الكنائس كلها بيوت الله، وقد دعي اسمه عليها " فالمكان الذي يختاره الرب إلهكم ليحل فيه (تث 12: 11).
وهي مسكنه "يا رب أحببت محل بيتك وموضع مسكن مجدك". (مز 26: 8). واختارها لسكناه مع شعبه فيصنعون له مقدسًا ليسكن في وسطهم، ولذلك أمر بمهابتها ( ...مقدسي تهابون أنا الرب). (لا19: 30). فالكنائس تُبْنَى لعبادة الله كفرض أساسي. وهذا لا يمنع إن يطلق عليها أسماء مختلفة لنميزها بعضها عن بعض "كما سُمِّيَ هيكل الله كهيكل سليمان وكنائس العهد الجديد بأسماء البلاد. ككنائس آسيا (1كو 16: 19) وكنائس أفسس وسميرنا (رؤ 2:1،8) وبأسماء الشعوب المرسلة أليهم الرسائل كاللودوكيين (1كو 4: 15، 16) والتسالونيكيين (1تس 1:1) وعلى هذا القياس سميت الكنائس بأسماء العذراء والرسل والشهداء والملائكة. وليس على أساس أن الكنائس قد أقيمت خصيصا للقديسين بل هي تقام في حد ذاتها لعبادة الله، إنما إطلاق أسماء القديسين عليها مجرد واسطة ليس غرض في حد ذاته. فكأنما نقول كنيسة الله التي على اسم القديس فلان وذلك:-
كما تطلق الأسماء على الأشخاص والأقاليم والمدن والشهور والأيام والأعياد والأصوام والمؤسسات المختلفة؛ فيسمي الله نفسه بأسماء قديسين إبراهيم وإسحق ويعقوب "أنا الله أبيك اله إبراهيم واسحق ويعقوب". (خر 3: 6؛ خر 4: 5؛ مت 22: 32؛ أع 7: 32).
وأصبح ذلك الاسم علما فكان الشعب والأنبياء يدعون الله في صلواتهم بهذا الاسم، "وكان عند إصعاد التقدمة أن إيليا النبي تقدم وقال أيها الرب اله إبراهيم واسحق وإسرائيل..." (1 مل 18: 36).
(2) أطلق أيضًا على هيكل الله الذي في أورشليم اسم "هيكل سليمان".
(3) سميت شريعة العهد القديم باسم "شريعة موسى" مع أنها شريعة الله. وقد أطلق الله عليها ذلك الاسم قائلًا "اذكروا شريعة موسى عبدي" (مل 4: 4) وكذلك باقي الأسفار فنجد - رؤيا إشعياء بن أموص (أش 1: 1)، وكذلك المزامير سميت بأسماء كاتبيها تميزًا لها، كمزامير داود وآساف، وموسى... مع أن هذه الأسفار كلها من كلام الله نفسه وليست من كلام هؤلاء الأنبياء، إلا أنها سميت بأسماء كاتبيها تمييزًا لها عن الأسفار الأخرى، لأنه لم تأت نبوة فقط بمشيئة إنسان. بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس (2 بط1 21).
(4) وذكر سفر الرؤيا إن أسماء الرسل الاثني عشر دونت على أسس الكنيسة السماوية (رؤ14:21) وفي العهد القديم أيضًا دونت أسماء الأسباط الاثني عشر على الحجارة الكريمة المرصعة على الصدرة التي يكهن بها هرون في الخدمة المقدسة (خر14:39).
وعلى هذه الأسس الثابتة في الكتاب المقدس والنماذج التي رسمها الله بذاته سارت كنيسة العهد الجديد بإطلاق أسماء الملائكة والرسل والقديسين على الكنائس.
يذكر معلمنا يعقوب الرسول [... طلبة البار تقتدر كثيرًا في فعلها كان إيليا إنسانًا تحت الآلام مثلنا وصلى صلاة أن لا تمطر فلم تمطر على الأرض ثلاث سنين وستة أشهر. ثم صلى أيضًا فأعطت السماء مطرًا وأخرجت الأرض ثمرها] (يع16:5-18) ففي تكريم القديسين تكريم للفضيلة ذاتها، وتقدير وتعظيم للمثل العليا هذه التي اجتهدت الكنائس لتوصيلنا إليها ورفع أشواقنا ورغباتنا نحوها وتشجيعنا على الجهاد لتحقيقها في حياتنا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فبهذه الوسيلة التكريمية تحقق الكنيسة أغراضها العليا فينا. فالقديسون لا يحتاجون إلى تكريم ارضي. إذ هم يتمتعون بأعظم تقدير وسعادة وبهاء مع الله في السماء. ولكن في تكريم الله لهم وإحياء ذاكراهم على الأرض فائدة عظمى لنا. وقد كرم الله قديسيه أعطاهم سلطانا كسلطانه. الحق أقول لكم انتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون انتم أيضًا اثني عشر كرسيًّا تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر (مت 19: 28) وجعل لهم منزله كمنزلته "الذي يسمع منكم يسمع مني والذي يرذلكم يرذلني" (لو 10: 16) راجع أيضًا (يو 20: 21-23)، كذلك وعد الله بأحياء ذكرى الذين أكرموه، فقال عن المرأة التي سكبت قارورة الطيب على قدميه " حينما بكرز بالإنجيل بكرز بما فعلته هذه تذكارًا لها".
ولذلك اعتاد المسيحيون إن يقيموا المذابح أو يشيدوا الكنائس فوق الأماكن التي استشهد فيها القديسون أو فوق قبورهم أو أماكن أجسادهم المقدسة، تخليدًا لذكراهم ولذِكْرَى محبتهم وفضائلهم كما يطلق على بعض الكنائس أيضًا أسماء الحوادث السيدية الهامة ككنائس القيامة، الصعود، التجلي...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/x56y88p