1 - جسد القيامة: فالقيامة هي الخلود ولا خلود بلا قيامة لذلك ما نأكله هو جسد المسيح القائم من بين الأموات وليس الجسد اللحمي... فالجسد في سر الأفخارستيا هو الجسد القائم من بين الأموات بطبيعة مُمجدة وليست بطبيعة لحمية لا تحتاج أن تجتاز الموت فالسيد المسيح اجتاز الموت وقام ولو قلنا أن الخبز والخمر يتحول لطبيعة كجسدنا هكذا لا بُد أن يجتاز الموت ويكون المسيح لم يمت ولم يقم من الأموات (حاشا)... لكنه الجسد القائم من بين الأموات الجسد الروحاني الممجد لذلك يكون الدم في الكنائس وحدة وممنوع أن الكاهن ينال الجسد مع الدم إلا في حالة المرضى كلًا من الجسد والدم يقدم منفردًا... الجسد القائم من بين الأموات جسد القيامة ودم المسيح المسفوك غفرانًا للخطايا للعالم (دم الصليب)... لكن خلطهم معًا يعطي إحساس أنه جسد لحمي دموي... لا جسد المسيح... وهذا ما لا نقبله فلقد أخذ السيد المسيح الخبز وحده وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي وأخذ الدم وقال خذوا اشربوا هذا هو دمي... يقول أحد الآباء: "جسد القيامة والدم المسفوك على الصليب يجعلنا نلتصق بالمسيح كما يلتصق قطعتان من الشمع بواسطة النار" هذه هي الشركة لذلك نستخدم الكلمة اليونانية: (ميتاليبسس) μετάληψις: أي (ميتا) = أعمق أو وراء الظاهر... و(ميتاليبسس) أي: اشتراك له بعد أكثر من مجرد الاشتراك في الأكل والشرب... (ميتاآكسيس): أي شركة فعلية باليوناني يقول عنها القديس كيرلس الكبير: يقول عن (الميتاآكسيس): هذه هي الشركة هي اتحاد فائق اتحاد يفجر تيار النعمة الإلهية في حياتنا الضعيفة المائتة... فهي ليست شركة بالفكر والعاطفة والتأثير ولكنها شركة الحلول الحقيقي وليس على مستوى الفكر أو العاطفة أو التأثير...
وهنا يربط ال (ميتااكسيس) بكلمتين يونانيتين مهمين جدًا:
1- كلمة حلول باليوناني أي يحل = (إينوهى كاتين) أي الحلول الحقيقي أو الحلول ليس المعنوي لكن الحقيقي المستقر...
2- كلمة شركة (كينونيا) κοινωνία أي شركة الروح القدس...
وهنا يجمع بين كلمتين (شركة الروح القدس وحلول المسيح الحقيقي)... وهنا يستخدم كلمة تعني الاستقرار (كاتويكاتين) أي باليوناني يستقر أو يسكن أو يحل حلول حقيقي...
إذن شركة الحلول الحقيقي وليس على مستوى الفكر أو العاطفة أو التأثير وعلى الجميع الاستجابة لتيار النعمة الذي يتفجر فينا بهذه الشركة الحقيقية (ميتااكسيس) الشركة الحقيقية للروح القدس الذي يُعدنا بالتوبة لكي يستقر ابن الله في حياتنا وفي كياننا وفي جسدنا لكي يشع إشعاعات النور والحرارة في حياتنا الضعيفة المائتة في هذه الشركة...
إذن هي عملية إمداد للحياة التي تغلب الموت ولا يغلب الموت إلا المسيح القائم من بين الأموات والموت هنا هو أهواء الجسد... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وتطهر الإنسان من الخطية العاملة في كيانه الجسدي "أرى ناموس آخر في أعضائي يخالف ناموس الفكر... ناموس الطبيعة البشرية (سلطان الجسد)... والجسد كالأسد له سلطان... سلطان الأسد في الغابة حياة الإنسان والأفخارستيا إمداد بالحياة لكي تغلب الموت أهواء الجسد التي تضاد الحياة الروحية...
إذ كان الجسد يجذب الإنسان لأسفل إلا أن التناول يعمل في الإنسان لكيما يرفعه مثل كوريك السيارة التي يرفعها ليعالج الكاوتش... وتيار النعمة يرفع الإنسان إلى فوق لكي ما يعالج ما فيها من اعوجاج داخلي بشرط التوبة لذلك ربطها بين الكينونيا κοινωνία وبين الإيثيوكانين أي استقرار المسيح وحلوله في الإنسان...
الإنسان الغير تائب لا يشعر بهذه التيارات الغير روحية التي تعمل فيه... والقديس كيرلس يبني كلامه على أن السيد المسيح جاء ليعيد الإنسان إلى وضعه الأول ولإحياءه وجذبه... بل يعيده إلى ما قبل السقوط القديم ويعطيه وضعه الجديد... ونحن في الأرباع الخشوعية نصلي ونقول: "بصليبه أعاد الإنسان إلى الفردوس مرة أخرى إلى طبيعته الأولى قبل السقوط... وهذه هي قوة اللوغوس قوة الابن الكلمة التي تعمل في الضعف البشري. قوة إلهية تتسلط على حياة الإنسان لكي نحميه من قوة إبليس وسلطانه... سلطان الجسد الذي يضاد الحياة الروحية.
النتيجة: أن الأفخارستيا يدخل فيها السيد المسيح حياة المؤمن ويستقر فيه ويسكن ويهدأ ناموس الخطية الذي يثور في الجسد... بل يعطي قوة حياة تُضَاد كل قوة شريرة تهدم وتحطم الإنسان... فالسيد المسيح يهدم ويحطم أهواء الخطية في الجسد ويشفى كطبيب للنفس والجسد والروح هذه هي الرعاية الصالحة التي فيها السيد المسيح يعصب الجروح جروح الخطية ونزيف الشر الذي يعمل في الإنسان كل يوم... يحرر من أمراض النفس والجسد... لذلك الإنسان الذي يعيش في الكنيسة بفهم ووعى وقريب من التناول يكون له أسلوبًا في الحياة مختلف... إذ له تيار النعمة داخل حياته يجعله متميز عن باقي الناس... أسلوبه وطريقة تفكيره مختلف عن الإنسان العادي... والقديس كيرلس يضيف بعد أعمق يقول: أن هناك انفعالات داخلية في الإنسان غير ملائمة للإنسان الجديد وهي تقاوم الحياة الروحية... انفعالات الكرامة... وانفعالات الغيرة الفاسدة وانفعالات أولوية الذات (الذات البشرية) هذه الانفعالات لا يقيم المؤمن فيها ويتقوى روحيًا إلا إذا حفظ في ذاته مرضاة الله من خلال المائدة السرية". هذه هي القوة التي تقاوم النزوات التي يفتكها الشيطان من خلال الانفعالات في حياة الإنسان... والطب يقول في مراكز في المخ تحرك كل أعضاء الجسم... فكر الشهوة مثلًا يحرك انفعالات معينًا يحرك عضوًا معينًا والمسألة تبدأ بالفكر والانفعال... والشيطان كقوة شريرة خفية يدخل للإنسان ويحركه... يحرك انفعالات وشرور ممكن تقود بعد ذلك لأفعال لا ترضي الله... ولا تكون للإنسان قوة روحية أخرى تقاوم هذه الانفعالات وتحمي الإنسان كمظلة واقية بدون الأفخارستيا...
وهذا هو فعل المسيح في سر الأفخارستيا... هذه هي الشركة أن تكون حياتنا شركة بيننا وبين المسيح وليس وقفًا علينا لئلا نكون فريسة للشيطان لذلك أسموها سر الأفخارستيا...
والشركة تكون مظلة واقية تحمي حياة الإنسان من الضياع في الانفعالات غير المحمودة العواقب... لذلك القديس سرابيون له ليتورجيا في قداس القديس سرابيون يقول: يا إله الحق كلمات معانيها في كامل الروعة والجمال يقول:
"يا إله الحق ليأتي كلمتك القدوس على هذا الخبز وليصبح هذا الخبز جسد الكلمة وعلى هذه الكنائس لكي يصبح الكأس دم الحق واجعل الذين يتناولون فيها يتلقون دواء الحياة لشفاء كل عاهة ولتقوية كل نمو وكل فضيلة لا لدينونتهم يا إله الحق... لا تحكم علينا ولا تخزنا... فحوى الصلاة أن الهدف من الجسد والدم الذي نأخذهم أن الذي يتناولهم يتلقَّى دواء الحياة (المظلة الواقية) لكي يمنع دخول الموت عن طريق الفكر والانفعالات بالتيار الذي يصنعه الشيطان التيار الشرير... والأفخارستيا مظلة الحياة الواقعية من الموت لشفاء كل عاهة روحية مثل الذي له عين ضاعت تكون عاهة البصر العمياء عاهة والشيطان يعمي البصيرة الروحية إذ لو أن إنسان يقتل أخيه هذا ليس أعمى؟!! لكن بصيرته عمياء لا يرى... فقد البصيرة التي يميز بها (مثل أب يعتدي على ابنته)؟!!! هذه عاهات موجودة في الناس وتحتاج لعلاج وهنا ننتقل لنقطة عملية وهي:
+ لا بُد أن يدخل في وعى الناس أن التناول لا بُد أن يكون عن احتياج (احتياج للمظلة الواقعية التي تهب الإنسان حياة تضاد الموت)... وليس عن استحقاق... مثل إنسان داخله روح المعصية يريد أن يطيع لكن داخله تيار يجعله عنيد هو متعرض لتيار شرير ينزع عنه فعل الطاعة... تعرض لإشعاعات دنسة تهيج فيه الكرامة والذاتية.
وهناك ملحوظة: نجد أن الإنسان أول ما يربط بفكر شرير فورًا يبعد عن التناول ممكن يحضر الكنيسة ولا يتناول... (يقول التناول نور ونار) لذلك كقائد إذا وجدت مخدوم يقف بعيدًا عن التناول اسأل لماذا؟ قد يكون أسير فكرة دخلت له غصب عنه... تحطم فيه معاني جميلة أو تكون فيه عاهات مثل واحد يمسك أذن آخر يقطعها يمنع عنه السمع أو يكسر رجله أو يعوق مسيرته... بسبب ضعف المسيرة له...
لذلك يقولك اجعل الذين يتناولون منها يتلقون دواء الحياة لشفاء عاهة ولتقوية كل نمو وكل فضيلة لا لدينونتهم يا إله الحق. لا تحكم علينا ولا تخزنا...
+ الشركة مع المسيح (ميتاليبسس) اشتراك (ميتاإكسيس) شركة (إيتكابتين) أي حلول المسيح داخل الإنسان هذه اصطلاحات تساعد على فهم المعنى (كانوكانين) أي استقرار المسيح في المؤمن حلوله واستقراره... الحلول غير الاستقرار...
الروح القدس كان يحل في العهد القديم لكن لا يستقر كان حلول وقتي لكن هذا استقرار... الشركة القائمة على الاتحاد في الحياة شركة الحياة بيني وبين المسيح لأنه يعمل هذه المظلة التي تحميني من تيار الشر...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/y4q4gf8