حلاوة دراسة الطقس. إن الإنسان يعرف المنبع، من أين أتى. فكرة جحد الشيطان والخروج من مملكة الشيطان لم تأتي من فكر الكنيسة لكن أتت من فكر المسيح له المجد. ودائمًا أمور الشيطان يكشفها المسيح الذي يعرف هذه المملكة نحن لا نعرفه. وكل ما قيل عن الشيطان ومملكته أخذ من فم السيد المسيح أو من أفواه القديسين الذين اختبروا حرب الشيطان وعرفوها جيد. إذًا نحن في الطقس نترجم الإيمان سواء بالولادة أو الدفن أو الصبغة أو الخروج من مملكة الشيطان.
5- الخليقة الجديدة في المسيح:
"إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. فالأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدًا" (2كو 5: 17). الحقيقة من أروع الأمثلة التي توضح فكرة الخليقة الجديدة البيضة والكتكوت. البيضة جسم ميت لكن فيها كائن حيّ لذلك تعتبر البيضة رمزًا للقيامة لأنها حياة تخرج من موت. موت يلد حياة. الذي يحدث في المعمودية هو إقامة من الموت. نموت مع المسيح ونقوم. هناك فرق بين الكتكوت كخليقة والبيضة كخليقة. الكتكوت وهو في البيضة لا يسمعك ولا تسمعه ولا يشعر بالحياة. هو حيّ ولكن لا يستمتع بالحياة. لكن بمجرد أن يخرج من قشرة البيضة يبدأ يشعر بالحياة.
"إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة". قبل المعمودية الإنسان حيّ لكن لا يستمتع بالحياة مثل الكتكوت الذي هو بداخل البيضة، لكن وقت أن خرج من البيضة أصبح خليقة جديدة في المسيح، لأنه مات في المسيح فاستطاع أن يقوم.
"الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديد". بعد أن يخرج الكتكوت من البيضة ترمي القشرة، "الأشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكل قد صار جديدًا". لا أحد يبقى على قشرة البيضة. ماذا نفعل بها؟ الكتكوت خرج. الكتكوت وهو داخل البيضة يشير إلى الإنسان وهو داخل سلطان الخطية. داخل سلطان الشيطان. القشرة الخفيفة التي تحوي الكتكوت داخلها هذه تشير إلى سلطان الشيطان على النفس يحرمه من الإحساس بالحياة. لكن مجرد ما يخرج يستمتع بالحياة ويفقد الشيطان سلطانه على هذه النفس. ولادة الإنسان الجديد الذي يتجدد بحسب صورة خالقه. نرى كيف أن الوحي الإلهي يعطينا الفكرة. الفكرة تبقى عقيدة والعقيدة تترجم من خلال الطقس.
كل هذه أمثلة تؤكد الفكرة. إذا كان الإنسان يولد من جديد بالمعمودية روحيًا فهو يولد خليقة جديدة بلا خطية. وهذه فكرة تجديد الطبيعة بالمعمودية لذلك نلبسه الملابس البيضاء وفوقها الزنار الأحمر. لكي نعلن أن النقاء الذي أخذه الطفل المولود من الماء والروح المولود من الله هو بفعل دم المسيح ونراه بالثوب الأبيض وفوقه الزنار الأحمر نقول حبيبي أبيض وأحمر. كما قالت عروس النشيد على المسيح. فيكون هناك صورة المسيح الكامل في نقائه وفاعلية الفداء من خلال الزنار. والزنار يربط من فوق الكتف الأيمن إلى تحت الإبط الأيسر. لماذا؟ معناها أن المسيح رفعنا من أسفل اليسار إلى أعلى اليمين. هذه قيمة دم المسيح أو الخلاص الذي تممه السيد المسيح. وهذا الفكر الإيماني هو الذي يترجم في الطقس الكنسي.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/nbf9hj5